أصدرت مشيخة العقل الدرزية في لبنان بيانًا تحذيريًا يوم الخميس، محذرة من المشاركة في زيارة دينية مرتقبة إلى إسرائيل، وذلك بعد ورود أنباء عن نية وفد ديني درزي سوري التوجه إلى هناك. جاء هذا الموقف في إطار التشديد على رفض التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، وتحذير رجال الدين الدروز من العواقب المترتبة على مثل هذه الخطوة. بيان مشيخة العقل جاء في البيان الصادر عن المكتب الإعلامي لمشيخة العقل في لبنان: "بعد إعلامنا بالدعوة الموجّهة إلى مشايخ حضر وإقليم البلّان لزيارة الأماكن المقدسة في الأراضي المحتلة، فإننا نحذّر الأخوة اللبنانيين، وبالأخص رجال الدين الدروز، من مخاطر الانجراف العاطفي وتبعات المشاركة في مثل هذه المناسبات". كما شدد البيان على أن المحاسبة الدينية ستكون صارمة، وسيتم رفع الغطاء بالكامل عن كل من يخالف هذا التوجه. ترحيب إسرائيلي بالوفد الدرزي السوري في المقابل، أشاد موفق طريف، الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل، بزيارة الوفد الديني الدرزي من سوريا، معتبرًا إياها "لحظة تاريخية". وأوضح طريف أن هذه الزيارة، المقرر إجراؤها يوم الجمعة، ستكون الأولى من نوعها منذ 50 عامًا، حيث لم يتمكن شيوخ دروز سوريا من زيارة إسرائيل منذ حرب 1973. الحدود تفتح تدريجيًا أمام الدروز السوريين تزامنًا مع هذه الزيارة، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس عن قرار يسمح للعمال الدروز السوريين بالدخول إلى إسرائيل، في خطوة اعتبرها البعض بمثابة فتح محدود للحدود لأول مرة منذ اندلاع الحرب السورية. تأتي هذه التحركات وسط توترات متزايدة، لا سيما بعد الغارات الإسرائيلية الأخيرة على دمشق، والتي تزيد من تعقيد المشهد السياسي والعسكري في المنطقة. دروز الجولان بين الانتماء والواقع السياسي يعيش نحو 24 ألف درزي في هضبة الجولان المحتلة، التي استولت عليها إسرائيل من سوريا عام 1967، ثم ضمتها بشكل أحادي في 1981، وهو الإجراء الذي لم تعترف به الأممالمتحدة ومعظم دول العالم. في ظل هذه الأوضاع، يجد دروز الجولان أنفسهم في موقف صعب بين الانتماء الوطني السوري والتأثيرات الإسرائيلية المتزايدة في المنطقة. هل تستخدم إسرائيل ورقة الأقليات؟ تزامنت التحركات الإسرائيلية الأخيرة مع إعلان بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع كاتس عن توجيه الجيش للاستعداد للدفاع عن بلدة درزية بالقرب من دمشق، في خطوة وصفها البعض بأنها محاولة جديدة لاستغلال ورقة الأقليات في المواجهة مع الحكومة السورية. يبقى السؤال: هل ستفتح هذه الزيارة الباب لمزيد من التقارب، أم ستواجه برفض حاسم من أبناء الطائفة الدرزية في سورياولبنان.