شهد مسرح شاطئ الراحة في أبوظبي، مساء أمس الأول، انطلاق الحلقة الثانية من مسابقة "أمير الشعراء" في موسمها الخامس . شارك في الحلقة أربعة شعراء هم عبدالله آيت الصديق "المغرب"، عبدالله بيلا "بوركينا فاسو"، عبدالمنعم الأمير "العراق"، ليندا إبراهيم "سوريا" . وقبل بدء فعاليات الحلقة الثانية من المسابقة عرضت النتائج النهائية لتصويت الجمهور عبر الرسائل النصية على متسابقي الحلقة الأولى، حيث حصل الشاعر الموريتاني سعد الهادي على أعلى نسبة من تصويت الجمهور وهي 81%، والأردنية مناهل العساف ب 44%، في ما خرج أحمد حسن عبدالفضيل من المنافسة ب 43% . أول شعراء الحلقة الثانية الشاعر عبدالله آيت الصدّيق قدّم نصه "مُتْخَمٌ بالأمنيات" استهله بقوله: وَلَدٌ أَضَاعَ العُمْرَ يَجْمَعُ بَالَهُ لَمْ يَدَّخِرْ غَيْرَ السُّكُوتِ فَقَالَهُ مُنْذُ اسْتَوَى فَوْقَ التُّرَابِ مُجَرِّباً دُنْيَاهُ جَدَّ الحُزْنُ حَتَّى اغْتَالَهُ قَدْ كَانَ يَحْمِلُ فِي يَدَيْهِ حَقِيبةً وَرُؤى مِنَ المَجْهُولِ تَكْشِفُ حَالَهُ أَفْضَتْ إِلَى الصَّحْرَاءِ عَيْنَاهُ التِي وَقَعَتْ عَلَى مَنْفَى يَسِيرُ حِيَالَهُ كَمْ لَوَّنَتْ مِرْآةَ جَبْهَتِهِ السَّمَاءُ وَرَشَّ غَيْمُ حَنَانِهَا أطْلَالَهُ اتفقت آراء لجنة التحكيم على شعرية النص وتميّزه رغم ما اعتوره من هنات نحوية . وقرأ الشاعر الثاني عبد الله بيلا نصه "محاولةٌ . . للخروجِ إليّ" يقول فيه: لن أكونَ كغيريْ . . تنازلتُ عن كبرياءِ المعاطِفِ خادنتُ نفسيْ شطبتُ جميعَ المَرايا . . انتأيتُ احتفَيتُ . . عَرَيتُ من الآخَرِينَ تظاهرتُ باللامبالاةِ . هذي سبيليْ التي لم تطأها سوى قدميَّ لم يخل النص من هفوات لغوية واضحة كما قال الدكتور عبدالملك مرتاض، ومع ذلك ففيه جهد في التنظيم وتوفيق في اختيار، واعتبر الدكتور صلاح فضل الشاعر مغامراً شجاعاً وإن لم يكن نصه نص محافل فقد حظي باعجاب الجمهور . الشاعر العراقي عبدالمنعم الأمير ألقى نصه "شفاه لسنبلة الكلام" حيث يقول فيه: أقفرتَ أنتَ، فمن يكونُ الرائي؟ وَمَن الذي يروي انتظار ظِمائي؟ ومَن الذي في الريح، يوقظ شمعةً عمياءَ؟ كي يقفو خطى صحرائي ناديْتُ . . فانتفضتْ وساوسُ غربتي وأجابني، في الليلِ، صمتٌ ناءِ تفاوتت آراء لجنة التحكيم في الحكم على النص حيث رأى د . عبدالملك مرتاض فيه شعرية رفيعة شنّف بها الشاعر أسماع الحاضرين، واعتبره د . صلاح فضل شعراً جهير الصوت ، لكنه بليغ إلى أبعد مدى، عارم النبرات، محكم وجميل، وهو دليل على قوة الشاعر وبلاغته وفحولته، بينما رأى د . علي بن تميم أن قصيدة الأمير لحظة ساكنة، لم تشتمل على بارقة أمل . الشاعرة السورية ليندا إبراهيم قرأت نصها المعنون " "مُكَابَدَاتُ المُتنبِّي الأخيرة"، حيث تقول في مطلعه: رُوحِي . . تُكَابدُ وَجدَها الأقصَى وعُمري طَاعنٌ في الحُزنِ حتَّى الشَّام قلبي مُطفَأُ القنديل لا زيتٌ فيُسرجُ هذه النَّفسَ الجَمُوحَ ولا بقايا من عراقِ الرُّوح أو ذكرى حبيب من حَلَبْ . . اَلرُّومُ تعبَثُ بالمَدائنِ تذبحُ النَّخلَ الكريمَ النص استنساخ لنصوص المتنبي في سيف الدولة كما رأى د . عبدالملك مرتاض، وفيه بعض من عبقرية التصوير، ودفق من العاطفة، والكثير من رقة الوجدان، بينما اعتبره د . صلاح فضل يطفح بشعرية رهيفة وجلية رغم ما حمله من إشارات سياسية واضحة وغير محببة، بينما ذهب د . علي بن تميم إلى أن القصيدة تقدم ومضة شعرية غير مكتملة، ولم تفلح كاتبتها بأن تكون المتنبي، فكان المتنبي في النص قناعاً، لكنه سرعان ما انكشف . وفي نهاية الحلقة منحت لجنة التحكيم الشاعر المغربي عبدالله آيت الصديق بطاقة التأهل حيث حصل على 45%، فيما منحه جمهور موقع المسابقة الإلكتروني والمسرح تباعاً 16% و24% . أما بقية المتسابقين فكانت نتائجهم كما يلي: عبدالمنعم الأمير: الجمهور 12%، المسرح 9%، اللجنة 44%، ليندا إبراهيم: الجمهور 15%، المسرح 42%، اللجنة 43%، عبدالله موسى بيلا: الجمهور 57%، المسرح 25%، اللجنة 36% .