يوم بعد يوم تحاصر أزمة الاستقالات أكثر فأكثر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وتضع مستقبله السياسي على المحك و تهدد بطرده من البيت الأبيض فى أى لحظة فمنذ أن تولى ترامب سدة الحكم في أمريكا انهالت عليه طلبات الاستقالة على مكتبه من وزارة الخارجية إلى الأمن القومي إلى وزارة العدل حتى أتت الأزمة الأخيرة بخصوص أحداث مدينة شارلوتسفيل العنصرية مطلع الأسبوع الماضي وما استتبعها من استقالات لتزيد الأمور تعقيدا فى البيت الأبيض حيث قدم جميع أعضاء اللجنة الرئاسية للآداب والشئون الإنسانية التابعة للبيت الأبيض استقالاتهم الجمعة احتجاجًا على تعليقات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الأزمة. و لجنة الآداب والشئون الإنسانية تعد رابع هيئة بالبيت الأبيض تنحل بعدما حل ترامب بنفسه مجلس التصنيع ومنتدى السياسة الاستراتيجية ولجنة البنية التحتية حيث واجهت تعليقاته على أحداث شارلوتسفيل معارضة واسعة أيضًا من جانب تلك الهيئات.وكتب أعضاء اللجنة الرئاسية للآداب والشئون الإنسانية في بيان استقالتهم لترامب: "لا يمكننا الوقوف مكتوفي الأيدي دون قول شيء ضد كلماتك وأفعالك" مطالبين الرئيس الأمريكي بالاستقالة إذا لم يكن يرى مشكلة فيما حدث بمدينة شارلوتسفيل وتعليقه عليها. وأضاف البيان مخاطبًا ترامب: "لقد وضعت ميزانية قوضت من خلالها وكالات الفنون والثقافة، وهددت بحرب نووية بينما خفضت الإنفاق الدبلوماسي وانسحبت إدارتك من اتفاقية باريس للمناخ وعملت على إلغاء قانون الحقوق المدنية ومنع المسلمين واللاجئين الأطفال والنساء من دخول بلدنا العظيم. هذا لا يوحد أمتنا التي نحبها". وكان عدد من العنصريين البيض نظموا مسيرة في مدينة شارلوتسفيل بولاية فرجينيا السبت الماضي ورددوا شعارات عنصرية ضد اليهود وغير البيض عمومًا وخرجت مسيرات أخرى مناهضة للعنصرية حيث اشتبك المشاركون من الطرفين وقام أحد العنصريين بدهس عدد من المارة بسيارته، ما أدى إلى وفاة امرأة. وحمّل ترامب مسئولية الأحداث العنيفة للعنصريين ومناهضيهم على السواء وأدلى بتصريحات أخرى أظهرت نوعا من التعاطف مع العنصريين ما أثار جدلا واسعا وانتقادات حادة لموقف الرئيس الأمريكي. والسؤال الذى يطرح نفسه الأن هل يستطيع ترامب أن يتجاوز هذه الأمواج العاتيه من الاستقالات داخل إدارته والدعوات التى تطالبه بالتنحى فى ظل اعتراض الكثير من مؤسسات الحكم فى الولاياتالمتحدة على أدائه أم يحقق تنبؤات الكثيرين الذين راهنوا على عدم قدرته على إكمال دورته الانتخابية لنهايتها ؟