أثار تولي كارلوس منعم، رئاسة الأرجنتين عام 1989، ضجة كبيرة في العالم العربي حينها، ليس فقط بسبب أصوله السورية، إنما لأنه اختار التحول من الإسلام إلى المسيحية أيضًا،حتى يتسنى له تولي المنصب الرفيع حسب القوانين الأرجنتينية، التي تشترط أن تكون ديانة الرئيس المسيحية. ولد كارلوس منعم عام 1930 في قرية صغيرة اسمها "أنيلاكو" في مقاطعة لاريوخا الأرجنتينية، وكان والده شاول منعم وأمه مهيبة عقيل مسلمان مهاجران من مدينة "يبرود" في سوريا. تدرب منعم كمحامي في جامعة "كوردوبا"، وأصبح من مؤيدي خوان بيرون، وتظاهر من أجل السجناء السياسين وتم اعتقاله في 1957 لمساندته لأعمال العنف ضد دكتاتورية بيدرو يوجينو آرامبورو. سافر كارلوس منعم، إلى سوريا عقب خروجه من السجن في 1964، والتقى بسليمة فاطمة جمعة، وهي مسلمة سورية-أرجنتينية، وتزوجها في 1966 وعادا إلى الأرجنتين فيما بعد، لكنه طلقها سنة 1991، بعد أن انجب منها ابنتهما سليمة ماريا إيفا منعم، التي أخذت دور السيدة الأولى في المناسبات الرسمية، حتى نهاية رئاسة والدها. شغل منعم منصب حاكم "لاريوخا" مرتين بين عامي 1973 و1979 في الدور الأول ثم بين 1983 و1989 في الدور الثاني، ثم فاز في الانتخابات الرئاسية بعد حملة انتخابية ركزت على حقوق الطبقة العاملة. استلم كارلوس منعم، رئاسة البلاد خلال مرورها بأزمة تضخم وركود اقتصادي كبيرة، حيث قامت حكومته بتخصيص قطاعات إنتاجية كثيرة مثل البريد والاتصالات والطاقة مما جذب استثمارات ورؤوس أموال أجنبية للبلاد وأصلح الوضع الاقتصادي. شغل منعم منصب رئيس جمهورية الأرجنتين في الفترة من 8 يوليو 1989 حتى 10 ديسمبر 1999، إلا أنه اتهم بعد ذلك بالتورط في الهجوم الذي استهدف المركز اليهودي عام 1994، وتمت ملاحقته قضائيًا.