منذ الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكان من الواضح رفضه للاتفاق النووي الذي أبرمه سابقه باراك أوباما مع إيران ،الأمر الذي أوجد خلافا مسبقا بينه وبين حسن روحاني رئيس الجمهورية الإسلامية حتى قبل تولى الأول منصبه رسميا،كما أن الاختلاف البين بين الرئيسيين فيما يتعلق بالقضية السورية أوجد سببا آخر للخلاف حيث يرى الرئيس الأمريكي حاليا ضرورة القضاء على بشار الأسد بينما ترى طهران ضرورة دعمه باعتباره حليفا لها, وبعد الضربة الجوية الأمريكية التي أمر بها ترامب لاستهداف أحد المطارات العسكرية السورية ،اتهم الرئيس الإيراني حسن روحاني، نظيره الأمريكي، بمساعدته للمجموعات الإرهابية في سوريا. وأوضح أن ترامب الذي تولى السلطة في الولاياتالمتحدة ادعى أنه يريد مكافحة الإرهاب، لكن اليوم كل المجموعات الإرهابية في سوريا احتفلت بعد الهجوم الأمريكي ووجه حديثه للأمريكان قائلا: إنه إذا كان ما تقولونه صحيحا، عن الرغبة في مكافحة الإرهاب خلال حملة الانتخابات الرئاسية، فلماذا كان أول عمل هو مساعدة الإرهابيين؟ لماذا هاجمتم الجيش السوري الذي يحارب الإرهابيين؟. وطلب الرئيس الإيراني تشكيل لجنة مستقلة بوجود دول محايدة حول الهجوم الكيميائي المزعوم لأن سوريا لا تمتلك، حسب الأممالمتحدة، أسلحة كيميائية. ورأى روحاني أنه يجب على إيران، بعد العدوان الأمريكي على سوريا، الاستعداد لكل الاحتمالات وقال لا نعرف ما يعده القادة الأمريكيون الجدد للمنطقة،في إشارة إلى إمكانية تلقي بلاده الضربة المقبلة بأي شكل من الأشكال. وكان ترامب قد حذر سابقا الرئيس الإيراني ، ردا على تصريحات قال فيها الأخير إن أي شخص يهدد الإيرانيين سيندم. وكان روحاني قد قال في كلمة ألقاها بمناسبة الاحتفالات بالذكرى 38 للثورة الإيرانية، إن الإيرانيين سيجعلون الولاياتالمتحدة تندم على لغة التهديد، مضيفا أن بلاده تقدمت بشكوى لمحكمة لاهاي، بسبب الحظر الظالم الذي فرضته الولاياتالمتحدةالأمريكية عليها. وقال روحاني إن دونالد ترامب وإدارته، أبرزوا ما في داخلهم،باتخاذ إجراءات عنصرية تنتهك المبادئ والالتزامات الدولية. وقد تجاهل روحاني أن ترامب اتخذ هذه الإجراءات ردا على تجارب الصواريخ الباليستية التي قامت بها طهران ما اعتبرته واشنطن عملا استفزازيا. كما انتقد الرئيس الإيراني القرار الأمريكي بحظر دخول مواطني 7 دول إسلامية، من بينها إيران إلى الأراضي الأمريكية، واصفا ذلك بالتمييز العنصري. وقال إن شعار أمريكا كان المساواة لا العنصرية، كانوا يقولون إن زمن التمييز العنصري قد ولي، كانوا يقولون إنهم يدافعون عن حقوق الإنسان، وتساءل وما هذا إذن؟ هذا الإجراء، أساسه الخاطئ هو التمييز العنصري، هذا القرار ينتهك حقوق الإنسان كما انتقد روحاني نية ترامب بناء جدار مع المكسيك، مؤكدا أن عالم اليوم هو عالم الاتصالات وتبادل الأفكار، أما عهد بناء جدار لعزل الدول والشعوب فقد مضى منذ زمن طويل.