كمكافأة لهم اختارت الأممالمتحدة مجموعة من المتقاعدين والذين تم اعفائهم من مناصبهم الهامة في بلادهم ليكونوا مبعوثين لها في الدول العربية،حيث اقتصر عملهم على التنزه والترحال بين الدول المعنية بالأزمات وإطلاق التصريحات بين الحين والآخر بينما لم يقدموا حلولا لهذه الأزمات، وأثبتوا فشلا ذريعا في محاولات التوفيق بين أطراف الصراع سواء في اليمن أو ليبيا أو سوريا أو العراق أو حتى فلسطين ،حيث لا تزال هذه الدول تعاني من تفاقم الصراع بشكل يهدد استقرار المنطقة ككل. غسان سلامة ككل مبعوثي الأممالمتحدة إلى الدول العربية ، فإن كل ما توصل إليه غسان سلامة منذ توليه منصب المبعوث الأممي إلى ليبيا يقتصر فقط على اللقاءات والاجتماعات بينما لم يسهم بشكل فعال في حل الأزمة. وعلى الرغم من المجهود الكبير الذي يبذله غسان سلامة من أجل عقد المؤتمر الليبي الجامع في الشهر المقبل ،إلا أن رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر أكد أن سلامة سيفشل في مسعاه،مؤكدا أن الأخير لم يسبق له أن أوفى بوعد قطعه على نفسه بخصوص ليبيا، كما شدد على أن الملتقيات لا تصدر قرارات بل توصيات لا يعتد بها، مشيرا إلى أن المؤتمر الليبي الجامع ماض في جهوده لتوحيد الليبيين. ويرى عددا كبيرا من الليبيين أن سلامة لا يريد إحلال السلام في ليبيا أو التوصل لحل نهائي للأزمة، ولكن كل ما يريده هو التهدئة من آن لآخر، لاسيما وأنه لم يتخذ موقفا حاسما من المليشيات التي تسعى لتقليص دور الجيش الليبي بينما الاستقرار لن يتحقق إلا من خلال وجود جيش موحد قوي للبلاد، كما انتقد الليبيون اختيار سلامة مدينة أغدامس المحاصرة من قبل المليشيات لعقد المؤتمر ،حيث يصعب التجمع هناك نتيجة الأوضاع الأمنية المتدهورة في الغرب الليبي. ولسلامة فلسفة خاصة في تفسير استمرار الأزمة في ليبيا ،حيث يرى أن الخلافات الإقليمية تؤثر على الأوضاع في البلاد ،لاسيما ذلك الخلاف حول كيفية التعامل مع الحركات الإسلامية , كما أن كل يوم تظهر انقسامات جديدة في ليبيا ينبغي التعامل معها، مضيفاً أنه لا يمكن النجاح في ليبيا من دون قيادة وطنية متحدة. وفي شهادته أمام مجلس الأمن، قال سلامة إن المأزق السياسي في ليبيا تسببت فيه مصالح شخصية ضيقة، مضيفاً أن الليبيين بكافة فئاتهم يعانون من الانتهاكات والعنف والظروف الإنسانية الصعبة، كما شدد على أهمية السماح بوصول المساعدات للمدنيين في ليبيا من دون عوائق، وهي التصريحات التي أثارت غضب عدد من نواب البرلمان الليبي ، الذين قرروا إعداد رد مناسب يؤكد تجاوز المبعوث الأممي لصلاحياته وإرساله إلى المنظمة الأممية. وحذر سلامة من أن المليشيات لا تزال تفرض سيطرتها في بعض مناطق ليبيا ،ومن أن مجموعات مسلحة تتولى مسئولية إنفاذ القانون بدلا من الجهات الرسمية الليبية ،مضيفا أن الأممالمتحدة تتعاون حاليا مع حكومة الوفاق الليبية لنقل السجون لسلطة الدولة. يذكر أن غسان سلامة ولد عام 1951 وهو سياسي لبناني وأستاذ العلوم السياسية في جامعة السوربون ،تولى وزارة الثقافة في ظل حكومة رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري من عام 2000 إلى 2003. خلال توليه وزارة الثقافة ، كلف بتنظيم القمة العربية في بيروت التي تبنت المبادرة العربية السعودية للسلام مع إسرائيل ، وكلف بتنظيم القمة الفرنكوفونية في لبنان ، وخلال تكليفه بالقمتين كان متحدثا رسميا ورئيسا للهيئة التنظيمية. كان ضمن وفد الأممالمتحدة المبعوث إلى العراق بعد الاحتلال الأمريكي 2003, وكاد أن يلقى مصرعه في حادثة تفجير مبنى الأممالمتحدة في بغداد،وعمل مستشارا للأخضر الابراهيمي خلال مهمته للعراق وسوريا. لم يتم اختياره مبعوثا أمميا لسوريا بسبب وجود شرط أن لا يكون المبعوث الأممي من دولة مجاورة ، و بالتالي تم تفعيل عقده كمستشار في الأممالمتحدة . كان سلامة مرشحا لمنصب الأمانة العامة لليونسكو ، لكن انسحب بسبب عدم ترشيح لبنان له و انقسام الترشيح العربي بين مرشحي لبنان و قطر و مصر. اختير من قبل القائمين على معرض الشارقة الدولي للكتاب الدورة 35 عام 2016 ليكون الشخصية الثقافية لدورته وذلك تقديرا لالتزامه الفكري والمعرفي بهموم المنطقة وللقيم الأخلاقية والثقافية التي يحملها مشروعه الفكري والسياسي ، وتم تكريمه من حاكم الشارقة.. يعمل منذ يونيو 2017 مبعوثا خاصا للأمم المتحدة في ليبيا.