ننشر نص كلمة البابا لرئيس البرلمان خلال تهنئته بعيد الميلاد

رحب البابا تواضروس الثاني بالدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب وبالسادة النواب المرافقين لسيادته والذين حضروا لتقديم التهنئة بعيد الميلاد المجيد.
وعبر قداسته عن تقديرة لدور المجلس كما أعرب عن سعادته البالغة بهذا الحضور والمحبة الكبيرة التي تربطه بالدكتور علي عبد العال والذي كان دائم الاطمئنان علي قداسته أثناء رحلة العلاج.
وفي ذات السياق أكد قداسة البابا علي المحبة القوية التي تربط المصريين جميعاً الضاربة في الجذور ولها تاريخ طويل ونجدها في كل مكان علي أرض مصر ، وأضاف قداسته نشعر دائماً بأن أهم قيمة يجب أن نحافظ عليها في حياتنا المصرية هي وحدتنا وكما نعلم جميعاً أن الهدف الوحيد من وراء تلك الأحداث التي تقع هو زعزعة هذه الوحدة.
وأكمل قداسة البابا قائلاً أن السيد المسيح قدم لنا بمجيئه رسالة سلام ومحبة عبرت عنها أنشودة الملائكة " المجد لله في الاعالي وعلي الأرض السلام وبالناس المسرة" والتي تشمل ثلاثة أمور تساعدنا في حياتنا علي الارض وهي :
1- أن يقدم الإنسان دائماً مجداً لله أي أن يضع الله أمامه في كل شيء لكي ما يمارس إنسانيته.
2- أن يكون الإنسان بداخله سلام ويحب السلام وينشر هذا السلام.
3- أن يكون الإنسان زارع للمسرة في كل قلب فالمسرة تنبع من الداخل أما السعادة فهي من الخارج.
وأستطرد قداسته أنه من الأشياء التي تزيدنا فرحة وبهجة أن مصر بحضارتها وثقافتها وجغرافيتها واحتضانها للأديان تقدم وعد علي لسان السيد الرئيس بإنشاء أكبر مسجد وكنيسة وكان وعد مفاجأة لكل المصريين ولكي ما يؤكد سيادته هذا الوعد كان أول المتبرعين لهم وقد تحقق الوعد أمس بحضور السيد الرئيس والمسئولين.
وأشار قداسة البابا إلي أن تشييد المسجد والكنيسة بالعاصمة الإدارية الجديدة إنما يقدم عدة دروس رائعة :
1- يظهر إرادة المصريين فما شاهدناه امس تم في شهور قليلة وهو حوالي 40% من مشروع ضخم.
2- يظهر همة ونشاط ومهارة القائمين بالعمل الهيئة الهندسية للقوات المسلحة وإدارة الأشغال العسكرية بالإضافة إلي شركات المقاولات وكافة المهندسين والعمال حيث واصلوا الليل بالنهار وهذا ليس غريباً فنحن احفاد الفراعنة الذين صنعوا حضارة وشيدوا أضخم المنشآت.
3- رسالة لكل العالم لكي ما يعرف ما هي مصر ويفهم الحياة المصرية فالدولة بكل مسئوليها ومؤسساتها وقطاعاتها مع الشعب يشتركوا في افتتاح الكنيسة.
وفي نهاية كلمته أوضح قداسته أنه في رسالته الرعوية لأبنائه في المهجر والتي ترجمت ل20 لغة قد تحدث إليهم عن إفتتاح الكاتدرائية الجديدة ولوضع صور لها لتصل لكل العالم.
من جانبه أثتي الدكتور علي عبد العال علي كلمة قداسة البابا والتي شملت كل مفردات الحياة كما عبر عن سعادته بهذا اللقاء الذي يتجدد كل عام وثمن علي دور قداسته ووطنيته ومواقفه الحكيمة وقوته في الدفاع عن الدولة المصرية وهو ما شاهده شخصياً في كل سفرياته ورحلاته للخارج.
كما أكد عبد العال أن ما ذكره قداسة البابا عن وفاء الدولة بوعدها كافياً لدرء الفتن ووأدها ، مضيفاً أن هذا العيد ليس للأخوة الاقباط فقط بل لكل المصريين وهو ما تم إرساءه منذ سنوات ، وأكمل رئيس المجلس قائلاً عندما بشر المسيح بدعوته كان عنوانها المحبة والسلام وهذا المفهوم ردده الزعيم غاندي فأستطاع أن يوحد الهند ونشأت إمبراطورية عظيمة بعد ذلك.
وأختتم الدكتور علي عبد العال حديثه بأن قانون بناء الكنائس والذي تم إنجازه بعد 160 سنة لن يكون النهاية.