تترقب القاهرة والعديد من عواصم العالم الزيارة المرتقبة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لمصر الخميس المقبل، والتى تستغرق أسبوعا، وتشهد عدة لقاءات رسمية وشعبية، تقديرا لدور خادم الحرمين والمملكة الداعم لمصر على كافة المستويات، وفى إطار الآمال المنعقدة على الزيارة لتحقيق مزيد من التقارب بما يخدم قضايا الأمتين العربية والإسلامية. وتعد زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، لمصر هى الأولى من نوعها بعد تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى رئاسة جمهورية مصر العربية، وتعد صفعة قوية لكل من يحاول العبث بالأمن القومى العربى. وتأتى فى توقيت جوهرى، لتؤكد على عمق العلاقات المصرية السعودية منذ تأسيس المملكة على يد المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – وتعتبر أيضا بداية جديدة ليس للبلدين فحسب بل للمنطقة العربية بأسرها. وتأتى هذه الزيارة فى ظل الاهتمام الكبير الذى يوليه خادم الحرمين الشريفين المك سلمان بن عبدالعزيز لمصر حكومةً وشعبًا، وحرصه على تعزيز التعاون المستمر بين البلدين الشقيقين في جميع المجالات. وتبعث بعدة رسائل للعالم أجمع أبرزها أن العالم العربى لن يسمح لأحد أن يعبث بالأمن القومى في العالمين: العربى والإسلامى. حيث أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى الأخيرة للمملكة فى ختام مناورات رعد الشمال، كشفت عن عمق العلاقات بين البلدين وكانت لطمة قوية لكل أعداء المملكة والأمة العربية والإسلامية. تشمل الزيارة بحث تعزيز التعاون الاقتصادى بين البلدين، ومناقشة مختلف الملفات الساخنة فى منطقة الشرق الأوسط، وفى مقدمتها أمن الخليج فى مواجهة الخطر الإيرانى، والوضع فى سورية واليمن، كما ستتطرق إلى سبل تعزيز التحالف العسكرى الإسلامى، ومستقبل القوة العربية المشتركة. ويضع خادم الحرمين الشريفين يرافقه الرئيس عبدالفتاح السيسي، حجر الأساس لجامعة الملك سلمان بمحافظة جنوبسيناء، التى ستقام على مساحة 205 فدادين بمدينة طور سيناء، وتضم عددا من الكليات من بينها السياحة والهندسة والطب والثروة السمكية والتعدين، ستكون نقلة حضارية فى شبه جزيرة سيناء، ولن يقتصر تأثيرها على المصريين فقط وإنما ستكون متاحة للطلاب من مختلف الدول العربية. كما تنعقد اللجنة المصرية - السعودية المشتركة فى دورتها الخامسة، الأربعاء، فى العاصمة القاهرة، وذلك قبيل زيارة العاهل السعودى إلى مصر، حيث سيتم توقع 14 اتفاقية ومذكرة تفاهم، من بينها اتفاقيات مع الصندوق السعودى للتنمية لتعمير بعض المناطق فى سيناء. وتشمل الاتفاقيات تجنب الازدواج الضريبى، ورسم الحدود البحرية بين البلدين، وإنهاء المشكلات الاستثمارية، والربط الكهربائى بين البلدين. ومن المقرر أن تناقش الاجتماعات المصرية السعودية بحث تمويل توفير المواد النفطية لمصر لمدة 5 سنوات، وسبل تفعيل مبادرة العاهل السعودى بضخ استثمارات من صندوق الاستثمارات العامة، قيمتها 30 مليار ريال فى الاقتصاد المصرى. وفى نفس السياق ينعقد منتدي للاستثمار المصرى – السعودى، السبت المقبل، بمشاركة رجال أعمال ومسؤولين ومختصين فى البلدين. حيث يهدف المنتدى لتعريف المستثمرين بالفرص الاستثمارية، ومقومات الاستثمار فى مصر والسعودية فى القطاعات الزراعية والتجارية والصناعية والطاقة المتجددة، واستعراض أبرز المشاريع الاستثمارية الحالية والمستقبلية. وقد أعلنت مصادر حكومية سعودية قبل بدء زيارة جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز لمصر، إن الزيارة ستشهد توقيع اتفاقية لتمويل احتياجات مصر البترولية لمدة خمس سنوات بحوالى 20 مليار دولار وبفائدة اثنين بالمئة بجانب تقديم قرض لتنمية سيناء بقيمة 1.5 مليار دولار.