بعد غياب عن الأضواء لفترة طويلة عادت الشيخة موزة، والدة الشيخ تميم، أمير قطر، والبالغة من العمر 56 عاما، للتحدث مع الصحافة العالمية، وتكشف عن طموحاتها السياسية المستقبلية التى تسعى لتحقيقها من خلال ابنها "تميم" وبعض رجاله فى الدول العربية والأجنبية، حيث أكدت فى تصريحات مقتضبة لصحيفة "فاينانشال تايمز"البريطانية مساء السبت الماضى، رفضها للانتقادات الموجهة لبلادها، لكنها أصرت على أنه لم يكن لها يد أو رأي في السياسات التي كان ينتهجها زوجها الشيخ حمد بن خليفة آل ثان، حاكم قطر السابق، إلا أنها أيدت في الوقت ذاته سياسات زوجها الداعمة للتيار الإسلامي عقب ثورات الربيع العربي، خاصة في مصر التي نشأت وتربت فيها. وحول اتهامات الفساد التي تواجه قطر إزاء فوزها بتنظيم كأس العالم لكرة القدم عام 2022، والمعاملة السيئة للعمالة وشراء مجموعة منازل في لندن، نفت الشيخة موزة هذه الاتهامات، مؤكدة أن شراء هذه المنازل أمر خاص بابنها الأمير تميم وأنها لم ترها من قبل. وأضافت "موزة" مدافعة عن نفسها أنه عندما اشترى أرستقراطي فرنسي قصرا إنجليزيا صوره الإعلام بأنه يحاول إنقاذ التراث البريطاني، لكن عندما يحاول أمير عربي شراء منزل قديم فإنه يوصف بأنه يسعى لتدمير الثقافة البريطانية، وهو ما اعتبرته "نفاقا". كما حاولت الدفاع عن موقف قطر إزاد العمالة الأجنبية قائلة إن المهاجرين يلقون معاملة سيئة أيضا في أوروبا، وأعربت عن اعتقادها بأن سوء معاملة الأقليات المسلمة في أوروبا يجب أن يلقى اهتماما أكبر، خصوصا أن المهاجرين المسلمين يشكلون جزءا مهما من نسيج المجتمع الأوروبي على عكس العامل في قطر الذين يعملون لفترة من الوقت ويعودون لبلادهم مجددا. وطالبت الشيخة موزة في حوارها بأن يلتزم العالم الصبر فيما يتعلق ببلدها، واعترفت بأن الإعلام في قطر ليس بأفضل صورة لكنها أكدت أن الأوضاع تتغير وإن كانت مازالت بطيئة. وكانت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية قد أعدت تقريرا عن الشيخة موزة أشارت فيه إلى أنها واحدة من أجمل النساء وأكثرهن جاذبية في العالم، ونشرت الصحيفة تقريرها تحت عنوان "الغذاء مع موزة"، مشيرة إلى أناقة موزة وارتدائها الزي القطري التقليدي "العباءة ووشاح على الرأس به لمعة"، وأيضا إلى دورها في سعي بلادها لتحقيق نفوذ عالمي، وامتلاك الدوحة العديد من الممتلكات في الخارج وخاصة في لندن. وقالت الصحيفة:" موزة مازالت الأكثر تميزا في قطر على الرغم من تنازل زوجها عن الحكم لابنه منذ عامين، فهي والدة الأمير تميم ابن الأمير حمد من بين 7 أطفال من 3 زوجات"، وتعرف موزة باسم والدة الأمير، ومازالت تمسك بخيوط الحكم من وراء الكواليس، ولكنها تقول إن أنشطتها اجتماعية، ويؤكد الدبلوماسيون أنها قوة هائلة. وأشارت الصحيفة إلى أن موزة، قالت:" إن والدها جعلها تحب التعليم منذ نشأتها فكان رجل أعمال في قطر قبل أن يتعرض للسجن ثم للنفي نتيجة خلافات وقعت بينه وبين أمير البلاد في ذلك الوقت"، وأوضحت الصحيفة أن موزة، تلقت تعليمها في مدرسة بمصر وكانت تطمح أن تكون طبيبه قبل زواجها ودرست علم الاجتماع في جامعة قطر، ثم حصلت على الماجستير في الإسلام من جامعة حمد بن خليفة، وكشفت الصحيفة أن قطر توجه النقد لبعض الدول جراء عدم وجود الديمقراطية، على الرغم من معاناة قطر من الحرمان من الديمقراطية وتراجع الحريات في قطر وحبس شاعر 15 عاما. وأضافت الصحيفة أن موزة لديها أمل كبير في نجاح ثورات الربيع العربي على الرغم من مرورها بمرحلة انتكاسة، وشاركت زوجها وشجعته على دعم الإسلاميين في ثورات الربيع العربي وخاصة في مصر التي نشأت فيها، وأصرت موزة على أنها لا تمتلك القول في أي أمر، مؤكدة أن ثورة الربيع العربي مازالت مستمرة وغيرت الكثير في مفاهيم وعقول العرب.