كشفت حيثيات حكم المحكمة التأديبية العليا بمجلس الدولة عن مفاجآت مثيرة في قضية انقطاع الممثل رامز جلال لمدة 6 سنوات رغم تقاضيه كافة مستحقاته المالية عن تلك الفترة، وصدور إقرارات الأداء الشهرية الخاصة به بتقدير ممتاز. وأوضح الحكم القضائي الصادر عن المحكمة التأديبية العليا بمجلس الدولة في القضية رقم 250 لسنة 61 قضائية عليا وقائع فساد مالي وإداري من العيار الثقيل داخل جدران المسرح القومي والبيت الفني للمسرح، عوقب على إثرها رئيس الإدارة المركزية للمسرح القومي ومدير عام البيت الفني للمسرح، ومسئول الحضور والاانصراف بعد ثبوت تسترهم على انقطاع الممثل "رامز جلال" لمدة 6 سنوات، رغم تقاضيه كافة مستحقاته المالية عن تلك الفترة. وأشارت المحكمة عبر أسباب حكمها إلى أن وقائع الدعوى تتخلص فيما تضمنه بلاغ قطاع شئون الانتاج الثقافي والمتضمن ما إنتهي اليه التحقيق الاداري رقم 88 لسنة 2016 بشأن شكوى طارق خليل محمود، عضو الإدارة القانونية بالبيبت الفني للمسرح بشأن وقائع صرف مستحقات مالية للفنان رامز جلال رغم إنقطاعه عن العمل ووجوده خارج البلاد لفترات طويلة منذ عام 2010 حتي 2016، والتواطؤ في عدم إحالة واقعة إنقطاع الفنان المذكور الى النيابة الادارية وموافقة السلطة المختصة علي الاحالة وحققت النيابة الادارية في هذا البلاغ بموجب القضية رقم 238 لسنة 2017 وباشرت التحقيق مع المخالفين ومواجهتهم بما هو منسوب إليهم، واستمعت لمن إرتات سماع اقوالهم من الشهود وانتهت النيابة الإدارية في ختام تحقيقاتها إلى قيد الواقعة مخالفة مالية وإدارية في حقهم، وطالبت بمحاكمتهم تأديبيًا عما نُسب إليهم طبقًا للقيد والوصف ومواد القانون الواردة تفصيلًا بتقرير الإتهام وأضافت: المخالفات المنسوبة للمحال لبيب محمد لبيب، مسئول دفتر الحضور والانصراف للفنانين بالبيت الفني للمسرح والمتمثلة في إهماله في الاشراف علي سجل الحضور والانصراف الخاص بفناني البيت الفني للمسرح مما أدي الي التوقيع بإسم رامز جلال في ذلك السجل وصرف راتبه خلال الفترة من 2010 حتي 2016 دون وجه حق ودون إتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة تابعت: الثابت من التحقيقات التي أجريت مع المحال الأول لبيب محمد لبيب مسئول سجل الحضور والانصراف بالبيت الفني للمسرح وبمواجهته بما هو منسوب اليه أقر بما نسب اليه مقررًا بانه لم يتخذ الإجراءات اللازمة قانونًا كون صاحب واقعة الانقطاع شخصية عامة مشهورة، كما أضاف بأن المستحقات المالية التي تم صرفها للفنان المذكور تم إرجاعها مع تقديمه لاستقالته وكشفت التحقيقات واقوال المحالين والشهود أن ما نسب الى المحال ثابت قبله ثبوتا يقينيًا بإعترافه بالاتهام المسند اليه إعترافًا صريحًا بعدم قيامه باتخاذ الاجراءات الواجبة قانونا قبل واقعة انقطاع الفنان رامز جلال عن العمل لمدة تربو علي الست سنوات حال كونه فنان شهير على حد قوله بالتحقيقات، ومن ثم فإن المحكمة تعول عليه وتستند إليه فى إثبات ارتكابه للمخالفة المنسوبة إليه التى تضحى، والحال كذلك، ثابتة فى شأنه ثبوتا يقينيا، بما يشكل ذنبا إداريا يتعين مجازاته عنه واستكملت: المخالفة المنسوبة للمحال يوسف إسماعيل يوسف مدير عام البيت الفني للمسرح، بالمسرح القومي القومي، بدرجة "فنان قدير" والمتمثلة في إعتماده قرارات الأداء الشهرية لرامز جلال واعتمد تقارير الكفاية السنوية بتقدير ممتاز رغم إنقطاعه عن العمل مما أدي الي صرف مبالغ مالية دون وجه حق أردفت: بسؤاله وبمواجهته بما هو منسوب اليه أنكر الاتهام المنسوب ودفع بأن تولي المسئولية بتاريخ 1012015، وما قرر بأنه عندما تولي المسئولية كان هناك مساعي لحل المشكلة الخاصة بالفنان رامز جلال واسفرت عن تقديم الفنان المذكور لاستقالته ورد المبالغ التي صرفت له وأكدت المحكمة أن عدم تولي المحال مسئولية البيت الفنى للمسرح كرئيس للفرقة المسرحية إلا بتاريخ 1012015 ليس من شأنه أن يعفيه من المسئولية، ذلك أن الممثل رامز جلال ظل منقطعًا عن العمل، واعتماد المحال لتقرير الكفاية للممثل المذكور عن عام 2015 مانحًا اياه تقدير (ممتاز) بداعي الالتزام الوظيفي علي الرغم من عدم تواجده في العمل خلال هذا العام وما قبلها من أعوام رغم عدم أدائه لأية أعمال مسرحية تصلح سندًا للتقييم، وهو ما يؤكد بجلاء انحراف المحال عن جادة الصواب ومجاملة الفنان المذكور علي حساب جهة عمله التي كُلف المحال برئاسته، أما وأن المحال قد حاد عن ذلك فانه يكون خارجًا علي مقتضيات الواجب الوظيفي ومرتكبًا لذنبًا تأديبيًا يتعين مجازاته عليه وشددت المحكمة على أن المحال أقر بالمخالفة المنسوبة اليه علي سند من القول بقيام رامز جلال بتقديم استقالته ورد ما صرف له من مبالغ بدون وجه حق، وهو ما قدره المحال بعدم جدوي إحالة الموضوع الي النيابة الادارية للتحقيق فيها علي الرغم من توصية الشئون القانونية له بكتابها المحال اليه بوجوب احالة المخالفات الي النيابة للتحقيق فيها، وهو دفع لا يصادف الحقيقة لان قيام المحال بؤأد المخالفة دون تحقيق لاثبات مسئولية المختصين عن فترات واقعة انقطاع الفنان المذكور وصرفه لمبالغ مالية دون وجه حق يؤدي الي انفراط عقد الوظيفة داخل البيت الفني للمسرح لعدم معاقبة المسئول عن تلك المخالفات، والتي ترتب عليها إهدار للمال العام الذي كُلف المحال بالحفاظ عليه، حتي ولو تم جبر تلك الاضرار بالاستقالة ورد المبالغ، فكان يتعين عليه ان يهب لمحاسبة المقصرين حتي لا يتكرر مثل هذا الفعل مرة أخري، أما وانه لم يقم بذلك فإنه يكون مرتكبًا لذنبًا تأديبيًا يتعين مجازاته عليه