قال الكاتب المتخصص في الشأن الليبي عبد الستار حتيتة إن مصر لديها خبرة كبيرة في التعامل مع العسكريين والسياسيين الليبين وتبذل جهدا كبيرا لتوحيد الصفوف بين جميع الأطراف الليبية. وأضاف في مداخلة مع الإعلامي أحمد موسى ببرنامج على مسئوليتي المذاع على قناة صدى البلد، أن اجتماع اليوم بين الأطراف الليبية المتنازعة والذي أقيم في الغردقة انتصار للدبلوماسية المصرية وتأسيس لمرحلة جديدة في الأزمة الليبية. وتابع أن اجتماع الغردقة يهدف إلى توحيد المؤسسة العسكرية الليبية وما يحدث في الغردقة من حوار بين الليبين مكسب كبير وسيسساهم في حقن دماء الشعب الليبي. وأوضح أن تركيا فشلت في اقناع أوروبا بسحب ملف توحيد الجيش الليبي من مصر في ظل نجاح مصر في إيقاف الحرب بين الليبين رغم تضليل قناة الجزيرة مشيرا إلى أن كل الحلول الليبية تعتمد على إعلان القاهرة وان القرارات التي ستصدر ستقضي على الميليشيات في ليبيا. وفي وقت سابق، أعربت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا عن امتنانها للحكومة المصرية على جهودها في تسهيل المحادثات الليبية في مدينة الغردقة الساحلية، وذلك في إطار المحادثات المستمرة للجنة العسكرية المشتركة 5 + 5. وتحتضن الغردقة اجتماعا أمنيا ليبيا - ليبيا، يبحث ترتيبات ضمان أمن المؤسسات والمنشآت النفطية والبنية التحتية، من خلال تأسيس لجنتين عسكريتين من الشرق والغرب الليبي، والعمل على تشكيل قوة عسكرية موّحدة في البلاد. وتتطلع بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا إلى أن تؤدي هذه اللقاءات المباشرة إلى نتائج إيجابية، على أن تعرض هذه النتائج على اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة 5 + 5. ويأتي اجتماع الغردقة بين الأطراف العسكرية الليبية، ضمن محادثات اللجنة العسكرية المشتركة لليبيا والمعروفة باسم 5 + 5 والمنبثقة عن مخرجات مؤتمر برلين لبحث الملفات الأمنية والعسكرية، بهدف الوصول إلى تشكيل قوة مشتركة وتوحيد المؤسسة العسكرية. وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد استقبل، الأربعاء، رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، وقائد الجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، وذلك بحضور رئيس المخابرات العامة، عباس كامل. ووفق المتحدث باسم الرئاسة، بسام راضي، فقد "اطلع السيسي خلال اللقاء على التطورات في ليبيا وجهود كافة الأطراف لتنفيذ وقف إطلاق النار الميداني من جهة، وعلى الجهود الليبية لدفع عملية السلام برعاية الأممالمتحدة من جهة أخرى". وجرى اللقاء في سياق الجهود المصرية المستمرة لتحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا ودعم شعبها في الحفاظ على سلامة ومقدرات البلاد في مواجهة التنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة وتقويض التدخلات الخارجية. ورحب السيسي في بداية اللقاء بالقادة الليبيين، مؤكدا على موقف مصر الثابت من دعم مسار الحل السياسي للأزمة الليبية بعيدا عن التدخلات الخارجية، والترحيب بأية خطوات إيجابية تؤدي إلى التهدئة والسلام والبناء والتنمية. كما أثنى على الجهود والتحركات التي قام بها عقيلة صالح لدعم المسار السياسي وتوحيد المؤسسات التنفيذية والتشريعية في ليبيا، كما ثمن سيادته موقف المؤسسة العسكرية بقيادة المشير خليفة حفتر في مكافحة الإرهاب والتزامه بوقف إطلاق النار. ودعا كافة الأطراف للانخراط الإيجابي في مسارات حل الأزمة الليبية المنبثقة من قمة برلين برعاية الأممالمتحدة (السياسي والاقتصادي والعسكري والأمني) وإعلان القاهرة وصولًا إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ستتيح للشعب الليبي الاستقرار والازدهار والتنمية. وأعرب الرئيس عن ترحيبه بالتعاطي الإيجابي الملموس لكافة الأطراف سواء في شرق أو غرب ليبيا مع آليات حل الأزمة، داعيًا كافة الأطراف الليبية لتوحيد مواقفهم للخروج من الأزمة الراهنة وإعلاء مصلحة الوطن فوق كافة الاعتبارات.