قال تسفي مزئيل، السفير الإسرائيلي السابق في القاهرة، إن التعهدات الأخيرة التي أدلى محمد مرسي مرشح الإخوان المسلمين في مؤتمره الصحفي الأخير غير قابلة للتنفيذ. قال مزئيل في دراسة له نشرها المركز الأورشليمي للدراسات، إن كل ما وعد به مرسي يخالف تمامًا توجهات الجماعة، ولا يمكن أن يتم تنفيذه لأنه يتعارض مع الأسس والقواعد "المعلنة" التي تدعو إليها الجماعة الإسلامية وحزب الحرية والعدالة تحديدًا. وقال مزئيل:إن مرسي لا يستطيع على سبيل المثال أن يساوي بين الأقباط والمسلمين، خاصة أن جميع أعضاء الجماعة يرفضون تولي مصري مسيحي مسئولية إدارة شئون البلاد أو حتى توليه الوزارات السيادية العليا مثل الخارجية أو الداخلية أو الدفاع، باعتبار أن مصر إسلامية في الأساس ولا يمكن السماح لقبطي بتولي هذه الحقائب تحديدًا. أضاف مزئيل إن الكثير من الإسلاميين وكبار أعضاء الجماعة يصفون الأقباط بأهل الذمة، وهو وصف رأى أنه يكفي للإشارة إلى موقف الإسلاميين من تولي أي قبطي المسئولية بالبلاد. بالإضافة إلى، تعهد مرسي بعدم فرض أي ملابس على أي سيدة، وهو أمر أثار اندهاش مزئيل الذي أكد أن الكثير من أعضاء جماعة يسعون إلى فرض الملابس الدينية على النساء في مصر، ويهاجمون غير المتحجبات، وبالتالي لا يمكن أن يسمحوا بهذه النقطة أيضا خاصة أن الاتحادات الطلابية الاسلامية في الجامعات أو حتى المدارس تضع من حجاب الفتاة شرطا اساسيا للعضوية بها، فضلا عن وصف أعضاء الجماعة للسيدة الغير محجبة بالمتربجة، الأمر الذي سيجعل تصريحات مرسي أن صدقت ثورة لا يمكن أن يسمح أعضاء الجماعة خاصة النساء بتطبيقها. وزعم مزئيل،أن تعهد مرسي بالاستقالة من الجماعة غير منطقي ويثير الدهشة، خاصة أن الجماعة هي التي ستصل به إلى منصب الرئيس ولا يمكن له أن يتخلى عنها مهما كان، قائلًا إن مرسي قد ينفصل عن الجماعة نظريًا، إلا أنه عمليًا سيظل عضوًا بها. وكانت أخطر أطروحة ذهب إليها مزئيل في هذه الدراسة، تأكيده بأن هناك معلومات قاطعة تشير إلى رغبة مرسي وقيادات الجماعة بإحالة الكثير من القادة العسكريين للتقاعد وإحلال ضباط وعسكريين تابعين للجماعة مكانهم، الأمر الذي سيؤثر سلبيًا على استقرار الجيش وقد يعيش أجواء عام 1967 على مصر عندما قام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بتصعيد الضباط الأحرار من ملازمين ونقباء إلى لواءات وفرق، الأمر الذي كبد الجيش خسائر جمة وأدى إلى الهزيمة أمام إسرائيل في النهاية.