كرئيس منتخب، يجب أن يبدأ جو بايدن في تلقي نفس الإحاطة الاستخباراتية اليومية مثل تلك التي تم إعدادها للرئيس دونالد ترامب. لكن حتى الآن، لم يحدث هذا، وليس من الواضح متى ستبدأ الإحاطات اليومية، وفقًا لما نقلته وسائل إعلام أمريكية عن مسؤولي مخابرات. فترامب لم يقبل بنتائج الانتخابات الرئاسية التي شهدتها الولاياتالمتحدة، في الثالث من الشهر الجاري، وأُعلن فيها بايدن رئيسا. ومنذ الإعلان عن فوز المرشح الديمقراطي في وسائل الإعلام الأمريكية، لم تأذن إدارة ترامب بعد لبايدن وفريقه بالبدء في تلقي التقارير الحكومية بما فيها المعلومات الحساسة للغاية، مثل التقارير الاستخباراتية بالغة السرية. وعادة ما تصدر إدارة الخدمات العامة الحكومية خطاب تفويض روتينيًا بعد يوم من الانتخابات، يمهد الطريق لفريق انتقالي رئاسي، من أجل بدء التحضير ليوم التنصيب في ال 20 من يناير. لكن بدون هذا الخطاب، يقول مكتب مدير المخابرات الوطنية، الذي يشرف على الإحاطة الأمنية للرئيس، إنه لا يُسمح بمقابلة فريق بايدن الانتقالي. وفي بيان له أوضح المكتب أنه "لن يكون على اتصال بأي فريق انتقالي حتى يتم إخطاره من قبل إدارة الخدمات العامة". وبحسب وسائل إعلام أمريكية، فإن رئيسة إدارة الخدمات العامة في إدارة ترامب، والمسئولة عن المباني الفيدرالية، هي من تتولى دورا مهما عند انتخاب رئيس جديد. ويتمثل هذا الدور في التوقيع على الوثيقة الرسمية الخاصة بتسليم فريق المرشح الفائز ملايين الدولارات، إضافة لكل ما يحتاجه في عملية انتقال السلطة. والتوقيع على مثل هذا الخطاب، هو بمثابة الإعلان الرسمي من قبل الحكومة الفيدرالية، وليس من قبل الإعلام، عن الفائز في الانتخابات الرئاسية. يقول ديفيد برييس، الضابط السابق في وكالة المخابرات المركزية، ومؤلف كتاب عن الإحاطات الرئاسية: "لدينا تقليد راسخ منذ الستينيات، وهو أن يقوم الرئيس الحالي بتقديم الموجز اليومي إلى الرئيس القادم". وردا على سؤال حول غياب التقارير الاستخباراتية ، قال بايدن في مؤتمر صحفي أمس الثلاثاء ، "من الواضح أن موجز الرئيس اليومي سيكون مفيدًا ، لكنه ليس ضروريًا. أنا لست الرئيس الحالي الآن". لكن مايك روجرز، عضو الكونغرس الجمهوري السابق عن ميشيغان والرئيس السابق للجنة المخابرات بمجلس النواب، دعا إلى ضرورة أن يبدأ بايدن في تلقي الإحاطة "على الفور". وكتب روجرز تغريدة على "تويتر" جاء فيها "يجب أن يتلقى بايدن موجز الرئيس اليومي (PDB) ابتداءً من اليوم، فهو يحتاج إلى معرفة التهديدات الأخيرة والبدء في التخطيط لها، لأن ذلك يتعلق بالأمن القومي". واستذكر بريس انتخابات عام 2000، عندما كانت النتيجة محل شك لأكثر من شهر بعد التصويت، وعلى الرغم من ذلك بدأت إدارة الرئيس بيل كلينتون المنتهية ولايتها بتقديم تقارير استخباراتية لجورج دبليو بوش قبل إعلان فوزه رسميًا. وفي هذا الصدد، قال برييس: "أدرك البيت الأبيض في عهد كلينتون أننا لا نستطيع الانتظار إلى الأبد، وأدخلوا جورج دبليو بوش إلى الدائرة وبدأوا في السماح لموجهي وكالة المخابرات المركزية بتقديم موجز الرئيس اليومي".
