تحدى الآلاف من أبناء الفيوم الطوارىء وحظر التجول وقاموا بعدد من المسيرات الليلية لدفن ذويهم ممن لقوا حتفهم فى الأحداث التى شهدتها الفيوم على مدار أمس, منددين بما وصفوه بالإجرام الشرطى وقتل الأبرياء من المعتصمين والمتظاهرين السلميين. وقد خرجت أكثر من مسيرة فى عدد من المراكز والقرى, فقد خرج أهالى منطقة قحافة بمدينة الفيوم رجالاً ونساءً وأطفالاً فى مسيرة ليلية طافت أرجاء المنطقة وهى تحمل جثمان عزت فتحى الذى توفى برصاصة قناص فى رأسه أمام نجدة الفيوم فلقى حتفه على الفور, وهتف المتظاهرون ضد ما وصفوه بالإجرام والمجازر التى تعرض لها المصريون على يد الجيش والشرطة, كما هتفوا ضد وزير الدفاع الفريق أول السيسى وومن أسموهم بالإنقلابيين مرددين هتافات "يا نجيب حقهم يا نموت زيهم", و"يا شهيد نام وارتاح واحنا نشنق السفاح". ولم يكترث أبناء قحافة بفرض حظر التجول الذى بدأ قبل تشييع الجنازة, بل حرص الآلاف على المشاركة فى دفن الجنازة سيراً على الأقدام لمسافة أكثر من 3 كيلو مترات, وتصادف وجود جنازة أخرى لأحد الأشخاص الذى توفى برصاصة فى صدره. وتكرر نفس المشهد فى مدينة أبشواى التى شيع الآلاف فيها جنازة مصطفى محمود محمد الطالب بالصف الثالث الثانوى الذى توفى نتيجة الإصابة بخرطوش فى رأسه, وتكرر الأمر فى قرية زاوية الكرادسة بمركز الفيوم, وقصر رشوان ومدينة طامية. كما شيع أهالى قرية منشاة عبد الله بالفيوم جثمان رمضان عبد الباقى 30 سنة والذى لقى حتفه فى أحداث الغضب التى شهدتها المحافظة صباح الأربعاء اعتراضاً على فض اعتصامى رابعة والنهضة, وكانت نفس القرية قد ودعت أحد أبناءها ويدعى أشرف شعبان فى أحداث منصة النصب التذكارى بالقاهرة, وخلال المسيرات توعد المشيعون بالقصاص لجميع الشهداء. يذكر أن محافظة الفيوم قد فقدت أكثر من 35 من أبناءها فى أحداث الأمس بحسب الإحصاءات الرسمية وأكثر من 200 مصاب الكثير منهم فى حالة خطرة, إضافة إلى العشرات من ضحايا أحداث رابعة العدوية والذين لم يتم التعرف عليهم حتى الآن.