لم يكن من قبيل المصادفة أن يشهد العالم أمس الخميس انعقاد قمتين عالميتين تتناولان الأوضاع بمنطقة الشرق الأوسط هما قمتى "وارسو" فى بولندا و "سوتشى" فى روسيا بما يعكس تنافس القوى الكبرى على النفوذ بالمنطقة ويعيد أجواء الحرب الباردة بين موسكووواشنطن إلى الساحة العالمية. فقد اجتمع قادرة روسيا وإيران وتركيا مع كبار المسئولين العسكريين فى منتجع سوتشى الروسى على البحر الأسود فى محاولة من الكرملين لإنهاء الصراع المستمر منذ 8 سنوات فى سوريا والذى أصبح معركة إقليمية رئيسية وذلك بما يعزز نفوذ هذه الدول فى المنطقة ويخدم مصالحها. وعلى النقيض من ذلك كان المشهد فى قمة "وارسو" حيث حرص وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو ونائب الرئيس مايك بنس على تشكيل تحالف للوقوف ضد الأطماع الإيرانية بالمنطقة يضم إسرائيل ودول عربية ويحظى بدعم واشنطن للحفاظ على نفوذ ومصالح الغرب بالمنطقة. و قد أكد روبرت كزولدا، أستاذ سياسات الشرق الأوسط فى جامعة لودز البولندية إن الأمر يشبه ما قبل الحرب العالمية الأولى أو الثانية حيث يوجد معسكرين وتحالفين. ولعل هذا المشهد يظهر حجم الخطر التى تتعرض له المنطقة برمتها فى ظل حالة العجز التى وصلت إليها دول المنطقة مما وضع مصيرها بأيدى القوى العالمية لتعبث به وفقا لمصالحها وأطماعها دون أى اعتبار لمصالح دول المنطقة أو مصير شعوبها والسؤال المهم الأن هل تستفيق دول المنطقة أنظمة وشعوبا لتشارك فى تقرير مصيرها وتصنع مستقبلها أم تظل فى ثباتها العميق بانتظار نتيجة معركة تكسير العظام بين موسكو و واشنطن لحسم مصيرها؟