في سيناريو أشبه بزلزال سياسي، قررت لجنة مكافحة الفساد في المملكة العربية السعودية، وقف 17 أميراً ووزيراً سابقاً. ووفق الصحف السعودية، فإن أبرز التهم التي جرى على إثرها أوامر التوقيف، توقيع صفقات سلاح غير نظامية وصفقات مصلحة الأرصاد والبيئة، المتهم فيها الأمير «ت. ن». فيما جرى إيقاف الأمير «و. ط» في قضايا غسيل للأموال، والأمير «م .ع» بتهم اختلاسات وصفقات وهمية وترسية عقود على شركات تابعة له، إضافة إلى صفقات سلاح في وزارته. كما جرى إيقاف رجل الأعمال «و. ب»، صاحب المجموعة التليفزيونية الأكبر عربيًا، بعدة تهم تتعلق بالفساد، وعادل فقية، وزير الاقتصاد والتخطيط، بتهم الفساد وقبول الرشاوي وسيول جدة، وإيقاف «خ. ت»، رئيس الديوان الملكي السابق بتهم الفساد وأخذ الرشاوي، ومحافظ هيئة الاستثمار الأسبق «ع. د» بعدة تتهم تتعلق بالفساد والتلاعب في أوراق المدن الاقتصادية، والأمير «ت. ع»، أمير الرياض السابق، بتهم فساد، ورجل الأعمال الشهير «ص. ك» وابنيه «ع. و. م» بتهم الفساد وتقديم الرشاوى. وجرى إيقاف وزير المالية السابق «أ.ع » بتهم الفساد وقبول الرشاوي في عدة مواضيع من ضمنها توسعة الحرم الشريف، ورئيس المراسم الملكية السابق بعدة تهم تتعلق بالفساد وسوء استغلال السلطة، والمقاول المعروف «ب. ل» بعدة تهم تتعلق بالفساد بمشاريع عديدة وتقديم الرشوة لعدد من المسؤولين في توسعة الحرم، و«خ. م»، مدير عام الخطوط السعودية السابق بتهم الفساد والاختلاس، و«س. د»، رئيس مجلس إدارة شركة الاتصالات السعودية بتهم الفساد وترسية عقود على شركاته الخاصة واختلاس أموال الشركة. وجرى إيقاف رجل الأعمال المعروف «ح. ع» بعدة تهم تتعلق بالفساد وتقديم الرشاوي والاحتيال، والأمير «ف. ع. م»، نائب وزير الدفاع وقائد البحرية السابق بعدة تهم تتعلق بالفساد. ضمن أكثر من 10 أسماء، جاء اسم الأمير السعودي، تركي بن ناصر، بين الذين جرى توقيفهم في السعودية، بأمر ملكي، السبت، بتهم تتعلق بالفساد. «ت. ن» الاسم الأول في القائمة التي ضمت وزراء ورجال أعمال معروفين، واتهمته للجنة مكافحة الفساد ب«توقيع صفقات سلاح غير نظامية وصفقات في مصلحة الأرصاد والبيئة». ترصد «المصري اليوم» معلومات عن «بن ناصر». قبل بداية حرب فلسطين عام 1948، بشهر واحد فقط، ولد تركي بن ناصر بن عبدالعزيز آل سعود، في شهر إبريل، بمدينة الرياض، كسابع ابن لأبيه. حصل على بكالوريوس العلوم السياسية من كلية الحرب الأمريكية عام 1980، ونال فيها درجة الماجستير. له خلفية عسكرية مهمة، إذ عُين قائداً لقاعدة الملك عبدالعزيز الجوية، في المنطقة الشرقية، ثم رئيساً لهيئة عمليات القوات الجوية. عام 2000، أصدر الملك فهد بن عبدالعزيز أمراً بترقيته من لواء طيار ركن إلى رتبة فريق ركن، وتعيينه مستشاراً خاصاً للنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام. شغل مناصب عسكرية عدة، منها قائد وحدة التدريب الانتقالي، والسرب الثالث عشر، إضافة إلى قيادة جناح الطيران الثالث، كما كان ضابطاً بمشروع اليمامة. اتهمته صحف أجنبية ومعارضون سعوديون بأنه كان أحد المستفيدين من «صفقة اليمامة»، التي عقدتها السعودية مع بريطانيا، واشترت بمقتضاها المملكة أسلحة بملايين الدولارات، ودفعت خلالها رشاوى وعمولات. رغم اتهامه، أمس، في قضايا فساد تتعلق بالمجال البيئي، تطلق عليه الصحف السعودية لقب «أمير البيئة»، إذ عينه الملك فهد رئيساً عاماً للأرصاد وحماية البيئة بمرتبة وزير، عام 2001، وجرى تجديد رئاسته للمصلحة لسنوات انتهت في 2013. وتنسب له مفاوضات المملكة مع عدد من دول الخليج لإعادة تأهيل المناطق المتضررة بيئياً بعد حرب الخليج الثانية. تدرج في المناصب داخل المملكة، وشغل منصب الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة بمرتبة وزير، ونائب القوات الملكية، والمستشار الخاص لوزير الطيران، نائب قائد القوات الجوية، وإضافة إلى مناصبه الرسمية شغل متطوعاً رئاسة مجلس إدارة الجمعية السعودية للتوحد في جدة. حصل على عدة دورات تدريبية دولية ومحلية، على رأسها دورة كلية الحرب في الولاياتالمتحدة، عام 1981، وأخرى على طائرات «التورنيدو» الدفاعية ببريطانيا 1989، كما حصل على عدد من الأوسمة، منها وسام الاستحقاق الأمريكي من درجة قائد، والاستحقاق الوطني بدرجة قائد من القوات الفرنسية. كان رئيس هيئة أعضاء شرف نادي النصر السعودي، منذ عام 2008، حتى اعتذر عن منصبه عام 2016 «نظرًا لارتباطاته ومشاغله»، مثمناً جهود ابنه «فيصل» رئيس النادي في تحقيق عدة إنجازات رياضية. هو ابن عم ولي العهد، محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ومتزوج من الأميرة نورة بنت سلطان بن عبدالعزيز، ولديه منها 7 أبناء، أكبرهم «فيصل»، وأصغرهم «عبدالله»، ويعد واحد من أكثر شخصيات المملكة ثراءً. ضمن أكثر من 10 أسماء، احتل اسم الأمير السعودي الوليد بن طلال، صدارة الذين جرى توقيفهم في السعودية، بأمر ملكي، السبت، بتهم تتعلق بالفساد. «و.ط» الاسم الثاني في القائمة التي ضمت وزراء ورجال أعمال معروفين، واتهمته للجنة مكافحة الفساد ب«غسيل الأموال». من عائلة ملكية ينحدر الأمير الوليد بن طلال، الذي ولد عام 1955، في مدينة الرياض، لأب سعودي، وأم لبنانية. والده الأمير طلال بن عبدالعزيز آل سعود نجل الملك عبدالعزيز آل سعود، مؤسس المملكة العربية السعودية، ووالدته الأميرة منى رياض الصلح، ابنة الرئيس اللبناني الأسبق رياض الصلح، أول رئيس وزراء لدولة لبنان بعد الاستقلال، وقائد الاستقلال اللبناني من الاستعمار الفرنسي. عام 1979، حصل على شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال، بمرتبة امتياز، من كلية «منلو» بكاليفورنيا، وفي عام 1985 حصل على شهادة الماجستير في العلوم الاجتماعية بمرتبة الشرف من جامعة «سيراكيوز» الأمريكية. حصل على 23 شهادة دكتوراه، وأكثر من 70 وساماً عربياً وأجنبياً، و22 شهادة مواطنة فخرية، وأكثر من 200 جائزة وميدالية ولقب. له استثمارات إقليمية وعالمية، ويرأس مجلس إدارة شركة المملكة القابضة، التي تأسست عام 1980، وتمتلك حصصاً في مجال الفنادق، على رأسها «فورسيزونز، وفيرمونت رافلز هولدنج إنترناشيونال، وموفنبيك»، إضافة إلى الاستثمار العقاري، وعقارات فندقية تشمل «فندق بلازا، نيويورك وفندق سافوي لندن، وفندق جورج الخامس، فورسيزونز، باريس». كما يمتلك حصصاً في مؤسسات إعلامية، على رأسها «سنشري فوكس 21st Century Fox، بنسبة 19%، والترفيه «يورو ديزني إس سي أيه»، والخدمات المالية والاستثمار «مجموعة سيتي»، وقطاع التقنية «تويتر Twitter وشركة JD.com»، والمواصلات «شركة ليفت Lyft»، والبتروكيماويات «شركة التصنيع الوطنية»، والتعليم «مدارس المملكة»، والخدمات الطبية «مستشفى المملكة والعيادات الاستشارية»، والطيران «الشركة الوطنية للخدمات الجوية»، فضلا عن قطاع الأسهم الخاصة. للشركة التي يملكها «بن طلال» مشروعان من أهم مشروعاتها في السعودية، وهما مشروع جدة على مساحة تبلغ 5.3 مليون متر مربع، وبرج بارتفاع أكثر من 1000 متر، والآخر في شرق الرياض على مساحة تناهز 16.7 مليون متر مربع. يرأس «بن طلال»، مجموعة روتانا، ويمتلك بها حصة بنسبة 80%، كما يمتلك قناة العرب الإخبارية، التي وقعت اتفاقية تعاون مع شركة «بلومبيرج» Bloomberg لبث تغطيتها لأخبار السوق واقتصاديات المنطقة باللغة العربية بالتعاون مع القناة. يحتل دائماً صدارة تصنيف المجلات الاقتصادية العالمية كأكثر رجل عربي ثراءً، كما له مركز دائم في قائمة أثرياء العالم، وصُنف أكثر من مرة ضمن أقوى 500 شخصية عربية، وأقوى قادة الأعمال، وأقوى الاقتصاديين العرب. قبل 8 أشهر، أصدرت «فوربس» الاقتصادية قائمتها السنوية للأثرياء العرب، تضمنت اسم الوليد بن طلال أولاً، بثروة ناهزت 18.7 مليار دولار، مكّنته من احتلال المركز ال45 عالمياً، ووصفته ب«أحد أذكى المستثمرين في العالم». له موقف معاد من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ودعاه إلى الانسحاب من سباق الرئاسة عام 2016، في تغريدة: «انسحب. لن تفوز». عقب فوزه قال: «علاقتي بالرئيس الأمريكي عمرها 25 عاماً، اشتريت منه فندقاً ويختاً، وبعد انتخابه هنأته على منصبه الجديد، وأعتقد أننا تجاوزنا ما كان بيننا من خلافات خلال حملته الانتخابية». ضمن أكثر من 10 أسماء، جاء اسم الأمير السعودي، متعب بن عبدالله، بين الذين جرى توقيفهم في السعودية، بأمر ملكي، السبت، بتهم تتعلق بالفساد. «م. ع» الاسم الثالث في القائمة التي ضمت وزراء ورجال أعمال معروفين، واتهمته للجنة مكافحة الفساد ب«اختلاسات وصفقات وهمية وترسية عقود على شركات تابعة له، إضافة إلى صفقات سلاح في وزارته». في قرية «العليا» شمال المملكة، وبالتحديد في 12 أكتوبر 1953، ولد متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، الابن الثالث للملك الراحل عبدالله، من زوجته منيرة بنت محمد، وتلقى تعليمه الأساسي ما بين مدارس الرياضوجدة، ثم سافر إلى بعثة لكلية «ساندهيرست»، في بريطانيا، بعد التحاقه بجامعة الملك سعود لعام واحد فقط. تخرج فيها برتبة ملازم عام 1974، وجرى تعيينه في مدارس الحرس الوطني العسكرية بالرياض، وبدأ آنذاك مسيرته العسكرية، بعد صدور أمر ملكي من الملك الأسبق فهد بن عبدالعزيز، بترقيته إلى رتبة عقيد، عام 1983. قيادته لكلية الملك خالد العسكرية، بأمر من والده حين كان ولياً للعهد، مكنته من اتخاذ واحدة من أهم خطواته في مسيرته العسكرية، إذ أدخل مناهج أخرى إلى منظومة الدراسة بالكلية، ونظم تدريبات عسكرية حديثة. تدرج في المناصب العسكرية، وحصل على رتبة عميد، ثم التحق بكلية القيادة والأركان في الرياض وحصل على درجة الماجستير في العلوم العسكرية بتقدير امتياز وكان ترتيبه الأول، ثم ترقى إلى رتبة لواء، ثم تعيينه نائباً لرئيس الجهاز العسكري برئاسة الحرس الوطني. بدأت رحلته مع قطاع الحرس الوطني عام 1995 حين ترقى إلى رتبة فريق، ثم فريق أول عام 2000، وجرى تعيينه نائباً لرئيس الحرس الوطني المساعد للشؤون العسكرية. في يونيو 2010 تقلد منصب نائب رئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية بمرتبة وزير. 6 أشهر فقط فصلت بين تعيينه نائباً، وصدور أمر ملكي بتعيينه وزير دولة وعضو في مجلس الوزراء ورئيساً للحرس الوطني. في 2013 صدر أمراً آخر بتحويل رئاسة الحرس الوطني إلى وزارة بنفس الاسم، على أن يشغل «متعب» منصب الوزير. قبل 4 أشهر أثارت تغريدات ناشط سعودي عاصفة من الجدل، إذ نشر على حسابه بموقع «تويتر» ما قال إنه «معلومات عن محاولة محمد بن سلمان إقصاء متعب من رئاسة الحرس»، وهو ما رفضه الأخير، قبل إصدار قرار، أمس، بإعفائه وتوقيفه، وتعيين الأمير خالد بن عياف بدلاً منه. هو ابن عم محمد بن سلمان، ومتزوج من الأميرة جواهر بنت عبدالله بن محمد آل سعود، وله 6 أبناء، نصفهم أولاد. ضمن أكثر من 10 أسماء، جاء اسم رجل الأعمال السعودي، صالح كامل، بين الذين جرى توقيفهم في السعودية، بأمر ملكي، السبت، بتهم تتعلق بالفساد. «ص.ك» الاسم التاسع في القائمة التي ضمت وزراء ورجال أعمال معروفين، واتهمته للجنة مكافحة الفساد ب«الفساد وتقديم الرشاوى». لأسرة سعودية، ولد صالح عبدالله كامل، في الطائف عام 1941، وكان والده يعمل مديراً عاماً لديوان مجلس الوزراء، تلقى تعليمه الأساسي في مكةوالطائف، وحصل على الشهادة الجامعية في التجارة من جامعة الرياض، وعمل بعدها في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، ثم ممثلاً مالياً ثم مستشاراً في وزارة المالية لمدة 10 سنوات. بعد بلوغه عامه العشرين، ترك العمل في الوزارة، واتجه للعمل الخاص، وأنشأ مؤسسة «دلة» عام 1969، التي تدير استثمارات ضخمة في مجالات عدة، منها التجارة، والعقارات، والخدمات المالية، والنقل، الرعاية الصحية، وغيرها. في الثمانينيات بالتحديد عام 1982 أنشأ شركة البركة للاستثمار والتنمية. صورتان يتصدرا مدونته الخاصة، الأولى مع الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، يطلعه فيها على عدد من الأوراق، وأخرى مع الملك سلمان بن عبدالعزيز، في مناسبة خاصة، بينما ينافسهما في صدارة المدونة كتابه «هذا فهمي للزكاة»، الذي كتب اسمه على غلافه يسبقه عبارة «الراجي عفو مولاه». يعرّف نفسه ب«تاجر مسلم ممن استخلفهم الله في الأرض لإعمارها قدر الاستطاعة»، ويربط أحاديثه الاقتصادية دائماً بالاقتباسات من السنة، ويقول عن أعماله الاستثمارية: «اتخذت الاقتصاد الإسلامي فكراً وتطبيقاً منهجاً لمسيرتي العملية». جاء اسمه ضمن أثرياء العرب، عام 2017 بصافي ثروة بلغت 2.6 مليار دولار، ليحتل المرتبة 936 على العالم. له استثمارات في 40 دولة حول العالم، على رأسه ملكيته لمؤسسة راديو وتلفزيون العرب «ART»، التي أسسها عام 1993. قالت عنه مجلة «أربيان بيونس» في تصنيفها ل«أغني 50 عربيا»، إنه يمتلك ما يزيد عن 12 مليار ريال موزعة على 300 شركة وبنك ومؤسسة في المملكة، والعالم. عام 2009 باع قناة art sport الرياضية لشبكة قنوات الجزيرة، مقابل 2 مليار و750 مليون دولار، لكنه ندم على الأمر: «ترك مجال الإعلامي الرياضي كان غلطة، وخسرت فيه الكثير». حصل على العديد من الأوسمة العربية، والإفريقية، ونال جوائز من عدة جهات اقتصادية، على رأسها جائزة البنك الإسلامي للتنمية في مجال المصارف الإسلامية عام 1995، وجائزة رجل المصارف العربية عام 1996. نال الدكتوراه الفخرية من جامعة «ليك هيرست» الأمريكية في مجال الإعلام وخدمة تواصل الشعوب، والدكتوراه الفخرية من جامعة إفريقيا العالمية، وجاء ترتيبه السابع عام 2006، في تصنيف «أربيان بيزنس» لأقوى 50 شخصية عربية. يرأس مجلس إدارة المجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية، والغرفة التجارية الصناعية بجدة، والغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة والزراعة. وعضو الهيئة الاستشارية لرئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية . متزوج من الإعلامية المصرية صفاء أبوالسعود، التي عملت لسنوات في قنوات ART، لديه منها «هديل، أصيل، نضير»، وكان متزوجاً قبلها من سيدة أخرى، وله منها أبناء عدة.