أكَّد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء أنَّ أي محاولة للوقيعة بين أفراد القوات المسلحة أو زرع الفتن بين الضباط والجنود تمثل دعمًا صريحًا ومساندة مطلقة للتنظيمات الإرهابية والتكفيرية التي يواجهها الجيش المصري في سيناء ومختلف المدن. جاء ذلك في بيانٍ صادرٍ عن دار الإفتاء، اليوم الاثنين، وذلك ردًا على الفيلم الوثائقي الذي عرضته قناة "الجزيرة" الفضائية، باسم "العساكر" وتناول التجنيد الإجباري في مصر بشكل وُصف ب"المسيء". وقال المرصد: "بعض المنابر الإعلامية ذات التوجُّه الداعم للتطرف والإرهاب قد دأبت في الآونة الأخيرة على محاولة زرع الشقاق بين المجتمع والقوات المسلحة، ونشر صورة نمطية سلبية عن المؤسسة العسكرية، ومحاولة تشويه رمزيتها التي تمثِّل فخر كل مواطن يعيش على تراب هذا الوطن، وهي محل تقدير وإعزاز كافة فئات الشعب المصري بمختلف تنوعاته". وأضاف: "هذه المنابر الإعلامية التي تدعمها بعض الأنظمة المعروفة بدعمها للتطرف والإرهاب قد سعت مؤخرًا للوقيعة بين الجنود والضباط في القوات المسلحة زاعمة أنَّ الجنود يتعرضون لكافة أصناف الإهانة والتنكيل على أيدي الضباط، وذلك في مسعى منها للنيل من وحدة الجيش وتماسك صفوفه، وصرف أولوياته بعيدًا عن محاربة الإرهاب والتطرف والقضاء على التنظيمات التكفيرية". وتابع: "هذه المنابر الإعلامية تسعى إلى تصدير صورة للشباب المقبل على التجنيد من أنَّه سيتعرَّض لكافة أشكال الإهانة والمعاملة غير اللائقة على أيدي قادته في الجيش، وهو ما يؤثِّر بالسلب على معنويات الشباب، وصورة القوات المسلحة لديهم، ولكن هيهات لهم أن ينجحوا في ذلك، فشباب مصر هم عماد قوتها وزادها في معركتها أمام التطرف والإرهاب، وما هو مستقر لدى الشعب المصري أنَّ الانتساب إلى القوات المسلحة والخدمة فيها يعد شرفًا يسعى له كل مواطن مصري حريص على وطنه ومجتمعه". واختتم المرصد قائلًا: "تلك المحاولات الخبيثة والمدعومة من قبل دول خارجية تكشف بوضوح عن خريطة مصالح تلك الدول وطبيعة أهدافها وأجندتها التي تحاول تنفيذها في المنطقة على حساب وطننا العزيز وقواته الباسلة، وهو أمر لا بد أن يوضع في الحسبان مستقبلاً كي لا تترك الفرصة لتلك الأيادي الخارجية في العبث بمستقبل هذا الوطن وتماسك أبنائه، ويجب اتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بردع تلك الجهات من الاستمرار في تلك المحاولات الخبيثة الداعمة للتطرف والإرهاب".