حالة من الاستياء والغضب اجتاحت ما يقرب من 16 ألف صيدلى، تخرجوا من كلية الصيدلة بجامعات مختلفة خلال عام 2018، ولا زالوا ينتظرون نتيجة التكليف، مستنكرين عدم إعلان وزارة الصحة للتكليف، حتى الآن دون إبداء أى أسباب، رغم أن القانون يلزم الوزارة بتوزيع وتكليف الأطباء والصيادلة فى مؤسساتها الطبية بعد عام فقط من التخرج، إلا أن ذلك لم يتحقق. وبناء على ذلك، أنشأ المتضررون من هؤلاء الصيادلة «هاشتاج» على مواقع التواصل الاجتماعى بعنوان «تكليف صيادلة 2018 فين؟»، حتى أصبح «تريند» عقب ساعات من تدشينه، حيث طالبوا فيه بضرورة إفصاح وزارة الصحة عن الأسباب الحقيقية وراء عدم إعلان نتيجة تنسيق التكليف الخاص بهم. من ناحيتها، أكدت الدكتورة إسراء أبو زيد المتحدثة باسم الدفعة 2018 صيدلة، أنه كان من المفترض أن يتم الإعلان عن التكليف المتبع خلال الدفعات السابقة فى الجريدة الرسمية بموعد أقصاه مايو من العام المقبل، يستلم بعدها الخريج عمله خلال 4 شهور بعد انتهاء الإجراءات، مشيرة إلى أنهم حاولوا مراراً التواصل مع الوزيرة من خلال تقديم عدة مذكرات ولم يتم الرد. وحول دور النقابة فى التصدى لهذه الأزمة، أوضحت أن النقابة العامة للصيادلة تحت الحراسة وبالتالى لا يوجد من يتحدث باسمهم لعرض أزمتهم، الأمر الذى جعلهم يلجأون إلى تسجيل هاشتاج «تكليف الصيادلة فين؟» لعرض المشكلة، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل قام خريجو الدفعة بالدخول على الصفحة الرسمية للوزارة لإرسال كافة التعليقات فى البيانات المنشورة على الصفحة ولكن كانت المفاجأة بالرد على جميع التعليقات إلا تعليقات طلاب الصيدلة. ونوهت إلى أنهم لجأوا أيضًا إلى أعضاء مجلس النواب، ومنهم النائبة إلهام المنشاوي التي تقدمت بطلب إحاطة إلى رئيس مجلس النواب الدكتور على عبد العال بشأن معاناة خريجي دفعة 2018 من تأخر إعلان التكليف، ما يسبب لهم أزمة كبيرة، حيث كان من المفترض إصدار التكليف في شهر مايو أو إبريل الماضيين، وقد تقدم الخريجون بأكثر من شكوى لوزارة الصحة و لكن دون جدوى، كما أرسلوا مذكرتين إلى مجلس الوزراء لمعرفة السبب فى هذا التأخير، ولكن لم يتم الرد إلا مرة واحدة فقط على المذكرة الأخيرة بأن الأمر أصبح حاليًا فى يد رئيس الجمهورية فقط. وأشارت إلى أن الدكتورة هالة زايد لا تعى جيدًا ما تقوم به بالقضاء على مستقبل هذه الدفعة، وأن ما تفعله لن يؤثر فقط على خريجى دفعة 2018 بل سيؤثر على الدُفعات التى تليها، الأمر الذى سيتسبب فى أزمة حقيقية وتكون أكثر تعقيداً وقد يصعب حلها، مطالبة من مجلس الوزراء سرعة تشكيل لجنة لبحث الحلول المتاحة حتى لا تتفاقم المشكلة أكثر من ذلك. وفى السياق نفسه، استنكر الدكتور عصام عبد الحميد، وكيل النقابة العامة للصيادلة، عدم إعلان وزارة الصحة عن حركة التكليف حتى الآن، رغم وجود مطالبات رسمية لها منذ أكثر من عام، لتكليف خريجى دفعة 2018 البالغ عددهم حوالى 16 ألف صيدلى، لافتًا إلى أنه تم إجراء زيارات للإدارة المركزية بوزارة الصحة، والتواصل مع الدكتورة سحر حلمى، التى أكدت أنها تخاطب وزارة الصحة باحتياجاتها، ولكنها لا تتلقى ردودًا منها. وأكد أن ما تفعله وزارة الصحة بوقف تكليف الدفعات الجديدة غير مبرر، خاصة أنه لا توجد أسباب واضحة لفعل ذلك، مطالبًا الوزارة بتحديد احتياجاتها الفعلية، وموقفها من حركة التكليف، حتى وإذا كانت لا تحتاج إلى صيادلة خلال الأعوام المقبلة، وذلك من أجل وقف «سيل الخريجين من الكليات الخاصة». وأضاف الدكتور أحمد أبو طالب، عضو مجلس نقابة الصيادلة، أن أزمة تأخر حركة التكليف ليست الأخيرة، بل تتكرر باستمرار منذ العام الماضى، حين تأخر موعد تكليف دفعة 2017 عن اللازم، وهذا يثبت أن المشكلة الرئيسية تكمن فى عدم وجود رؤية واضحة لوضع المنظومة الصحية فى مصر بشكل كامل، بسبب عدد الأطباء والصيادلة الزائد وعدم توافر أماكن مخصصة يعملون بها. وأشار إلى أن ما يزيد الأمر تعقيدًا هو أن منصب نقيب الصيادلة تحت حكم الحارس القضائى حاليًا، وبالتالى فإن وزارة الصحة تعد الجهة المسئولة عن أزمة تأخر تكليف دفعة صيدلة 2018، خاصة أنها لم تكشف عن أى معلومات واضحة حتى الآن، والمعلومات المتداولة فقط تشير إلى تأخر التكليف أو شطبه نهائيًا.