ألقي حادث تفجير الكنيسة البطرسية الأسبوع الماضي بظلاله علي استعدادات الدولة لتأمين المنشآت العامة خلال الفترة المقبلة والتي تشهد احتفال المصريين بأعياد رأس السنة الميلادية وكذلك احتفال الأقباط بأعيادهم. استعدادات الأجهزة المصرية لتأمين هذه الاحتفالات تتخذ طابعاً مختلفاً هذا العام لاسيما بعد عدد من الأحداث الأخيرة كان أبرزها إعدام عادل حبارة المتهم بقتل 25 جندي وكذلك نجاح جهود أجهزة الأمن فى تحجيم أنشطة التنظيمات الإرهابية فى الفترة الأخيرة وهو ما قد يدفع هذه التنظيمات للتعبير عن نفسها خلال هذه الاحتفالات. في هذا السياق عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي اجتماعاً مع المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، بحضور وزراء الدفاع والإنتاج الحربي، والخارجية، والداخلية، والعدل، والمالية، بالإضافة إلى رئيسي المخابرات العامة وهيئة الرقابة الإدارية، حيث وجه بتكثيف التواجد الأمني بالأماكن العامة. وتطرق الاجتماع إلى الحالة الأمنية للبلاد بشكل عام، والإجراءات والاستعدادات التي تتخذها الأجهزة الأمنية لتأمين الأماكن والمنشآت الحيوية خلال موسم الأعياد القادم، حيث وجه الرئيس في هذا الصدد بتكثيف التواجد الأمني بالمتنزهات والأماكن العامة، فضلاً عن المناطق المحيطة بالمنشآت الحيوية في جميع أنحاء الجمهورية، وتحلي جميع الأجهزة الأمنية وأفرادها بأعلى درجات الاستعداد والحذر واليقظة، مؤكداً أهمية تكاتف الجميع، مسئولين ومواطنين، من أجل الحفاظ على أمن وسلامة البلاد وإحباط مساعي قوي الإرهاب لزعزعة استقرار الوطن. من ناحيتها قررت وزارة الداخلية رفع درجات الاستعداد داخل قطاعات الوزارة كافة لتأمين احتفالات "الكريسماس"، وعقد اللواء مجدى عبد الغفار، وزير الداخلية، اجتماعًا مع من مساعديه، لمراجعة خطط تأمين الاحتفالات، ووجه باتخاذ الإجراءات التأمينية اللازمة كافة للحفاظ على الأمن والنظام. و يشارك في تنفيذ الخطة رجال الأمن المركزى، ورجال العمليات الخاصة، والحماية المدنية، والبحث الجنائي، وشرطة النجدة، والمرور، لتأمين المحيط الداخلى والخارجى للكاتدرائية المرقسية بالعباسية، و2626 كنيسة على مستوى الجمهورية، من بينها 1326 كنيسة أرثوذكسية، و1100 كنيسة بروتستانتية، و200 كنيسة كاثوليكية، وأكد وزير الداخلية أن أى محاولة لإفساد فرحة الاحتفالات ستقابل بكل حسم وحزم، وتشمل الخطة تعزيز التواجد الأمنى، والخدمات الشرطية عند مداخل الكنائس، ومخارجها، والطرق المؤدية إليها، حيث تم تعيين خدمات بحثية، ونظامية مسلحة بمحيطها، وتخصيص حرم آمن بمحيط كل كنيسة لمسافة نحو 150 مترًا يمنع نهائيًا انتظار السيارات داخله، والتأكد من جاهزية كاميرات المراقبة المثبتة على أسوار وأبواب الكنائس كافة لملاحظة الحالة الأمنية على مدار ال24 ساعة، بالإضافة إلى توفير البوابات الإلكترونية الكاشفة للمعادن على مداخل الكنائس. ومن جانبهم يقوم خبراء المفرقعات قبل تمشيط محيط جميع الكنائس من الداخل والخارج، من خلال الاستعانة بالأجهزة الحديثة للكشف عن المفرقعات، وكذلك الاستعانة بالكلاب البوليسية المدربة على الكشف عن المفرقعات، خصوصًا فى الكنائس الشهيرة والكبرى، ومن بينها 125 كنيسة أرثوذكسية بالقاهرة، و82 كنيسة بالجيزة، و35 كنيسة بالإسكندرية، و67 كنيسة بالغربية، و60 كنيسة بالمنيا. وأكد المصدر أن خطة التأمين لا تشمل الكنائس ودور العبادة المسيحية فقط، لكنها ستمتد إلى تعزيز التواجد الأمنى بالمتنزهات العامة، والفنادق الكبرى، والمسارح، ودور السينما، والمراكز التجارية الكبرى، لضبط الأشخاص المشتبه بهم، والباعة الجائلين غير المرخص بوجودهم، ومحرزى وتجار الألعاب النارية لمنع بيعها، وقال إن هناك تعليمات صدرت من الوزارة لكل الفنادق مع اقتراب أعياد الكريسماس، يمنع خروج السياح بدون موكب تأمين تابع لوزارة الداخلية، ويتم الإخطار قبلها بوقت كاف منعًا لحدوث أى عمليات إرهابية خلال هذه الأعياد. من جانبه قال اللواء حامد العقيلى، مساعد وزير الداخلية مدير الإدارة العامة لشرطة البيئة والمسطحات المائية، إن الإدارة استعدت لتأمين احتفالات الكريسماس منذ شهر من خلال حملات يومية, وأكد أن الحملات تعتمد على تفتيش المراكب السياحية والمراكب النيلية والتأكد من سلامة التراخيص ووجود سترات النجاة وأدوات الإطفاء. وفى القاهرة أنهت أجهزة الأمن الاستعدادات والخطط، لتأمين احتفالات الكريسماس، حيث تم وضع خطط جديدة للسيطرة على أى أعمال عنف وشغب قد تحدث خلال الاحتفالات، كما تم وضع خطة لتأمين جميع المنشآت الحيوية والمهمة، وتوفير الحماية اللازمة للمواطنين حيث أعلن اللواء خالد عبدالعال، مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن القاهرة، بعد اجتماع مع اللواء جمال سعيد، مساعد الوزير حكمدار العاصمة، واللواء هشام العراقى، مدير الإدارة العامة للمباحث، واللواء علاء الديجوى، مدير الإدارة العامة للمرور، وعدد من القيادات بالأمن المركزى، والدفاع المدنى، والمفرقعات، والإدارة العامة للمرور، لاستعراض دور كل منهم فى التأمين, أنه تم التنسيق بين كل القطاعات بالمديرية لتأمين الاحتفالات، وتم رفع درجة الاستعداد القصوى، وإلغاء راحات الضباط. وأضاف عبد العال أن أجهزة الأمن بالقاهرة عززت من تواجدها بمحيط الكنائس والأماكن العامة والمتنزهات، وقامت بتأمينها على أعلى مستوى، مشيرًا إلى أنه تم وضع خطة لمواجهة أى أعمال عنف أو شغب قد تحدث لإفساد فرحة المصريين، والتصدى بمنتهى الحسم والحزم لأى أفعال خارجة على القانون. وأكد أنه سيتم الدفع بقوات الانتشار السريع، والدوريات المسلحة، التى ستجوب جميع شوارع وميادين القاهرة، لمواجهة أى أعمال عنف قد تحدث، ولبث الطمأنينة فى نفوس المواطنين.