زى النهارده 26 نوفمبر عام 1988 رحل عن عالمنا الفنان الكبير "توفيق الدقن" عن عمر يناهز 64 عاماً مخلفاً تركة فنيه لا حدود لها . ولد توفيق أمين محمد الدقن بمحافظة المنوفية في الثالث من مايو عام 1924 لأب يعمل موظفًا، ومنذ نشأته كان طفلًا ملتزمًا ومسئولًا، وخاصةً أنه أكبر إخوته، ولم تكن لديه أية اهتمامات فنية، بل كان بطلًا رياضيًا في الملاكمة وكرة القدم، ودائمًا ما كان يفوز في المسابقات الرياضية التي تقيمها مدرسته في محافظة المنيا التي انتقل إليها مع أسرته ،بعدما توفى والده ، قرر توفيق أن ينتقل مع أسرته للقاهرة للعيش هناك، وعمل موظفًا في هيئة السكة الحديد،والتحق بمعهد الفنون المسرحية عام 1946 وقد بدأ حياته الفنية منذ أن كان طالبا في المعهد من خلال أدوار صغيره ثم حصل على البكالوريوس من المعهد عام 1950 وفى العام التالي لتخرجه اشترك في فيلم " ظهور الإسلام" وفى التوقيت ذاته التحق بالمسرح الحر لمده سبع سنوات ثم التحق بالمسرح القومي وظل عضوا به حتى إحالته إلى التقاعد. اشتهر الدقن بأدوار الشر وإن لم يخل أدائه من خفه ظل، وكان ناجحاً في أدوار اللص والبلطجي والسكير والعربيد إلى درجة أن بسطاء الناس كانوا يصدقونه فيما يفعله ويكرهونه بسبب تلك الأدوار. وقد سببت له هذه الأدوار العديد من الحوادث التي صادفته في حياته ولم ينساها حتى مماته وربما الحادثة الأكبر كانت وفاة والدته التي قدمت من صعيد مصر" المنيا" للعلاج بعد أن اعتقدت أنه بالفعل شرير ولص وسكير كما نعته أحد الناس المهووسين بشخصيات الأفلام أثناء سيرهم بسيارته في الطريق العام في شارع عماد الدين ولم يسمح الظرف بأن يشرح له أن هذا مجرد تمثيل فقد كانت تجلس بجواره وماتت قهراً بعد أن اعتقدت أن ابنها الوحيد بهذه المواصفات. من الحوادث التي لم ينساها أيضا انه عندما سكن لأول مرة في العباسية ذهب ليشتري لحماً من دكان جزار يقع تحت بيته، فطارده الجزار بالساطور لأنه لا يسمح للصوص بدخول محله وظل لعدة أشهر ينظر إليه شذراً عند دخوله وخروجه من البيت. حصل الدقن في خلال مسيرته الفنية على العديد من الجوائز والأوسمة وشهادات التكريم ، لعل أهمها وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1956، وسام الاستحقاق، شهادة الجدارة في عيد الفن عام 1978،درع المسرح القومي،جائزة إتحاد الإذاعة والتليفزيون، جائزة جمعية كتاب ونقاد السينما ، كما انه حصل على العديد من الجوائز الأخرى عن العديد من أدواره . كان للدقن العديد من المقولات الشهيرة (اللازمات) والتي ارتبطت به حتى الآن ولعل أشهرها "أحلى من الشرف مفيش ،يا آه يا آه ، أستر يا اللي بتستر، صلاة النبي أحسن ، العلبه دى فيها ايه ؟". رحم الله الفنان القدير توفيق الدقن