أعمال التشويق لا تستهدف الشباب فقط والجمهور يُقدر العمل المتقن فنيًا قدمت مسلسلًا ناجحًا على المستويين الجماهيرى والنقدى درة واحد من أهم نجمات جيلها، واللاتى صنعن نجومية كبيرة من خلال العديد من الأعمال الناجحة، وتكللت نجاحاتها بمسلسل «المتهمة» والذى لاقى نجاحًا كبيرًا على مستوى الجمهور والنقاد، وحقق أصداء جيدة، ليجعلها تحمل على عاتقها مسئولية الاختيارات المقبلة، بعد البطولة المطلقة. ومن خلال الحوار التالي؛ تخبرنا درة عن مسلسل المتهمة، والنجاح الذى حققه العمل، وهل تميل لأعمال الإثارة والتشويق، وما المختلف فى جمهور المنصات، وهل تعاطفت مع شخصية «نورهان» التى قدمتها فى المسلسل، وبعض التفاصيل حول اختيارات العقل والقلب، كان لنا هذا الحوار: ■ كيف استقبلت نجاح مسلسل «المتهمة»؟ - الحمد لله كنت سعيدة للغاية بالنجاح الذى حققه المسلسل، فيمكن أن أقول إن هذا النجاح لامس قلبى، وفخورة أننى كنت جزءًا من مسلسل مهم، بل كونه عودة لى للبطولات المطلقة من خلال هذا العمل المختلف والمهم على حدٍ سواء، فأن يحقق العمل صدى وحده هذا غير كاف بالنسبة لى، فهناك أعمال تحقق أصداء ولكن يكون الجمهور مستاء من هذا العمل، ولكن ردود الأفعال كانت إيجابية، والجمهور كان يناقش ويتحدث عن تفاصيل داخل العمل فنية، وهذا يعكس مدى تفاعلهم، وليس مجرد تفاعل بل توحد مع الأحداث والشخصيات، وهى الدرجة القصوى فى وصول العمل للمشاهدين، وحتى أن هناك عدة مقالات أسعدتنى للغاية، والحمد لله أولا وأخيرا، ويشارك درة فى بطولة المسلسل كل من دياب، وعلى الطيب، عادل كرم، أسامة عباس، محمد عبد العظيم، عاطف عمار محمود غريب، ريم عبد الحليم، مارك حجار، ومجموعة من نجوم مصر والعالم العربى ومن تأليف وإخراج تامر نادى. ■ لكن كان هناك الكثير من المقالات النقدية هذه المرة التى تحدثت عن العمل.. فما سببها بوجهة نظرك؟ - بالفعل قد شاهدت العديد من المقالات النقدية والتى أثنت على مسلسل «المتهمة»، وهذا أيضًا يعكس جزءًا من نجاح العمل عند المختصين، وببساطة أجد أن سبب ذلك هو جودة العمل الفنية، فنحن فى هذا العمل حاولنا أن نقدم عملًا جيدًا، وذا جودة فنية، وهو ما يُعد جزءًا من احترامنا للمشاهدين بكل فئاته، سواء كانوا نقادًا، أو صحفيين أو متخصصين أو صناعًا، أو جمهورًا عاديًا يحب الدراما ويشاهدها، لذلك كان هذا النجاح جزءًا من احترامنا لهم وتقديمنا لعمل له جودة فنية. ■ رغم عرض المسلسل على منصة «شاهد» إلا أنه لاقى نجاحًا كبيرًا فى الشارع.. فما السر؟ دعنا فى البداية نتحدث عن طبيعة جمهور المنصات، وهو جمهور يشاهد الأعمال الأجنبية بكثرة، وهو جمهور متطور ولا تجذبه أى أعمال، كونه طوال الوقت يتابع أعمالًا من مختلف بلدان العالم، وهو الأمر الذى سهلته المنصات وجعلت المشاهد بكبسة زر يتمكن من مشاهدة عمل من أى دولة فى العالم، فهو جمهور متشبع بجودة الأعمال، لذلك أن ينال العمل إعجابه يترجم أنه كان على نفس المستوى المطلوب، والنوعية التى يفضلونها. ■ لكن الذهاب لأعمال الغموض والتشويق هو الاختيار الأصعب.. أليس كذلك؟ - بالفعل فجمهور المنصات يميل لأعمال الإثارة والتشويق، وهذه النوعية يجب أن تقدم بحرفية شديدة، سواء على صعيد القصة، والإخراج، والتمثيل، والديكور، هناك عوامل أخرى تساهم فى نجاح العمل من عدمه منها الحبكة أيضًا التى يجب أن تكون مكتوبة بعناية شديدة، وتراعى الجمهور الذى يحب تلك النوعية، ويعرفها جيدًا لذلك هو الخيار الأصعب، ولكنى أحبه للغاية، وأحب تلك النوعية من الأعمال. ■ إذا جزء من أنك تميلين لتلك النوعية من الأعمال هو أن كثيرًا من جمهور المنصات الشباب يفضلونها؟ - بالتأكيد ليس من هذا المنطلق، فسبق وقدمت مسلسل بلا دليل وكان ينتمى للدراما الطويلة، بعكس مسلسل المتهمة الذى يدور فى عشر حلقات، ولم يُعرض المسلسل عرض أول على منصة بالعكس كان يُعرض على الفضائيات، لذلك أنا لم أقدم فقط لهذا الغرض مسلسل تشويق وغموض، بل أنا أحب تلك النوعية من الأعمال فى الأصل، كما أن لها جمهورًا، وليسوا فقط من الشباب، بل هناك طبقات جمهور مختلفة تحب وتفضل تلك النوعية. ■ هل تعاطفت مع شخصية «نورهان» أم فى وقت ما كنت ضدها.. ولماذا؟ - الحقيقة أننى كدرة، لكى أتقمص الشخصية لا يمكن أن أصدر عليها الأحكام، أو أضعها فى موقع المتهمة التى تحاكم أحدهم على أخطائه، بالعكس أنا يجب أن أصدق الشخصية، وأصدق دوافعها ومبررات لأفعالها، وأصدق أن التصرف الذى صدر عنها فى موقف ما هو ما يمكن أن ينبع منها، ولكن أنا لا أتشابه معها، وردود أفعالى فى ظروفها ستكون مختلفة تمامًا، ولكن الجمهور الذى يشاهد العمل هو ما سيعيش حالة التعاطف تارة، والهجوم أخرى، وهذا أمر طبيعى وصحى، ولكن لست أنا. ■ الشخصية كانت مليئة بالمشاعر والغموض.. هل يستلزم معك بناء الشخصية بتفاصيلها وقتًا لتكون أكثر صدقًا؟ - لا يتطلب سوى التحضير الجيد للشخصية، فالشخصية الرئيسية فى أعمال الدراما والغموض تحتاج أن يكون فى بنائها دائمًا تفاصيل غامضة، سواء نظرات الأعين، أو نبرة الصوت التى يظهر من ورائها سرًا ما، أو حتى لغة الجسد، والتى تكون غير متناغمة مع حوار الشخصية، فتعطى الجمهور شعورًا أن هناك ما تخفيه تلك الشخصية، وهذا مطلوب فى تلك الأعمال، أن يظل الجمهور يتساءل بالمصطلح الدارج عند المشاهدين «شكلها مخبية حاجة»، فى تعبير عن الشك فى الشخصية والتفاصيل التى يبدو أنها تخفيها، وكل هذا مطلوب فى تلك النوعية من الأعمال، وهذا بكل تأكيد أمر صعب أن يظل الفنان يبنيه، ويخفى بعضه، ويظهر بعضه، ولكنه يظل فى النهاية ممتعًا أن نقدم تفاصيل مركبة للشخصية وأنا أميل للشخصيات المركبة فى أعمالى. اختبارات القلب أم العقل.. ■ هل لو خيرت بين المال والحب ماذا تختارين؟ - أنا فى حياتى اخترت الحب عن المال. ■ هل تسامحين صديقة تسببت لك فى ضرر أم لا يمكن أن تسامحينها؟ - أسامحها لو هى بالفعل صديقة وتسببت فى ضرر ولكن دون قصد، أو عن عدم عمد، أما لو كانت تقصد ذلك وتعمدت أن تضرنى، فذلك يجعلنى أقطع علاقتى بها تمامًا. ■ دور دخل قلبك ولكنه مساحته صغيرة.. تقبلينه أم لا؟ - بكل تأكيد وحتى الآن أنا أقوم بذلك، ليس فى كل الحالات، ولكن هناك بالفعل أدوار تستفزنى كفنانة وأجسدها حتى لو كانت مساحتها صغيرة، وفى النهاية أرى أنه لا يوجد دور صغير ودور كبير بل يوجد ممثل كبير وممثل صغير، والممثل بالكاريزما التى يمتلكها يعلى الدور الصغير. ■ ما الذى تحضرين له فى رمضان المقبل؟ - لقد تعاقدت بالفعل على البطولة النسائية لمسلسل «الأجهر» مع النجم عمرو سعد، وسنبدأ التحضير له الفترة المقبلة ليكون جاهزًا للعرض فى رمضان 2023.
