ما أكثر ما يعانيه الآباءوالأمهات من تلفظ أبناءهم بألفاظ بذيئة وكلمات بذيئة، ويحاولون علاجها بشتى الطرقكما أن 'لكل داء دواء' فإن معرفة الأسباب الكامنة وراء الداء تمثل نصفالدواء. فالغضب والشحنة الداخلية الناتجة عنه كما يقولون 'ريح تطفئ سراجالعقل'. ورحم الله الإمام الغزالي حينما دلنا على عدم قدرة البشر لقمع وقهر الغضببالكلية ولكن يمكن توجيهه بالتعود والتمرين. فالله تعالى قال: 'والكاظمين الغيظ'ولم يقل 'الفاقدين الغيظ'. وبالتالي فإن المطلوب هو توجيه شحنات الغضب لدىالأطفال حتى يصدر عنها ردود فعل صحيحة، ويعتاد ويتدرب الطفل على توجيه سلوكه بصورةسليمة، ويتخلص من ذلك السلوك المرفوض وللوصول إلى هذا لا بد من اتباعالآتي: أولاً: التغلب على أسباب الغضب: - فالطفل يغضب وينفعل لأسباب قدنراها تافهة كفقدان اللعبة أو الرغبة في اللعب الآن أو عدم النوم... الخ. وعلينانحن الكبار عدم التهوين من شأن أسباب انفعاله هذه. فاللعبة بالنسبة له هي مصدرالمتعة ولا يعرف متعة غيرها (فمثلا: يريد اللعب الآن لأن الطفل يعيش 'لحظته' وليسمثلنا يدرك المستقبل ومتطلباته أو الماضي وذكرياته.) - على الأب أو الأم أنيسمع بعقل القاضي وروح الأب لأسباب انفعال الطفل بعد أن يهدئ من روعه ويذكر له أنهعلى استعداد لسماعه وحل مشكلته وإزالة أسباب انفعاله وهذا ممكن إذا تحلى بالهدوءوالذوق في التعبير من مسببات غضبه. ثانيًا: إحلال السلوك القويم محل السلوكالمرفوض: 1- البحث عن مصدر تواجد الألفاظ البذيئة في قاموس الطفل فالطفل جهازمحاكاة للبيئة المحيطة فهذه الألفاظ هي محاكاة لما قد سمعه من بيئته المحيطة:(الأسرة – الجيران – الأقران – الحضانة...). 2- يعزل الطفل عن مصدر الألفاظالبذيئة كأن تغير الحضانة مثلاً إذا كانت هي المصدر..أو يبعد عن قرناء السوء إنكانوا هم المصدر فالأصل –كما قيل- في 'تأديب الصبيان الحفظ من قرناء السوء'. 3-إظهار الرفض لهذا السلوك وذمه علنًا. 4- الإدراك أن طبيعة تغيير أي سلوك هيطبيعة تدريجية وبالتالي التحلي بالصبر والهدوء في علاج الأمر أمر لا مفرمنه. 'واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين'. 5- مكافئةالطفل بالمدح والتشجيع عند تعبيره عن غضبه بالطريقة السوية. 6- فإن لم يستجببعد 4-5 مرات من التنبيه يعاقب بالحرمان من شيء يحبه كالنزهة مثلاً. 7- يعودسلوك 'الأسف' كلما تلفظ بكلمة بذيئة و لا بد من توقع أن سلوك الأسف سيكون صعبًا فيبادئ الأمر على الصغير، فتتم مقاطعته حتى يعتذر، ويناول هذا الأمر بنوع من الحزموالثبات والاستمرارية. الدكتورة أماني السيدمدرس علم النفس التربوي بجامعةالقاهرة نقلا عن موقع:موسوعة الطفل