عقد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية جلسة مباحثات هامة اليوم السبت، مع "أنطونيو جوتيريس" السكرتير العام للأمم المتحدة. ومن جانبه، قال السفير محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، إن الجلسة شهدت حواراً معمقاً وتبادلاً لوجهات النظر حول التطورات الأخيرة لعدد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها المستجدات في منطقة الشرق الأوسط، كما شهدت التطرق إلى المسار الحالي للتعاون الثنائي بين المنظمتين في عدد من المجالات الهامة. وأضاف عفيفي أن تطورات القضية الفلسطينية والأزمات في كل من سوريا وليبيا واليمن حظيت باهتمام كبير في إطار النقاش، حيث حرص الأمين العام على طرح عناصر مواقف الجامعة العربية تجاه هذه القضايا، مؤكداً الدور الرئيسي للجامعة في التعامل معها ومعالجتها وذلك من منطق كونها موضوعات عربية بالأساس، مع الإعراب عن التقدير على وجه الخصوص للاتصالات الحثيثة التي يجريها سكرتير عام الأممالمتحدة من أجل دعم القضية الفلسطينية، وكذا جهوده فيما يتعلق بتسوية الأزمات في كل من سوريا وليبيا واليمن. وأكد "جوتيريس" بدوره تقديره للدور المحوري للجامعة العربية في التعامل مع هذه الملفات وحرصه على قيام تواصل وثيق بينه وبين الأمين العام في هذا الإطار. ولفت المتحدث الرسمي إلى أن أبو الغيط وجوتيريس ناقشا باستفاضة تطورات القضية الفلسطينية واتفقا على ضرورة أن تشهد الفترة المقبلة المزيد من الجهود الرامية لتأمين الحقوق المشروعة لأبناء الشعب الفلسطيني وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصِّلة وعلى رأسها حقه في قيام دولته المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية، إضافة إلى السعي بجدية لتفعيل القرارات الصادرة مؤخراً عن الجمعية العامة بشأن تأكيد وضعية القدس وتوفير الحماية الدولية للفلسطينيين، مع ضرورة العمل في ذات الوقت على تكثيف الجهد الدولي من أجل توفير الموارد المالية اللازمة لعمل وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) بعد وقف الولاياتالمتحدة لمساهمتها في ميزانية الوكالة، وذلك في ضوء الدور المحوري الذي تقوم به في توفير الخدمات التعليمية والصحية والوظائف للاجئين الفلسطينيين. وأوضح المتحدث أنه تم التطرق أيضاً إلى أخر مستجدات الأزمة السورية وتداعيات التوصل الأسبوع الماضي إلى اتفاق خاص بمدينة ادلب وأبعاد الجهود التي يبذلها المبعوث الأممي دي ميستورا من أجل التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة على أساس مرجعية "جنيف 1" وقرار مجلس الأمن 2254. كما تم تناول أخر نتائج الاتصالات التي يجريها المبعوث الأممي إلى ليبيا الدكتور غسان سلامة بهدف تقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية، مع التأكيد على أهمية استمرار التنسيق والحوار النشط القائم في إطار المجموعة الرباعية الدولية المعنية بليبيا والتي تضم الأممالمتحدة والجامعة العربية والاتحادين الأوروبي والأفريقي. واتفق أيضا المسئولان على أهمية تعزيز الجهود الساعية للتوصل إلى تسوية للأزمة في اليمن لوقف نزيف الدماء بين أبناء الشعب اليمني، مع العمل على تعبئة جهود دولية إضافية لتقديم المزيد من المساعدات في ضوء التدهور الحاد الذي تشهده الأوضاع الإنسانية والصحية في اليمن. وعلى الجانب الآخر، أعرب أبو الغيط وجوتيريس عن رضاهما عن مستوى التعاون الثنائي القائم حالياً بين المنظمتين في العديد من المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في إطار الاتفاق الإطاري الموقع بين الجانبين، مع تأكيد التطلع لأن تشهد الفترة المقبلة المزيد من التعاون في هذا الصدد.