كشف أول بحث تم إجراؤه في مصر بتحليل محتوي المحادثات عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعبر الانترنت أن نسبة ضعف السمع تستحوذ علي 1٪ فقط من نسبة الإهتمام بالتبرعات من المصريين رغم أهمية القضية ، حيث تم الكشف عن كون ضعف السمع هي أقل قضية يتم الحديث عنها بنسبة 1٪ فقط من مجموع حوالي 689 ألف محادثة، فيما كانت أكبر قضيتين يتم الاهتمام بهما من المصريين هما السرطان والفقر، وكلاهما يحتلان أكثر من 50٪ من حصة المحادثات على الإنترنت، وباستثناء قضايا القلب، تسيطر الإناث على الأحاديث الاجتماعية لجميع الأعمال الخيرية وخاصة السرطان والفقر. وكشف التحليل عن أن انخفاض الوعي حول ضعف السمع سببه وجود (78٪) من المستجيبين لا يعرفون شخصا يعاني من ضعف السمع على الرغم من أنهم يعتقدون أن 68٪ يعانون بشدة من ضعف السمع، فيما وصلت نسبة أحاديث وسائل الإعلام على الإنترنت عن الأعمال الخيرية 6٪ فقط، وباقي المحادثات كانت تتعلق بأمور أخري مثل الموسيقى أوالسينما أوالمشاهير. وقد تم إجراء هذا المشروع البحثي لأول مرة في مصر وكان الهدف منه دراسة عادات واتجاهات التبرعات في مصر على مدار هذا العام، وقد تمت هذه الدراسة عن طريق الشركة المتخصصة في صناعة أجهزة زراعة القوقعة في مصر ميديل MED-EL، لفهم مقدار الإنتباه لضعف السمع كقضية ولمعرفة توجهات التبرعات لضعف السمع، حيث أعلنت الشركة النتائج التي أسفرت عن إهمال المتبرعين والمتطوعين بضعف السمع، مع تصدر الفقر والسرطان وحصولهما على أغلب الإهتمام، وكشف البحث الذي تم إصداره أن محادثات التواصل الاجتماعي المتعلقة بالقضايا الخيرية كانت متزايدة بشكل أساسي خلال شهر رمضان المبارك دون باقي الشهور من العام. وكشف المشروع عن أن عام 2016 استحوذ فيه الوعي على الأعمال الخيرية بنسبة 6٪ فقط من المحادثات على الإنترنت من جميع المحادثات ومن ضمن هذه النسبة من الإهتمام بالأعمال الخيرية، استحوذ ضعف السمع على 1٪ فقط من نسبة 689،000 محادثة تم تتبعها من خلال البحث، وكانت معظم المحادثات المتعلقة بضعف السمع متواجدة على منصات الأخبار والمدونات وليست في وسائل التواصل الاجتماعي، وأظهرت نتائج البحث أن أعلى نسبة من المحادثات بين جميع القضايا كانت للسرطان بنسبة 28٪ من المحادثات، والفقر في المرتبة الثانية بنسبة 23٪ من المحادثات. وقال تامر الشحات، المدير الإقليمى لشركة ميديل MED-EL، راعي البحث المقدم: "هدفنا الرئيسي من اكتشاف عادات التبرع في مصر هو فهم سبب إهمال ضعف السمع، وزيادة الوعي بخصوص هذا الإهمال، وأيضا البحث فى هذا المجال هام جداُ لفهم توجهات الناس للأعمال الخيرية والاهتمام بالأطفال الذين يحتاجون العلاج الفورى كما يحدث فى حالات زراعة القوقعة" وبما أن الفقر يستحوذ على معظم الاعمال الخيرية في المحادثات الإجتماعية، من المهم تصنيف مرضى ضعف السمع ضمن نفس الأولوية، حيث إن معظم مرضى ضعف السمع يقيمون في محافظات ذات نمو اقتصادي ضعيف ولديهم قيود مالية تمنعهم من الحصول على عملية زراعة قوقعة الأذن لعلاج ضعف السمع لديهم، كما أن هناك وعي أقل بخصوص آثار زواج الأقارب في هذه المجتمعات التي تؤدي إلى ضعف السمع، فضلا عن محدودية فرص الحصول على الرعاية الصحية الأولية للكشف المبكر عن ضعف السمع لدي الأطفال، موضحا أن للتبرعات القدرة على المساعدة في إنقاذ حياة الأطفال في المناطق محدودة الدخل في وقت مبكر من أجل الوقاية من ضعف السمع مدى الحياة. وقام الدكتور حسام عبد الغفار، الأمين العام المساعد للمجلس الأعلى للجامعات لشئون المستشفيات الجامعية، بتحليل العلاقة بين الفقر وضعف السمع وقال إن الانفاق على ضعاف السمع وإجراء الكشف المبكر أو العمليات الجراحية لإعادتهم إلي مسارهم الطبيعي كأشخاص أصحاء بالمجتمع ومنتجون يعد أقل تكلفة على الدولة وميزانياتها من بناء مدارس للصم والبكم أو تحمل تكلفة توفير وظائف تتناسب مع الصم والبكم، ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية WHO فإن الآثار المترتبة على تجاهل المتطلبات الأولية للاختبارات الأولية لضعف السمع في نظام الرعاية الصحية يتكلف حوالي 67-107 مليار دولار سنوياً." ومع قيادة شهر رمضان المبارك لمجال التبرعات، يتزايد سنوياً دور الهيئات المؤسسية ومسؤولية المجتمع في تبادل المعلومات وزيادة الوعي بشأن الأعمال الخيرية، حيث إن مستقبل الأطفال الذين ولدوا بضعف السمع سيكون في أيدي المتبرعين على مدار العقدين المقبلين، مما سيحدد صحة الأجيال القادمة من الأطفال في المجتمعات محدودة الدخل.