التعاون المستمر مع الدول الحليفة والصديقة لمصر كان له الأثر الطيب فى كثير من الملفات للقضاء على الارهاب لكن جزء كبير من هذه الدوائر لا ترى النور باعتبارها ملفات معلوماتية يصعب تداولها فى وسائل الاعلام لكن يكفى ان نقول ان مصر وروسيا على سبيل المثال كان لديهما التنسيق المشترك فى كثير من الدوائر وكان هناك استشعار مبكر بعمليات اغتيال خاصة للسفراء والرعايا وقدمت مصر المشورة لكن الثغرة الوحيدة التى تم تنفيذ العملية الاخيرة فى انقرة كانت اطمئنان الجانب الروسى لاندفاع اردوغان نحو المصالح واسترضاء موسكو ومن هذا المنطق اعطت روسيا ظهرها لاى اجراءات استثنائية وهذه هى نواميس السياسة . فالروس يدروكون جيدا ان أردوغان يمد لهم يمينه بينما يضع يساره خلف ظهره ممسكا ببعض اوراق الخليج والامريكان الرافضون تماما لاى تعاون مع روسيا . ولا يستطيع اردوغان ان يعطى ظهره الى الولاياتالمتحدة والخليج ففرق الموت التى تربت على ارضه جاهزة لإلتهامه هذا الى جانب فرق مرتزقة اخرى ذات تاريخ طويل مع الدم . وكنا قد كشفنا فى ملفات سابقة معلومات عن فرقة هى الأخطر فى الجيش الأمريكى وهى نخبة المرتزقة ودورها فى إثارة الفوضى بالمنطقة إلا أن المعلومات الجديدة عن هذه الفرقة اكثر اهمية وخطورة خاصة انها لعبت دورا محوريا اثناء انقلاب جزء من الجيش التركى على اردوغان فقد حصلت الفرقة على تعليمات فورية باستخدام أجهزة التحكم عن بعد وجميعها أجهزة الكترونية لإصابة كل المقاتلات التركية بالشلل واخلاء المجال الجوى فى أقل من 30 دقيقة وهو ما حدث بالفعل ثم قامت بحماية وتأمين الرئيس التركى وعملية وصوله للمطار. وتروج الولاياتالمتحدة ان هذه الفرقة لديها صلاحيات لحماية الأنظمة التى توجد بها قواعد امريكية وقد حاولت فرض هذا الخيار على مصر كبوابة خلفية وتحقيق حلمهم بان تكون للولايات المتحدة قواعد عسكرية فى ربوع مصر الا أن كل هذه المحاولات قوبلت بالرفض التام والقاطع فلجأت أمريكا مؤخرا الى اسرائيل لانشاء قاعدة عسكرية جديدة فى حيفا . وهذه الوحدة تعتبر قوة النخبة في القوات الخاصة الأمريكية إذ يتم انتقاء ما لا يزيد على خمسين شخصاً من خيرة عناصر القوات الخاصة وإخضاعهم لتدريبات مكثفة في مجال مكافحة الإرهاب وتحاط برامج تدريبهم بسرية مطلقة ونادراً ما يسمح لضباط من الدول الحليفة للولايات المتحدة بالاطلاع على مناهجهم وتكتيكات عملياتهم.. ويعتقد أن عددهم لا يتجاوز الألف ومائتي فرد. وقد تم تشكيل هذه القوة في عهد الرئيس (جيمي كارتر) بهدف تنفيذ عملية عسكرية في طهران لإنقاذ الرهائن الأمريكيين المحتجزين هناك . وقد تمكنت عناصر القوة من الهبوط داخل الأراضي الإيرانية بسرية تامة ولكن عاصفة رملية هبت أثناء إقلاع الطائرات المحملة بالرجال إلى أهدافها أدى إلى اصطدامها ببعضها البعض وتحولت العملية إلى كارثة مشهورة عام 1980م. إلا أن هذه القوة عادت فاستعادت هيبتها واحترامها خلال العمليات في حرب الخليج والصومال وكذلك تدخلها إلى جانب القوات المسلحة الكولومبية في حربها ضد عصابات وتجار المخدرات المسلحة. وأفراد هذه القوة هم المرشحون من قبل الحكومة الأمريكية للقيام بمهام الحراسة الأمنية على متن الرحلات الجوية المدنية الأمريكية أو ما يسمى بالحراس الجويين وقد تم اسناد بعض العمليات لعناصر من هذه الفرقة منها تصفية بعض الرؤساء . "الثعابين والجرذان" كما يطلق على هذه الفرقة تم تكليفهم بالتهام صدام حسين وتلك احد العمليات المهمة التى تم تنفيذا مع الجيش الامريكى وفى عمليات ومحاضرات تدريبهم يلقنون بعض المبادىء بان وجودهم غير معترف به ومهماتهم انتحارية او شبه ذلك وعادة ما تكون الاصعب من نوعياتها في العالم وشخصياتهم غامضة وقدراتهم اسطورية.. يقتاتون على الثعابين والجرذان لكي يعيشوا في أي طقس وأي ظرف ويقاتلون كانهم يغنون ويستعدون للوجبة الاكبر في حياتهم . وقد دعمت قوة المهام الحرجة في مهمتها الشائكة مجموعة من عناصر وكالة الاستخبارات المركزية التي خصصت ستة اقمار تجسس عسكرية للمهمة لمحاولة رصد وتتبع وتحديد مكان صدام حسين وبعدها تم القاء القبض عليه فى خندقه الشهير قبل اعدامه . وحتى الان لا تعترف المؤسسة العسكرية الأمريكية " البنتاجون"ولا الادارة رسميا بوجود شىء يسمى قوة الثعابين والجرذان نظرا للسرية البالغة التي تحيط بعملياتها وان كانت سمعتها طاغية وواسعة في انحاء العالم . وتمتد تلك السرية البالغة لتشمل تسليح قوة هذه الوحدة وتنظيمها وقيادتها وببساطة اي شىء متعلق بها فهي الاكثر غموضا وسرية بين جميع انواع القوات الخاصة المختلفة المهام سواء في الولاياتالمتحدة او العالم . وتأسست هذه الوحدة عام 1978 بعد ظهور مخاطر الارهاب وعملياته في عقد السبعينيات والحاجة لوجود فرق مختصة بمكافحة العمليات الارهابية والتصدي لها واحباطها لذا فان ابرز اختصاصاتها المعروفة عمليات تحرير الرهائن بكافة انواعها وان كانت مهامها قد توسعت وتنوعت كثيرا بعد ذلك لتسند لها عمليات الاغتيال . اهم مبادىء كوادر الدلتا فورس انهم يرددون مقولة شهيرة هى " لكي نكون خبراء في مكافحة الارهاب كان علينا اولا ان نكون ارهابيين محترفين" وهو ما يعني ان عنصر القوة يتلقي نفس التدريبات التي يتلقاها الارهابي قبل ان يتعلم طرق مكافحتها. وتقوم فلسفة القوات الخاصة عموما على فكرة بسيطة تقضي بان الشخص العادي بامكانه بذل طاقة واكتساب قوة تبلغ عشرة اضعاف المستوى العادى اذا ما تلقى التدريب الجسدي والنفسي اللازم وهو تدريب يصل الى 18 ساعة في اليوم للعنصر ليكتسب الصلابة الجسدية والذهنية المطلوبة. ويمتلك مقاتل القوات الخاصة عموما مجموعة متنوعة من المهارات الشخصية والقتالية والعملية تمكنه من العمل في مختلف الظروف ويتعاون مع مختلف افرع الاسلحة الاخرى حيث يتم انزالهم الى اماكن العمليات اما بالابرار الجوي او الاسقاط المظلي او الانزال المائي من السفن او الغواصات كما يتقن وسائل التخفي والاندماج في البيئة المحيطة ايا كانت وقد لعبت القوة وباقي وحدات القوات الخاصة الامريكية مثل فرقة عجول البحر (سيلز) وفرقة جوالة الجيش (رينجرز) وفرقة القبعات الخضر ووحدة الحملات البحرية والقوة الجوية الخاصة دورا مهما في عملية الاطاحة بنظام صدام كما استمرت عملياتها حتى وقت قريب بل ودربت مجموعات مازالت تعمل فى بغدا وسوريا . وحتى لا نبتعد كثيرا عن ملف استهداف شخصيات مهمة فقد انفردت الموجز فى اعداد سابقة بمعلومات حول إتفاق سري تم بين مخابرات دولة عظمي وبين عناصر من التنظيم الدولى علي اغتيال الرئيس السيسي وقيادات وشخصيات مهمة في يوم واحد وأزمنة متقاربة، عن طريق صواريخ تستهدف محل إقامتهم التي تم تحديدها بالأقمار الصناعية، وقد تم تسليم قيادات الإخوان قائمة تفصيلية بالعناوين وخرائط تحدد إقامة القيادات، وتم افشال هذا المخطط وقتها بالعثور علي نسخة من هذه القوائم مع بعض العناصر التي قبض عليها في سيناء وبحوزتهم صواريخ مخصصة لهذا الغرض . والواقع يؤكد أن هناك عناصر إخوانية تتحرك على الأرض وفق منهج وقناعة تستهدف ضرب اقتصاد واستقرار البلاد، على أن تتكفل جماعات التكفير، والعنف المسلح، مع من تسرب إليها أو لحق بها، من أعضاء وكوادر الجماعة، تحت وطأة الرغبة فى الثأر للدم، أو الصدمة لإنهيار مشروع الخلافة الإسلامية المزعوم، بكافة العمليات الإرهابية الموجهة إلى الجيش والشرطة، وإلى المرافق الرسمية الحساسة والمؤسسات الاستراتيجية . لذلك فالمنهج الذى اتبعته الجماعة ان لكل مرحلة اسلوب مواجهة فالتنظيم يواصل التحريض، ولكن وفق منهج مغاير.. ولحسابات انتهازية بحتة فالجماعة مرتبطة بتوافقاتها مع الغرب، لا تريد التورط صراحة فى العنف، ومن ثم كان التزامها قدر المستطاع باشعال الحرائق عن بعد والتفرغ لعمليات تكتيكية تتم بشكل مدروس ويترك الباب مفتوحا امام التفاوض مثل تعمد كوادر الجماعة زرع عبوات بدائية الصنع او قنابل صوتية فى مناطق مهمة ومكتظة بالمواطنين لتوصل رسالة للدولة بانها تستطيع الاختراق والتنفيذ لكنها ما زالت تحتفظ بالخطوط الحمراء . أما ملف القتل والاغتيالات فان الجماعة تديره بالوكالة وتتبرأ منه كعادتها وهذا معناه ببساطة شديدة تكليف أعضائها ومريديها باستهداف السلطة عبر زعزعة استقرار الدولة وتحديدًا من خلال تخريب المرافق الحيوية لشل الحياة اليومية للمصريين عقابًا لهم على 30 يونيو من جهة، ومن جهة أخرى لتعظيم غضبهم من الحكومة والنظام السياسي القائم . الغرف الأمريكية بكل صنوفها وتوجهاتها تصر على الاحتفاظ بورقة الاخوان وتسعى الى عدم احتراقها تماما فى المنطقة خاصة مع اقتراب هيلارى كلينتون للسلطة والتى ترى فى الجماعة فصيلا منظما ومزعجا لاى نظام سياسى تريد ان تتعامل معه بمنطق العصا والجزرة . كما أن دوائر صنع القرار الأمريكى تعانى نفسها من نفوذ اخوانى بدأ يتسرب اليها إلا أنها تضعه فى دوائر السيطرة المحكمة وتستغله فى تنفيذ اجندتها . ولكن كل المعلومات تصب فى اتجاه واحد وهو ان هذه الجماعة لديها الاستعداد للتحالف مع اى احد حتى ولو كان الشيطان نفسه من اجل الوصول للسلطة مرة اخرى . كما أن الغرف الأمريكية تنمى لدى قادة الجماعة هذا الاحساس بالقدرة على العودة للقضاء على حالة اليأس التى تسربت الى قادة التنظيم لتبقى على ورقة الاخوان للعب بها فى المستقبل .