شكل زواج الشيخ حمد بن خليفة من الشيخة موزة انقلابا في حياته وفي تاريخ قطر بشكل عام، حيث تم الزواج من خلال صفقة سياسية بين آل خليفة وآل مسند، كان الهدف منها وضع حد لطموحات آل مسند. وكان من المخطط لموزة أن تكون إحدي زوجات الشيخ الشاب لتعيش علي الهامش إلا أنها رفضت هذا الوضع واستطاعت أن تسيطر علي زوجها وتنتصر علي زوجاته أبناء عمومته وتبعدهم تماما عن المشهد لتتصدره هي وأبناؤها فيما بعد. واستطاعت موزة أن تقنع زوجها بالانقلاب علي أبيه في يونيو عام 1995، في واقعة تاريخية حيث كان الأب في رحلة استجمام بأوروبا فقرر الابن الإطاحة بوالده واستلام الحكم وبعد حوالي عام من هذا الانقلاب الأبيض نجحت موزة من جديد في إقناع زوجها بتنصيب ولدها الأكبر جاسم وليا للعهد وإبعاد ولديه من زوجاته الأخريات الأكبر سنا حيث اتهمت الشيخ مشعل ابن زوجها الأكبر من زوجته الأولي بالتآمر مع جده علي أبيه فعزلته من جميع مناصبه العسكرية التي تقلدها بعد عودته من كلية "ساند هرست" البريطانية ووضعته قيد الإقامة الجبرية بإشراف ولدها جاسم الذي كان يتولي إلي جانب منصب ولاية العهد جميع الشئون الأمنية في المشيخة بما في ذلك رئاسة المخابرات القطرية. وكان مصير الأخ الثاني الشيخ فهد مشابها لمصير أخاه الشيخ مشعل فقد جرد الشيخ فهد من مناصبه العسكرية بعد اتهامه بالجنون وبدعم الأفغان العرب من خلال علاقته الوطيدة بأسامة بن لادن وكان الشيخ فهد قد مال في أيامه الأخيرة إلي التدين فاتهمته بالجنون وبعد ذلك أقنعت والده بضرورة وضعه قيد الإقامة الجبرية عقب ذلك أدركت الشيخة الدور الهام للولايات المتحدة فأسرعت بالتوجه إليها فورا وأرسلت ابنها جاسم إلي واشنطن ليحظي بالتأييد من الإدارة الأمريكية ثم تبعته بالزيارة لتعرف العالم الغربي بها حيث اهتمت بالظهور بمظهر عصري. ورأي المحللون أن وجود قاعدة عسكرية ضخمة بقطر هو جزء من صفقة عقدتها موزة مع الولاياتالمتحدة حيث إن هذه القاعدة لها دور هام جدا هو ضمان بقاء حكم زوج موزة ومن بعدها أبناؤها فضلا عن أنها تجد في مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع ضمانا لها ولمستقبل أبنائها، ولذلك فهم يعتبرونها سياسية من الطراز الأول فهي تفعل كل ما بوسعها حتي تخلد اسمها من خلال هذه المؤسسة فهي تدرك أنها لن تظل سيدة قطر الأولي للأبد، وراحت تحول المؤسسة من كيان يعتمد علي دعم الدولة إلي مؤسسة تجارية ذات كيان يستقل تدريجياً، حتي يصبح مستقلاً تماماً علي المدي البعيد. وفي ديسمبر 2011، اتخذت الشيخة خطوة أخري لكي تصبح مؤسسة قطر أكثر التصاقا بها وضمانا لمستقبلها حيث قررت إجراء تغييرات في مجلس إدارتها، وأدخلت فيها أربعة من أبنائها أولهم الشيخة هند، التي تعمل في الديوان الأميري إلي جوار أبيها إضافة إلي ابنتها الأميرة مياسة وابنها الأمير محمد، إلا أن العضو الأهم الذي انضم لمجلس إدارة المؤسسة، كان ابنها ولي العهد الجديد الأمير تميم بدلا من شقيقه الأكبر جاسم وكانت رسالتها بتعيينه في مجلس إدارة المؤسسة لخصومها المحافظين واضحة ومحددة وهي لا أحد يمس أو يقترب من مؤسسة قطر، وإلا فعليه أن يتفاهم مباشرة مع ولي العهد. يذكر أن موزة حاصلة علي بكالوريوس علم الاجتماع من جامعة قطر 1986 وترأس مجلس إدارة المؤسسة العربية للديمقراطية ومقرها الدوحة، كما ترأس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع وفي عام 2003 عينتها منظمة اليونسكو مبعوثا خاصا للتعليم الأساسي والعالي، وفي العام 2005 تم اختيارها لتكون أحد أعضاء المجموعة الرفيعة المستوي حول تحالف الحضارات التابعة لمنطقة الأممالمتحدة.