قال الشيخ الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن سيدنا موسى-عليه السلام- حينما أسرى ببني إسرائيل، واجه البحر أمامه وفرعون وجنوده خلفه وكانوا بني إسرائيل يصرخون، وكان موسى يقول لهم: " كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ". وأضاف "جمعة"، خلال حواره ببرنامج "مصر أرض الأنبياء، المذاع عبر قناة مصر الأولى، اليوم الثلاثاء، أنه كان هناك فتى ملازم لسيدنا موسي يدعى يوشع بن نون، والراجح انه كان نبيًا، وكان في مصر، استقل فرسه تجاه البحر حيثما أشار سيدنا موسى، وقال: "قال لي ربي هنا"، فوجد الفرس لا يسير، فعاد للخلف، حتى نزل الوحي فقال له " فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ"، وقيل في بعض التفسير أنه فتح لهم 12 طريق على عدد العائلات الأسباط أولاد سيدنا يعقوب. وتابع مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، أن فرعون وجنوده بعدما الحقوا ببني إسرائيل وهم في منتصف البحر انطبق عليهم، فقال فرعون آمنتُ بالذي أمنت به بني إسرائيل، منوهًا بأن فرعون نجي ببدنه، ورغم غرقه وهلاكه إلا أن المياه لفظت جسده على الشاطئ، مستدلًا على ذلك بقول الله سبحانه وتعالى:" فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ۚ"، موضحًا أن جسد فرعون تم تحنيطه، منوهًا بأنه عندما تم إجراء اختبارات على جثة رمسيس الثاني وجدوه مات باسفكسيا الخنق الناتج عن الغرق، ووجدوا بعض الأعشاب البحرية الموجودة بداخله؛ للتأكيد على أن هذا هو فرعون. وقال الشيخ الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن هامان ذكره الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم مع فرعون وكأنه مساعده أو رئيس وزراءه أو قائد جيوشه وكبير المهندسين، وكان هامان وفرعون وجنوده في حالة ظلم وطغيان وفساد؛ ولذا أغرقهم الله سبحانه وتعالى في اليم. وأضاف "جمعة"، خلال تصريحات سابقة للبرنامج، أن هامان اسمه موجود في القرآن الكريم صراحة دون غيره من الكتب المقدسة الأخرى، فهو لا يوجد في الكتاب المقدس، ولكنه يوجد في بعض البرديات والكتب القديمة، واعتبرها العلماء معجزة للقرآن الكريم، وهي كلمة باللغة الهيروغليفية تعني كبير المهندسين وليس اسمه، ولذا طلب منه فرعون بناء صرح له، في قول الله سبحانه وتعالى: "وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ"، فكان يريد إقامة دليل أمام الشعب أن موسى يعبد من لا يُري وفقًا لعقليته في خطابه للعموم، وطلبه ليس لكونه متحير ويريد معرفة الأسباب فهو يؤمن أن هناك إله، وإنما يقول ذلك لمسائل سياسية يخاطب بها الشعب بعد فشله الذريع امام السحرة في مناظرتهم مع سيدنا موسى عليه السلام. وتابع مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، أن هذا الصرح كان يشبه الهرم 140 متر، ولكن الله سبحانه وتعالى هدم هذا الصرح رغم أن الهرم مازال موجود حتى الآن وكان بعض الصحابة يُصلى أمامه؛ لكون صرح فرعون تم تشييده لإقامة الدليل على عدم وجود الله. وأوضح "جمعة"، أن هامان أغرق مع فرعون في اليم، موضحًا ان معجزة القرآن أنه تحدث عن هامان على أنه كبير المهندسين فقط نسبه لاسمه، ولكن قول الله سبحانه وتعالى: " إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ"، وهذا دليل على أن هامان كان قائد جيوش فرعون.