تعتبر الدكتورة نهال المغربل هي السيدة الوحيدة في منصب نائب وزير ضمن التعديلات الأخيرة في حكومة شريف إسماعيل، حيث عينت نائبا لوزير التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري للمتابعة من إجمالي أربعة نواب وزراء. يطلق على "المغربل" عدة ألقاب منها "دينامو التخطيط" و"مهندسة استيراتيجية مصر 2030"، ويراها وزير التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري الدكتور أشرف العربي الذي احتفظ بمنصبه للحكومة الرابعة علي التوالي بداية من حكومة هشام قنديل، ومرورًا بحكومتي حازم الببلاوي وإبراهيم محلب، وأخيرا شريف إسماعيل، رفيقة كفاح بعد نجاحها في العديد من الملفات والمهام التي أوكلت إليها. لم تكن "المغربل" حديثة العهد بوزارة التخطيط، حيث شغلت منصب مستشار وزير التخطيط منذ توليه مهام الحقيبة الوزارية في عهد حكومة المهندس إبراهيم محلب الأولي، فيما يخص الخطط الاقتصادية. وجاء تعيينها نائبًا لوزير التخطيط علي خلفية عدة مطالبات من داخل الوزارة نفسها بضرورة تعيين مساعدين للوزير، لانشغاله بالعديد من الملفات الشائكة التي تتنوع بين إعداد الخطط السنوية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، واستراتيجة الإصلاح الإداري، وفك التشابكات المالية للهيئات والجهات الحكومية، في ظل تفاقم أزمة التشابكات بين وزارات المالية والبترول والتأمينات الاجتماعية إضافة إلي ملف الإصلاح الإداري بعدما أسندت إليه ملف الإصلاح الإداري علي خلفية دمج وزارتي التنمية الإدارية والتخطيط. كما تعتبر "المغربل" هي مهندسة إستراتيجية التنمية المستدامة مصر 2030 والتي كانت سبباً رئيسياً لتأهليها لمنصبها الجديد، حيث أحد أعضاء اللجنة التي عكفت علي صياغة وإعداد الاستراتيجية علي مدار العاميين الماضيين لوضع خطة طويلة المدى تستهدف تحقيق النمو الاحتوائى الذى يصاحبه تحقيق أهداف العدالة الاجتماعية، والتي أعلن عنها الرئيس السيسي في فبراير الماضي. وتستهدف الاستيراتيجية أن تكون مصر من أفضل 30 دولة في العالم من حيث حجم الاقتصاد، وتنافسية الأسواق ومكافحة الفساد والتنمية البشرية لتحقيق جودة التعليم والصحة والبحث العلمي وخلق فرص الابتكار وصولًا لتحقيق جودة الحياة. وبحسب تصريحات سابقة أدلت بها نائب وزير التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري تهدف استيراتيجية مصر 2030 إلى تحقيق خمسة أهداف رئيسية للوصول بمصر إلى قائمة أفضل 30 دولة على مستوى العالم من حيث حجم الاقتصاد، والذي تحصد فيه المركز ال41 حاليا، وتحسين موقع مصر في مجال تنافسية الأسواق دوليا التي تحتل فيها المركز 116 حاليًا، وأيضا بمجالات مكافحة الفساد، والتنمية البشرية وجودة الحياة. وتستهدف الاستيراتيجية أيضاً مضاعفة معدلات النمو إلى 10٪ بحلول 2020 و12٪ بحلول 2030، ما يضاعف من مساهمة مصر في الناتج المحلي العالمي خمس مرات بالمقارنة بالوضع الحالي. وبحسب "المغربل"، تنعكس المؤشرات السابقة على حياة الأفراد حيث تخطط الرؤية لزيادة متوسط دخل الفرد من 3436 دولارا إلى 4 آلاف دولار سنويا بحلول 2020، ثم إلى 10 آلاف دولار بحلول 2030، وخفض معدلات الفقر من 3.2% عام 2013 إلى 23٪ عام 2020، ثم إلى 15٪ بحلول عام 2030، وخفض نسبة السكان تحت خط الفقر المدقع من 4.4% حالياً إلى 2.5% بحلول عام 2020 مع القضاء عليه نهائياً بحلول 2030. ورغم الترحيب الواسع بتوليها المنصب الجديد من جانب الأوساط الاقتصادية فإن هذا لم يمنع الجدل حول اختيارها الذي يعتبره البعض تمهيدًا للإطاحة بالوزير أشرف العربي بعد أن خسر مؤخراً معركة قانون الخدمة المدنية واكتسب عداء الموظفين الحكوميين لدرجة قيام البعض منهم بجمع توقيعات لإقالته من الوزارة وهو ما أدي إلى إقرار تشريع بديل عن قانون الخدمة المدنية الملغي بتصويت غالبية أعضاء مجلس النواب، لامتصاص الغضب المتوقع بين صفوف العاملين بالجهاز الإداري للدولة. تخرجت الدكتورة نهال المغربل فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، قسم الاقتصاد، كما درست الاقتصاد فى الجامعة الأمريكيةبالقاهرة. وشغلت منصب باحث بالمركز المصري للدراسات الاقتصادية، كما عملت خبيرة اقتصادية فى المعهد العربى للتخطيط فى الفترة من 2012 إلى سبتمبر 2013، قبل أن تنضم إلى وزارة التخطيط لتعمل مساعد أول للوزير لشئون الاقتصادية.