تناول برنامج (في ظلال الهدي النبوي) عبر إذاعة القرآن الكريم، حديث نبوي شريف حسم خلاله النبي صلى الله عليه وسلم مسألة الحلال والحرام وبين الحل الأمثل للتعامل مع الأمور المشتبهات التي تكون محل جدل وخلاف بين الناس. فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم " إن الحلال بيِّن وإن الحرام بيِّن وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب". وأوضح الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف أن لهذا الحديث منزلة عظيمة في الدين، حيث يقطع طريق الريبة في النفوس ويتصدي للعابثين بالحلال والحرام ، لافتًا النظر إلى أن الحلال والحرام واضحان لا شبهة فيهما ولا غموض، وأن من رحمة الله عز وجل أن بيَّن لنا الحلال والحرام، والطيب والخبيث وأوضحهم للعامة والخاصة. وأضاف أن الحلال هو ما لم يرد َدليل بتحريمه، و يشمل ما سكت عنه، وقيل ما ورد دليل بحله، أما الحرام فهو ما ورد دليل بتحريمه. وتابع أن الحديث أوضح أيضا أنه يوجد بين الحلال والحرام أمور مشتبهات اشتبه حكمها، ولم يتضح حكمها واختلط بين الحلال والحرام، مشيرا أن على المسلم أن يحتاط ويترك المشتبهات استبراءا للدين والعرض، وتجنبا للوقوع في الحرام، وذلك لتحقيق تقوي الله عز وجل . ونبه أن القلب مستقر العقيدة في الإنسان ومصدر الأعمال كلها، لا يتم صلاح سائر الجسد إلا بصلاحه، وإذا فسد القلب فسد سائر الجسد، لهذا وضح هذا الحديث النبوي الشريف أهمية هذا العضو في توجيه صاحبه إلى الحلال والحرام. لافتا أن لهذا الحديث منزلة كبيرة في الدين، وأنه أحد الأحاديث التي عليها مدار الإسلام ومنها، قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأةٍ ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه" . وأضاف أنه يستنبط من الحديث أن رحمة الله عز وجل واسعة حيث جعل سبحانه وتعالي لنا الحلال ظاهر والحرام ظاهر، حتي يسهل تحرى الإنسان للحلال والحرام، وبين الحديث كذلك ضرورة الكسب الحلال والحرام، و ضرورة ترك الشبهات التي اختلط حكمها على الناس، كما بين أهمية القلب وما له من تأثير في توجيه صاحبه إلي الحلال والحرام، و ضرورة صقله بالقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة .