فنان مبدع صاحب فكر متميز واتجاه واضح يحمل بداخله ثقافة اجيال متراكمة وقدم اعمال فنية غزيرة اثري بها الفن بجميع انواعه سواء كانت مسرحية او سينمائة اوتلفيزيونية انه الفنان القدير محمود ياسين الذي فتح قلبه للجمعه في حوار من القلب تحدث فيه عن ذكرياته ومشواره مع الفن وابدى فيه ايضاً آرائه السياسية فيما يحدث الآن فإلى الحوار _في البداية لماذا أنت مقل في أعمالك السينمائية خصوصا في الفترة الأخيرة ؟ بالعكس تماماً فأنا مشكلتي أن لدى أعمال كثيرة ورصيدي السينمائي 174 فيلم آخرهم فيلم جدو حبيبي وهل انت راضِ عن كل ما قدمت في مشوارك الفني ؟ بالطبع نعم وازعم بحق أنني لي علاقة طيبة مع الجمهور من خلال الأعمال السينمائية التي قدمتها حتى الآن وذلك لأنه من الصعب أن يوجد فيلم من الأفلام التي قدمتها تافهة ويرفضه الجمهور فمن الممكن أن يوجد اعتراض من البعض علي مشاهد معينة ولكنه لا يرفض الفيلم والاختلاف في وجهات النظر لا يفسد للود قضية. _وهل تسترجع ذكرياتك مع هذه الاعمال عندما تراها تعرض الآن على شاشات الفضائيات مرات عديدة ؟ ستستغرب إذا قولت لك انني لم اشاهد أي عمل لي أكثر من مرة واحدة فقط ودائماً تكون هذه المرة داخل السينما اثناء العرض الخاص للفيلم مع الابطال والجمهور وبعدها لم افكر في مشاهدة اي عمل لي مرة ثانية حتي ولو عرض مرات ومرات ولكن هذا لا ينفي انني استرجع ذكرياتي مع هذه الاعمال من حين لآخر _بعيداً عن الفن ما رأيك في الأحداث الحالية في مصر ؟ يوجد في مصر الآن العديد من المواقف السياسية والاقتصادية والاجتماعية تجعلك تقف حائر ولا تستطيع ان تبدي رأي لأن المجتمع بأكملة في حالة مخاض قد طالت مدته وأمر طبيعي أن يحدث هذا فالكثير من الثورات قد مرت علينا وحدث بها ما يحدث الآن وبعدها تغيرت الامور واستقرت والمصريين اصحاب حضارة عريقة وشبابها شباب واعي لذلك ان متفائل خير وسعد جداً بأنني أري وعيش هذه الفترة المهمة جداً في تاريخ هذه الامة العريقة _ من هو المخطئ في هذه الأحداث ؟ إنا في ذات الحيرة التي اصابت الكثير من جموع هذا الشعب وانا أطلق عليها لفظ ( اللهو الخفي ) الذي لا يعلم احد من هو السبب في كل هذه الإحداث الغريبة والغير مفهومة والتي تجعل الكثير يشعر بحيرة كبيرة جراء ما يحدث ويقول من هو المسئول عن ما يحدث الان ومن هو السبب في هذه المتناقضات والإحداث التي أصابت المجتمع وأظهرته بحالة عصبية ولكنها هولاميه في نفس الوقت وأمام هذه التفاصيل الكثيرة وأمام حالة من حالات التيهة والحيرة اقول ان هذه الامة ليست امة سهلة ويسيرة ولكنها امة كبيرة بكل المقاييس وذات تاريخ عريق ولا ننكر أننا الآن في اشد حالة من حالات القلق والتوتر بسبب هذه الأحداث وهذا لأننا أمام حالة من حالات انقلاب حضارات ولكن هذه المرة تبدو وكأن حضارة بالكامل يحدث لها خطوات سريعة جدا وغير مفهومة وطبيعية وهذا هو السبب في هذه الحالة المفزعة والتي جعلتنا مرعوبين مما سيحدث وازعم أن الموقف يتلخص في بلد لا يوجد بها دولة مستقرة ولا نظام مسئول _هل انت منتمي لحزب بعينه ؟؟ الفنان يا عزيزي لا ينبغي أن يكون تابع أو عضو لأي حزب أي كان هو فلو كنت تابع لحزب معين فسوف احرص في اختيار أعمالي علي ما يتسق ويستجيب ويخدم هذا الحزب فانا فنان لا اعمل لحساب أي حزب أيا كان هو، أنا اعمل لعموم الأجيال والثقافات ولوطن وشعب فالفنان لا يجوز بأي حال من الأحوال أن يعمل لحساب حزب معين . نظرا لما يحدث من التيارات الاسلامية هل هذا سيكون له طابع علي الفن ؟ انا علي المستوي الشخصي ليس لدى أي شعور بالقلق من التيارات الدينية وهذا لن يؤثر علي اعمالي السينمائية والمسرحية والتليفزيونية التي سأقدمها في المستقبل فأن أقدم ما أراه صوابا ويندرج تحت معيار رسالتي وفهمي ووعيي وهويتي إما أن يتقبله النظام أو لا سواء اتفق معه أم لم يتفق وربما يكون أكثر وعيا بالحرية والديمقراطية فيمر كل شيء بروح ديمقراطية باعتبار أن هذا الفن يعبر عن عادات وتقاليد وثقافة مجتمع بأكمله وليست ثقافة حزب معين والفنان لا يجوز أن يكتب وهو واضع في الاعتبار قيود واعتبارات لأي حزب أيا كان هو حتى ولو كان هو الحزب الحاكم لأنه لو فعل هذا سيكون يعمل لحساب هذا الحزب لذلك لابد أن يعمل الفنان والمبدع في حرية تامة وعلى الملتقى أن يتلقى هذا بوعي كامل . _هل كان في فترة من الفترات الأخيرة فن موجه لخدمة النظام الحاكم أو فرضه النظام الحاكم ؟ بصراحة شديدة من الممكن ان تكون هناك اعمال اعترض عليها النظام البائد ولكن انت تتحدث عن ثقافة بلد عريقة وكبيرة اسمها مصر فكم بلد في العالم لديها صناعة سينما تجاوزت قرن من الزمان مثل مصر والتي تناقش تفاصيل بداخل حياتنا وتصل إلى كل البيوت ولو ان الفنان وضع في خاطره أثناء قيامه بمثل هذه الأعمال ماذا سيقول رجال الحزب عما يقدم ووضع اعتبار هذا الحزب في في ذهنه لتوقفت السينما ولأصبحت سينما موجهة لا تستطيع ان تخرج نطاق بلدك ولم تستطيع ان تشارك في اي مهرجان خارجي ولكن الحمد لله لم نصل لهذه الدرجة من الحكر السياسي على الفن والسينما ولو حدث ذلك كان من الافضل ترك المهنة لذلك اقول إن يعجب الحزب الحاكم بالاعمال التي تقدم او لا ، قضية يجب إلا تشغل ذهن الفنان أو الأديب أو الكاتب ، فلابد أن يكون له رؤية بصرف النظر عن اتجاهات أي حزب . _ حدثنا عن مسرحية الخديوي والتي كانت ممنوعة من العرض في ظل النظام البائد؟ الخديوي عندما ظهرت فى الأفق مرة ثانية بعد 18 عام من عرضها على مسرح البالون كانت حالة تدعوا إلى التأمل والدهشة والسعادة الغامرة وكأنك تكتشف ذاتك وروحك لأول مرة بعد عمر طويل ومسرحية الخديوي فالحقيقة وهى تذاع على قناة الحياة أصابتنا جميعا بحالة من حالات الدهشة العارمة فأنا فوجئت وانا اشاهدها بمنزلي بإتصال الفنان اشرف عبد الغفور بي وقالي لي هل شعرت بنفس الدهشة التي اصابتني ؟؟ فأنا وكأنني اشاهد ميلاد الثورة في هذه المسرحية فقولت له نعم لقد اصابني نفس الشعور وكذلك فاروق جويدة _إذا عدنا بك للوراء بالزمن ونريد ان تحدثنا عن ذكرياتك في الفن فماذا تقول ؟ عندما نتكلم عن ذكرياتي لابد من التحدث أولا عن ذكرياتي مع المسرح وذلك لان المسرح في مصر كان دائما سر من أسرار عاصمة مصر القاهرة وبأمانة إنا لم أكن من أبناء القاهرة لكن كنت من بورسعيد وقد عرفت إن بورسعيد يوجد بها (نادي المسرح) وأعضاءه من ذوي الطرابيش وقتها والطبقات الراقية يدخلونه في نهاية اليوم وكان عمري وقتها 9 سنوات واعتدت ان اتردد على هذا المكان وبدأت في تقديم بعض الاعمال عليه حتى التحقت بكلية الحقوق جامعة عين شمس وكنت اعلم أن بالكلية فريق للتمثيل فالتحقت به وبدأ مشواري الفني منذ هذه اللحظة _وماذا عن ذكرياتك مع النجمة الجميلة فاتن حمامة والفنانة شادية؟ انا الفنان الوحيد من بين فنانين جيلي الذي عمل مع الفنانة فاتن حمامة ومع الفنانة شادية والفنانة نادية لطفي وعملي معهم كان بناءً على اختيارهم الشخصي لي فأنا قدمت اول فيلم لي مع الفنانة شادية وهو( نحن لا نزرع الشوك) وقبل ان انتهي منه وجدت الفنانة فاتن حمامة تطلبني لأقوم معها ببطولة فيلم ( الخيط الرفيع ) ووقتها كنت شاب في بداية حياتي الفنية وشعرت وقتها بأن النجومية تفتح احضانها لي وعن ذكرياتي الفنانة فاتن حمامة كانت في غاية الحب والاحترام والتقدير وربطتني بها صداقة قوية مازالت حتي الآن _هل تعتبر هذا نوع من الحظ انك انت الوحيد الذي عملت مع هؤلاء النجمات ؟ بالطبع كان التوفيق من الله ولكن ايضاً اختيارهم لي كان بناءً على شعورهم بموهبتي ودعني اقول لك انني كنت في هذه الفترة تعرض عليُ اكثر من 25 فيلم كنت اختار من بينهم ستة افلام لأقدمهم كل عام واتذكر ان المخرجين كانوا يضغطون عليُ ويجبروني ان اوافق على اعمال اخرى ويقولون لي ان الله رزقني بهذا الرزق الواسع فلا يجوز ان ارفضه خاصة وان موافقتي علي هذه الاعمال ستكون بمثابة فتح باب الرزق لكل العاملين معي فيه مثل عمال الاضاءة والديكور وغيرها وكنت وقتها اشترط عليهم ان يقوموا بتنظيم وقتي حتي استطيع ان انجز كل هذه الاعمال في وقت واحد