أظهرت النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية في تونس، اليوم الثلاثاء، أن المرشح المستقل قيس سعيّد، هو الأوفر حظا للفوز برئاسة تونس حتى الآن. ويذكر أن سعيد، كان تقدم في الترتيب بحسب نتائج أمس الاثنين، وحل أولا بنسبة 18.8 بالمئة بعد حصوله على دعم 489145 ناخبا، يليه المرشح السجين نبيل القروي بنسبة 15.5بالمئة بعد حصوله على ثقة 403438 ناخبا، وذلك بعد فرز 77 بالمئة من مجموع الأصوات، وهو ما يعني ترشحهما إلى الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية للتنافس على رئاسة تونس. ويعدّ قيس سعيد، 61 عاما، واحدا من أهمّ الأسماء البارزة في المجال القانوني والدستوري بتونس، إذ حصل على شهادة الدراسات المعمقة في القانون الدولي العام من كلية الحقوق والعلوم السياسية سنة 1985 وعلى ديبلوم الأكاديمية الدولية للقانون الدستوري سنة 1986 وديبلوم المعهد الدولي للقانون الإنساني بإيطاليا سنة 2001. وشكل تقدم أستاذ القانون المحافظ وقطب الإعلام المحتجز، نبيل القروي على 24 مرشحا آخرين، من بينهم رئيس الوزراء ورئيسا وزراء سابقان ورئيس سابق ووزير الدفاع، زلزالا سياسيا في تونس، وأظهر وجود رفض قوي للحكومات المتعاقبة التي لم تستطع تحسين مستوى المعيشة أو إنهاء الفساد. وبعد ثورة 2011، كان هذا الرجل من الأسماء التي اكتشفها التونسيون بسبب ظهوره المتكرر على وسائل الإعلام لشرح وتحليل المسائل القانونية والدستورية المرتبطة بالقضايا السياسية، وقد تلمّسوا فيه شخصية مختلفة وطريفة في آن واحد، بسبب طريقة كلامه وأسلوب خطابه الذي يعتمد أساساً على اللغة العربية الفصيحة والتحدث بجدية ودون تشنج ودون توقف، حتى أصبح يلقب ب"الروبوكوب" أو الرجل الآلي. ولكن اسمه صعد منذ إعلانه اعتزام الترشح إلى الانتخابات الرئاسية بصفته مرشحاً مستقلاً، وظهرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي باسمه تدعو إلى الالتفاف حوله ودعمه للفوز في هذا الاستحقاق الانتخابي، يقودها خاصة طلبة جامعيون، فتزايد الاهتمام به وبترشحه ونجح في الاستئثار بنصيب واسع من المساندة، حتى برز اسمه في استطلاعات الرأي وتصدر نوايا تصويت التونسيين وكانت مراكز الاقتراع في تونس أغلقت أبوابها مساء الأحد، بعد انتهاء التصويت في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية. وتوجه التونسيون لاختيار رئيسهم الأحد من بين 24 مرشحا، بعد انسحاب المرشحين محسن مرزوق وسليم الرياحي، لصالح وزير الدفاع المستقيل عبد الكريم الزبيدي.