قال الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية إلى أن دار الإفتاء المصرية تضع حماية الأسرة نُصْب أعينها وفى قمة أولوياتها مستفيدة من سعة الفقه ويسره، كما يحدث فى مسألة الرضاع؛ فتأخذ بقول الإمام الشافعى وغيره من العلماء وهم حجة إذ يرون أن الرضاع المُوجِب للتحريم هو ما بَلَغَ خَمس رضعاتٍ متفرقاتٍ فأكثر، وهو قول معتبر وتؤيده الأدلة الشرعية، ولا نأخذ بغير ذلك حفاظًا على الأسرة. كما أشار فضيلته النظر إلى أن زواج الصغيرات يهدد استقرار الأسرة والمجتمع فضلًا عن ضرره الطبى، وهو زواج قد منعه بعض أهل العلم من التابعين كالإمام ابن شُبرمة والإمام الأصم؛ فقالا ببطلانه؛ وكما هو معلوم يجوز الأخذ بأى قول مُعتبر من أقوال أهل العلم بما يحقِّق المصلحةَ ووَفْقًا للاختيار الفقهى المنضبط، وقولهما يقوى القولَ بمنعه الآن والذى تؤيده الدراسات والبحوث الثابتة والمعتمدة، ويؤيده الواقع أيضًا. وعن زواج القاصرات تحت السن القانونية من دون توثيق، قال فضيلة المفتى: هذه مشكلة عويصة وخطر كبير، وهذا الزواج فيه مخالفة واضحة للقانون وللتشريعات، فضلًا عن أن ذلك يضر الفتاة كثيرًا، وخاصة إذا كانت أمًّا لأولاد فتكون عرضة لتنصل زوجها من وجود العلاقة الزوجية بينهما وفى هذا ضياع كبير لا يخفى على أحد.