ارتفعت أسعار النفط ، لأعلى مستوياتها في عام، لتواصل تسجيل مكاسب قوية بفضل مؤشرات على نمو اقتصادي في الولاياتالمتحدة واستمرار تعهد منتجين بكبح إمدادات الخام، ليحقق خام برنت مكسب أسبوعي 8 %. وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 29 سنتا أو ما يعادل 0.5 في المائة، إلى 56.52 دولار للبرميل بعد أن لامست المستوى المرتفع البالغ 56.84 دولار وهو أعلى مستوياتها منذ 22 (يناير) من العام الماضي. ووفقا ل"ويترز"، قالت فاندانا هاري محللة الطاقة لدى فاندا إنسايتس "زيادة الثقة بتحسن الاقتصاد العالمي والتعافي الوشيك للطلب على النفط حافزان كبيران للخام". وأضافت: "في الوقت الحالي، يعزز الشح المتزامن للإمدادات بسبب التخفيضات السعودية الإضافية الأجواء المواتية، ربما يكون برنت في طريقه صوب المستوى المهم البالغ 60 دولارا". وتشجعت الأسواق بفضل طلبيات على السلع الأمريكية أقوى من المتوقع في (ديسمبر)، ما يشير إلى قوة قطاع الصناعات التحويلية، والآمال في موافقة سريعة من جانب المشرعين على خطة لتخفيف تداعيات كورونا يقترحها الرئيس الأمريكي جو بايدن بقيمة 1.9 تريليون دولار. وقال مايكل مكارثي كبير استراتيجيي السوق لدى "سي.إم.سي ماركتس" "امتثال أوبك+ إيجابي حقا" في إشارة إلى منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء بقيادة روسيا. وبين أن دعم التحالف لتخفيضات كبيرة للإمدادات ساهم في خفض مخزونات النفط العالمية المتضخمة، مضيفا "بعد ذلك حين نرى مؤشرات على نمو اقتصادي أفضل، فإن الأسعار سترتفع وتنطلق". وأبقت «"أوبك+" على سياستها لإنتاج النفط في اجتماعها الدوري لمتابعة تطورات السوق، وذلك في مؤشر على رضا المنتجين حيال إسهام تخفيضاتهم الكبيرة في تقليص المخزونات على الرغم من عدم وضوح توقعات تعافي الطلب مع استمرار الجائحة. وقال بيان صدر عن لجنة المراقبة الوزارية المشتركة ل"أوبك+" في اجتماعها ال26 عن بعد، إن اللجنة "متفائلة حيال تحقيق تعاف في 2021"، مؤكدة دور المساهمات الإيجابية المستمرة للتحالف في دعم إعادة التوازن إلى سوق النفط العالمية عقب اندلاع جائحة كورونا. وأشادت اللجنة مع التقدير، بتعديل الإنتاج الطوعي المهم الذي قامت به السعودية، الذي بدأ في 1(فبراير) ويستمر لمدة شهرين، الذي يجسد الدور القيادي للمملكة في سوق النفط، ويؤكد الحاجة إلى نهج استباقي مرن يتبناه جميع أعضاء إعلان التعاون. وأضاف البيان "أنه على الرغم من استمرار الضبابية، التي تكتنف التوقعات الاقتصادية والطلب على النفط في الشهور المقبلة، فإن التوزيع التدريجي للقاحات في أنحاء العالم عامل إيجابي لما يتبقى من العام، إذ يدعم الاقتصاد العالمي والطلب على النفط". وفي بيانات رسمية، أعلنت وكالة الطاقة الأمريكية انخفاض المخزونات التجارية في البلاد بنحو 1.0 مليون برميل، خلال الأسبوع المنتهي في 29 (يناير)، في ثاني انخفاض أسبوعي على التوالي، لتتجاوز توقعات السوق انخفاضا بنحو 0.6 مليون برميل. وعلى حسب تلك البيانات، انخفض إجمالي المخزونات التجارية في الولاياتالمتحدة إلى نحو 475.6 مليون برميل، الذي يعد أدنى مستوى منذ الأسبوع المنتهي في 27 (مارس) 2020، في علامة إيجابية لمستويات الطلب المحلي في أكبر مستهلك للوقود في العالم. وبالنسبة للإنتاج الأمريكي، فقد استقر الأسبوع السابق دون أي تغيير يذكر، ليستمر إجمالي الإنتاج عند 10.9 مليون برميل يوميا، الذي يعد أدنى مستوى منذ الأسبوع المنتهي 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. من جانب آخر، ارتفعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 57.72 دولار للبرميل الأربعاء مقابل 56.80 دولار للبرميل في اليوم السابق. وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس إن سعر السلة، التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء بالمنظمة حقق رابع ارتفاع له على التوالي، وأن السلة كسبت نحو دولارين، مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 55.31 دولار للبرميل. وقال دارميندرا برادان، وزير النفط الهندي في وقت سابق، إن زيادة أسعار النفط قد تضر التعافي الاقتصادي في أعقاب جائحة كوفيد - 19، التي تسببت في انكماش معظم الاقتصادات في العام الماضي. وزادت أسعار الخام العالمية إلى أعلى مستوياتها في نحو عام هذا الأسبوع، حيث أدت تخفيضات الإنتاج في منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها، إلى ميل التوازن في السوق نحو حدوث عجز، ما دفع أسعار البنزين إلى الارتفاع لمستويات قياسية في ثالث أكبر بلد مستهلك ومستورد للنفط في العالم. وقال الوزير "على الرغم من أننا لا نحبذ تراجع الأسعار بشدة فإننا أيضا لا ندعم ارتفاع الأسعار بشكل كبير". وتستورد الهند نحو 85 في المائة، من احتياجاتها النفطية ونصف الطلب على الغاز. وأضاف "إذا كان للعالم أن ينمو ككل، لا بد من وجود علاقة داعمة متبادلة بين المنتجين والمستهلكين، من مصلحة المنتجين أن تواصل الاقتصادات المعتمدة على النفط النمو بثبات". وقال إن الهند تنوع مواردها من الطاقة وسط اعتماد على منتجي الشرق الأوسط في استيراد مصادر الطاقة، مضيفا أن البلد يرى "إمكانية ضخمة" لتعزيز العلاقات مع الولاياتالمتحدة، في الأساس في واردات الغاز الطبيعي المسال. وذكر أن الولاياتالمتحدة واحدة من بين أكبر عشرة موردين للخام إلى الهند.