قال متحدث عسكري من الحكومة الليبية، اليوم الخميس، إن المعتصم ابن العقيد الليبي معمر القذافي فرّ من مدينة سرت، مسقط رأس والده، ويعتقد أنه اتجه إلى الجنوب. كر وفر وقال أحمد باني، المتحدث باسم وزارة الدفاع، إن آخر معلومة وصلت لنا ليلة أمس تفيد بأن المعتصم فرّ منذ يوم الأحد الماضي من مدينة سرت باتجاه الجنوب، موضحاً أنه تم التأكد من تلك المعلومات من أحد أفراد كتائب القذافي الذي ألقى القبض عليه. يأتي ذلك في الوقت الذي تواصل فيه قوات المجلس الانتقالي الليبي قصف مواقع قوات معمر القذافي في سرت، بيينما احتدمت المعارك في غرب البلاد، غداة اجتماع عقده حلف الأطلسي وجدد فيه التأكيد على مواصلة عملياته في ليبيا حتى انتهاء المعارك. وبات المجلس الانتقالي الذي أطاحت قواته بنظام القذافي تترقب سقوط هذه المدينة الرمز التي تبعد 360 كلم شرق طرابلس قبل إعلان “تحرير” البلاد تماماً. لكن على الأرض مازالت قوات القذافي تقاوم بشراسة في المدينة المحاصرة وترغم مقاتلي المجلس الانتقالي على خوض حرب شوارع تحت خطر القناصة المتربصين بهم. وتدور معارك عنيفة الخميس في شمال شرق المدينة، حيث شن أنصار النظام السابق هجوماً مضاداً ليل الأربعاء الخميس في محاولة لفك الحصار الذي يحكمه عليهم منذ منتصف سبتمبر/أيلول مقاتلو السلطات الليبية الجديدة. وقال الضابط في قوات المجلس الانتقالي نجيب مسماري لوكالة فرانس برس إن مقاتلي القذافي “يمارسون الكر والفر ويغيرون باستمرار مواقعهم. إنهم يستعملون هذا التكتيك ليوهمونا بأنهم يتقدمون نحونا لفك الحصار”. وتمكّن مقاتلو المجلس الانتقالي ظهر اليوم الخميس من صدّ تقدم قوات القذافي على جبهة شمال شرق المدينة ودخلوا الى الأزقة بين منازل المنطقة، حيث خاضوا حرب شوارع مع قوات القذافي رغم الصواريخ ورصاص القناصة. والمعارك متواصلة ايضاً في غرب وجنوب المدينة، حيث ارتفعت أعمدة من الدخان شاهدها مراسل “فرانس برس”.