اعتبرت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أن الزيارة التي قام بها وفد من جماعة الإخوان المسلمين في مصر لقطاع غزة خطوة تاريخية سببت الرعب لإسرائيل. وقالت الصحيفة: "هذه الزيارة تشير إلى حدوث تحول كبير في سياسية القاهرة تجاه الإسلاميين بعد عقود من التهميش والاضطهاد خلال حكم الرئيس المصري السابق حسني مبارك". وأضافت الصحيفة: "وفد من جماعة الإخوان المسلمين في مصر زار قطاع غزة للمرة الأولى السبت منذ تولي حماس قيادة القطاع، والتقى الوفد بقيادات حماس وشاركوا في الاحتفال بتحرير الأسرى بعد نجاح صفقة التبادل مع إسرائيل والتي تحرر بموجبها 1027 أسيرا مقابل جلعاد شاليط". وقال الوفد في تصريحات صحفية: "جئنا للمشاركة في الفرحة بإطلاق سراح الإخوة الفلسطينيين.. ونحن فخورون بهم.. لقد أثبتت المقاومة نفسها". وصرح محمود غزلان، المتحدث باسم الجماعة في القاهرة: "هذه هي أول زيارة لوفد من الإخوان لغزة.. فسابقا لم يكن مسموحًا لنا بأن نذهب إلى هناك على الإطلاق". وتعتبر هذه هي الزيارة الرسمية الأولى لوفد من الإخوان منذ سيطرة حركة حماس على القطاع في 2007، وكان مبارك يمنع أي زيارات للإخوان أو غيرهم للقطاع، وحاول التوسط بين حركة حماس وفتح للتوصل لمصالحة لكن هذا التوسط فشل. وكانت تسيبي ليفني - رئيسة حزب "كديما" وزيرة الخارجية "الإسرائيلية" السابقة - قد انتقدت صفقة تبادل الأسرى التي تم بموجبها الإفراج عن الجندي "الإسرائيلي" جلعاد شاليط بعد احتجاز دام لأكثر من خمس سنوات بقطاع غزة مقابل إطلاق أكثر من ألف أسير فلسطيني بالسجون "الإسرائيلية". وأضافت في مقابلة نشرتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن "إسرائيل اليوم أضعف وحماس أقوى، وليس بإمكان أحد أن يناقش ذلك"، في إشارة إلى خروج الحركة الفلسطينية التي تسيطر على قطاع غزة منتصرة من الصفقة التي حظيت بتأييد غالبية أعضاء الحكومة "الإسرائيلية". وتابعت: صفقة التبادل أدت إلى "تزايد قوة حماس، والصفقة ضاعفت قوتها، وانظر إلى ما يحدث عندنا، فجأة أصبحنا نَصِفُ كبير الإرهابيين بأنه رئيس أركان حماس (في إشارة إلى قائد كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكري لحماس، أحمد الجعبري)، ماذا يعني رئيس أركان حماس؟ هذا يمنحهم شرعية".