لست من هواة نظرية التآمر، فالصدفة خير من ألف ميعاد. لا أجيد لعب الدومينو أو النرد أو الكومى ومع ذلك يستهوينى أحيانا من يصدق ان «الجن» مازال يخرج من القمقم يدبر ويحرق ويصل إلى الدقى حيث مقر الفريق أحمد شفيق. أول ما عرفت به من هالة سرحان فى برنامجها «ناس بوك» فازداد خوفى على بلدى حيث عود كبريت يشعل النار، وأنا من جيل شهد حريق القاهرة قبل قيام ثورة يوليو بشهور قليلة ولم نعرف حتى اليوم من «حقا» الذى ارتكبها تدبير أم صدفة.. هل خطط لها ضابط أم إخوان أو طرف ثالث لعين؟! مداخلة تليفونية من صحفى بجريدة «اليوم السابع» يتضح أنه ليس صحفيا وإنما شاهد عيان متطوع من أمام فيلا ميدان «فينى» بالدقى ناصية شارع عبدالله الكاتب «الجراح الكبير» وصاحب المستشفى الشهير الذى يحمل هو والشارع اسمه. كانت الاشاعات وحرب «الإنترنت» قد روجت أن مالكة الفيلا هى زوجة «أحمد عز» الأولى، دعما لشفيق وأملا فى عهده لو أصبح الرئيس.. نفس السيدة التى حذرت «عمرو أديب» فى التليفزيون بما معناه ان الدنيا تدور.. الكلام كثير! من قدم الحادث من فريق حملة شفيق والحمد لله لم يصب فرد واحد فالنار اكتفت بالمكاتب والأوراق، ذلك ان تحذيرا صدر بإخلاء المكان.. ولا بأس من اتهام «علاء» و«سميرة» ونسوا «نوارة» فلم يظهر الشاهد «عبعزيز» الذى اقسم انه رآها فى حريق سابق. قليلا ما تصل وسائل الاطفاء فى الوقت المناسب ولكن المعجزة حدثت فى الدقى فقال البعض وأين كانت عند احراق المجمع العلمي العزيز وعندما استمرت أياما فى السويس؟! هل هى صدفة أم نفوذ «محمود وجدى» وزير الداخلية فى حكومة شفيق وأحد كبار مساعديه.. بالقطع ليس «إبراهيم مناع» رجله فى المطار ولا الإعلاميين من وراء ستار سابقين ولاحقين، من اسدل عليهم الستار بعد سقوط «جمال مبارك» ومن لا يزالون يكتبون فى الصحف القومية والمستقلة ويقدمون البرامج التليفزيونية رغم الخزى الذى أصاب بعضهم بالغمز واللمز والفبركة أيام الثورة.. «كل يغنى على ليلاه». عن المساعدين تردد ان عبدالسلام المحجوب محبوب الإسكندرية عندما كان محافظا قد قبل القيام بمهمة دعم الفريق فى المدينة التى لا يحس فيها بأمان الأصوات.. نفى «المحجوب» دون تردد لأن ذلك على الأقل ليس موقفه فكيف يكون داعية له؟ متهم شفيق بمبارك وهو لا ينكر ويبدو احيانا عصبيا وهو يستمع إلى السؤال عندما يتكرر.. كما يبدو الآن ان ذلك الاتهام يكسبه انصارا. ومتهم أيضا بأنه ضد الثورة وكفاية كدة، وهو لم ينكر كل ما فعل انه تجمل وفسر كلماته مثلما دعا «البرادعى» للانضمام إلى فريقه نائبا للرئيس بينما لا ينسى الجميع وهو أولهم انه قال عنه: «خواجة قاعد برة ده مبيعرفش يتكلم عربى وأنا أعرف اوقفه ازاى عند حده لأن حسابى عسير جدا جدا». المأزق - جدلا - لو ان البرادعى وافق! قبلها كانت تهديد عمر سليمان الذى سماه توقعا بأن يقع انقلاب عسكرى.. فأحذروا!! وفى وقته خرجت علينا صحيفة «الوطن» بانفرادها الصحفى المتميز مهنيا عن «حسنى مبارك» وراء الأسوار. المفروض ان يصدر الحكم فى قضية الرئيس السابق ومن معه اليوم. قد يخدم تلك الصدفة البحتة تصريحات الدكتور «مرسى» عن دهس بقايا النظام، فمن يضمن ألا يقع تحت الأقدام؟ «شفيق» أيضا سبق وهدد بتوع التحرير بالويل والثبور. وعدنا إلى أزمة البنزين.. يا ويلنا!! نقلا عن جريدة الجمهورية