نشر موقع "كيكار هشابات" لليهود الحريديم، أن تبرئة الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، قد تكون بفضل دعوات الحاخام عوفاديا يوسف الزعيم الروحي لحزب شاس الديني- على حد زعمه. جاء ذلك ردا على إخلاء سبيل مبارك، في قضية القصور الرئاسية الاثنين الفائت، وتصريح محاميه فريد الديب باحتمال الإفراج عنه الأسبوع الجاري، كان الحاخام عوفاديا يوسف، المعروف بمواقفه العنصرية ضد العرب قد خصص محاضرة كاملة في مطلع العام الفائت خلال بدء جلسات محاكمة مبارك، قال فيها إنه يصلي لله لكي ينقذ مبارك من يد أعدائه، وأن ينزل في قلوب القضاة الحكمة والفهم والعلم لكي يعرفوا الحق ويقضوا ببراءته. الصلاة من أجل البراءة في منتصف يناير من العام الفائت دعا الحاخام الإسرائيلي وزعيم حركة «شاس» عوفاديا يوسف، الإسرائيليين للصلاة من أجل أن «يزرع الله الحكمة» في قلوب هيئة المحكمة التي يمثل أمامها مبارك، كي تحكم له بالبراءة، وقال إنه يصلي من أجل براءة مبارك ومن أجل أن «يمن الله عليه بالصحة»، وأضاف إن مبارك «رجل سلام لا يحب الحروب، بالإضافة إلى أنه يحب إسرائيل، لكنه سقط، وسأظل أدعو ربي أن ينقذه من يد أعدائه»حسبما ادعى . كلمات الحاخام عوفاديا يوسف، والتي نقلها عنه الموقع الإلكتروني لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، جاءت في إطار خطابه الأسبوعي، مساء السبت، والذي قال فيه إن «مبارك جلب الشرف والاحترام لدولته، لكنه سقط الآن، لذلك علينا أن نصلي وندعو الله أن يزرع في قلوب القضاة الحكمة والفهم والمعرفة، وأن يوقفوا محاكمته ويبرؤوه من التهم المنسوبة إليه, بعد ذلك سأصلي وأدعو الله أن يمن عليه بالصحة وأن يكون معافى». وكشف الحاخام يوسف عن لقاء جمعه بمبارك قبل 28 عامًا، حينما كان الأول يشغل منصب الحاخام الأكبر لإسرائيل، وقال: «ذهبت إلى هذا اللقاء عندما عرفت بأن كبار المهندسين في مصر قرروا عمل طريق جديد لتسهيل حركة السير على المواطنين، إلا أن المشكلة كانت تتمثل في أن هذا الطريق كان يجب أن يمر من داخل مقبرة يهودية»، وأضاف يوسف: «ذهبت للقاء ومعي الحاخام أرييه درعي، استقبلنا مبارك بشكل رسمي ومحترم، عرضنا عليه المشكلة التي جئنا من أجلها وطلبنا منه تغيير مسار الطريق حتى لا تنتهك حرمة المقبرة اليهودية فوافق على الفور». وتابع الحاخام عوفاديا يوسف حديثه عن لقائه مبارك قبل 28 عاماً قائلاً: «بعد اللقاء وموافقة مبارك على طلبنا، بقيت معه وحدنا فطلب مني مباركته قائلاً: يا سيدي الحاخام باركني فأنا أؤمن ببركتك، فوضعت يدي على رأسه وباركته»، وأرجع يوسف سبب بقاء مبارك في الحكم طوال هذه الفترة إلى «بركة الله التي باركه بها»على حد قوله. تصريحات عنصرية في شهر اغسطس من العام 2010 صرح عوفاديا يوسف على إذاعة الجيش الاسرائيلي أنه يتمنى أن "يختفي" عن وجه الأرض كل الذين يكرهون اسرائيل مثل محمود عباس وأن "يصيبهم الطاعون". وقال الحاخام الذي ينتمي الى حزب شاس الديني المتطرف "ليختفي كل هؤلاء الاشرار الذين يكرهون اسرائيل مثل ابو مازن والفلسطينيين عن وجه الارض وليضربهم الطاعون". وكانت تصريحات الحاخام يوسف بينما يفترض ان يلتقي رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وعباس في واشنطن برعاية الرئيس الامريكي باراك اوباما لاستئناف المفاوضات المباشرة التي كانت متوقفة منذ عشرين شهرا. وكان عوفاديا يوسف هاجم من قبل بشدة العرب واليهود العلمانيين واليهود الغربيين. وقد أيد مطلع ثمانينيات القرن الفائت، التنازل عن اراض مقابل سلام ينقذ حياة اليهود. إبادة العرب في ابريل 2001 عاد رئيس طائفة اليهود الشرقيين في العالم، الرئيس الروحي لحركة «شاس» الدينية في اسرائيل، الحاخام عوفاديا يوسف الى تصريحاته العنصرية ضد العرب، ودعا هذه المرة لابادتهم ومحوهم عن وجه البسيطة تماما. وادلى يوسف بذلك عشية عيد الفصح اليهودي في خطبة تقليدية بثت بالقمر الصناعي الى شتى انحاء العالم كما يفعل كل اسبوع. وتحدث يوسف عن العرب الذين «يناصبون العداء لاسرائيل منذ 100 سنة ويحاولون تدميرها». وقال في ارشاداته للمؤمنين اليهود: «اكثروا من ذكر هذه الآية من التوراة خلال عيد الفصح: «صب غضبك على الاغيار» فهذه مناسبة جدا لاوضاعنا، لان اعداءنا يحاولون القضاء علينا منذ خروجنا من مصر وحتى اليوم، من دون توقف». ودعا الحاخام اليهودي الله الى ان «ينتقم من العرب ويبيد ذرّيتهم ويسحقهم ويخضعهم ويمحوهم عن وجه البسيطة». واوصى اليهود بالشدة مع العرب «ممنوع الاشفاق عليهم، يجب قصفهم بالصواريخ بكثافة وابادتهم. انهم لشريرون». واثارت هذه التصريحات ردود فعل واسعة في اسرائيل. فهاجمها اليسار واعتبرها تحريضا دمويا على العرب، بينما دافع انصار عوفاديا عنه وقالوا انه لم يقصد كل العرب ولم يقصد الابرياء من العرب بل «فقط المخربين الذين يقتلون الاطفال اليهود». لكن هذا التبرير لم يقبله احد، اذ كان حديثه في غاية الوضوح عن العرب وبلا تمييز. وقد سكت معظم نواب اليمين الحاكم وحتى قادة حزب العمل ازاء هذه الاقوال. لكن اوساطا من طرفي الخارطة السياسية تفوهوا، فقالت النائبة زهاقا غلئون، رئيسة كتلة «ميرتس» انها لا تتهم عادة بهرطقات الحاخام عوفاديا، ولكن عندما يتكلم على هذا النحو فان كلامه خطير، وهو عمليا يهدر دماء العرب. وقال محمد بركة رئيس كتلة الجبهة البرلمانية، ان هذا الحاخام يقترب من الخرف والهذيان، ولكنه، دون امثاله من اصحاب هذه الحالة النفسية، يتمتع بقوة جماهيرية هائلة، وكلماته يمكن ان تتحول فعلا الى رصاصات وصواريخ واعتداءات دموية اخرى على كل فلسطيني في اسرائيل. ومن اليمين المتطرف دعا عضو الكنيست، ميخائل كلاينر، الحاخام يوسف الى عمل شيء فعلي من اجل تطبيق اقواله وذلك بتجنيد اليهود الشرقيين في الجيش، حتى ينفذوا اوامره بابادة العرب. إيران لم تسلم في اغسطس من العام الفائت دعا يوسف إلى إقامة الصلاة في ليلة راس السنة العبرية الجديدة والدعاء من أجل الاضرار بايران. ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن يوسف قوله " عندما ندعو الله أن يقضي على أعدائنا يجب أن نفكر في إيران التي تهدد إسرائيل، أدعو الله أن يدمرها". وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أرسل في وقتها مجموعة من مستشاريه الأمنيين وعلى رأسهم رئيس مجلس الامن القومي للقاء الحاخام يوسف لإطلاعه على آخر تطورات البرنامج النووي الإيراني. وتقول وسائل الإعلام الإسرائيلية إن نتنياهو يسعى لمعرفة موقف يوسف من شن حرب ضد إيران في محاولة لكسب التأييد اللازم في حال شن ضربة عسكرية. يذكر أن عوفاديا يوسف، ويبلغ من العمر 91 عاما، هو الزعيم الروحي لحزب شاس المتشدد الذي يشارك في حكومة نتنياهو. ويعد عوفاديا يوسف من رجال الدين اليهود أصحاب النفوذ ويستشيره كثير من نواب الكنيست والمسؤولين في أمور السياسة. ويعرف عن يوسف الذي ولد في العراق أنه صاحب آراء مثيرة للجدل وسبق أن ربط بين الفلسطينيين والثعابين كما دعا إلى أن " يختفي الرئيس الفلسطيني محمود عباس من على وجه الأرض". ولكنه أيد التنازل عن أراض للفلسطينيين من أجل السلام والحفاظ على " أرواح اليهود"