صرحت الصين، اليوم الخميس، بأنها ستخفض التعريفة الجمركية الإضافية المفروضة على 1717 سلعة أمريكية إلى النصف العام الماضي بعد توقيع اتفاق المرحلة الأولى، الذي أدى إلى نزع فتيل الحرب التجارية المميتة بين أكبر اقتصادين في العالم، وفقًا لوكالة الأنباء العالمية"رويترز". وفي حين أن الإعلان يرد بالمثل على التزام الولاياتالمتحدة بموجب الصفقة؛ حيث ينظر إليه المحللون أيضًا على أنه خطوة من جانب بكين لتعزيز الثقة وسط تفشي الفيروس الذي عطل الأعمال التجارية وضرب معنويات المستثمرين. ومع ذلك، كان إثارة الشكوك حول التوقعات الفورية هو الاحتمال الذي أثير في تقرير لوسائل الإعلام المحلية من أن بكين قد تستدعي فقرة متعلقة بالكوارث في الاتفاقية التجارية، والتي قد تسمح لها بتفادي التداعيات حتى لو لم تستطع تلبية مشتريات الولاياتالمتحدة المستهدفة بالكامل. كما رحبت واشنطن بخفض التعريفة الجمركية باعتبارها "خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح"، لكنها قالت: إنها تتوقع أن تفي الصين بالتزاماتها بموجب اتفاقية التجارة في المرحلة الأولى على الرغم من تفشي المرض. وقال وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشين لشبكة "فوكس بزنس نتورك"، إننا نراقب الفيروس بعناية، لكن استنادًا إلى المعلومات الحالية، لا أتوقع أن تكون هناك أية مشكلات تفي بالتزاماتها. وقالت وزارة المالية الصينية في بيان، إنه ابتداء من 14 فبراير، سيتم تخفيض الرسوم الجمركية المفروضة على بعض السلع إلى 5 ٪ من 10 ٪ وغيرها خفضت إلى 2.5 ٪ من 5 ٪. ولم تذكر الوزارة قيمة البضائع التي تأثرت بالقرار، لكن المنتجات التي تأثرت بالقانون الجديد هي من بين 75 مليار دولار من البضائع التي تأثرت بالتعريفات الصينية بنسبة 5 ٪ إلى 10 ٪ من الرسوم الجمركية التي دخلت حيز التنفيذ في 1 سبتمبر. وفي بيان منفصل، صرحت وزارة المالية، بأن تخفيض التعريفة الجمركية يتوافق مع تلك التي أعلنتها الولاياتالمتحدة بشأن البضائع الصينية والتي من المقرر أيضًا أن تبدأ في 14 فبراير، وإن المزيد من التعديلات ستعتمد على تطور الوضع الاقتصادي والتجاري الثنائي. وستؤدي التخفيضات إلى خفض التعريفات المفروضة على فول الصويا من 30٪ إلى 27.5٪، على الرغم من أن بعض المتداولين يقولون، إن التأثير قد يكون محدودًا لأن وسوف تظل التعريفة الجمركية البالغة 25٪ قائمة، وسوف تنخفض الرسوم المفروضة على النفط الخام إلى 2.5٪ من 5٪ التي فرضت في سبتمبر. كما كان من المقرر، أن تبدأ الرسوم الجمركية المتبقية في 15 ديسمبر، ولكن تم تعليقها بسبب الصفقة التجارية المؤقتة. وقال تومي زيه، رئيس أبحاث الصين الكبرى في بنك المؤسسة المصرفية الصينية في الخارج في سنغافورة، إن أي تحرك للتراجع أمر جيد دائمًا، حيث يُظهر الإعلان التزام الصين بتنفيذ الصفقة التجارية للمرحلة الأولى على الرغم من الاضطرابات الناجمة عن تفشي الفيروس مؤخرًا. وعززت الأخبار الأسواق المالية، مما عزز ثقة المستثمرين والشركات في الوقت الذي أثار فيه تفشي الفيروس حالة من عدم اليقين العميق بشأن التوقعات الاقتصادية. وسجل اليوان أعلى مستوى له في أسبوعين، في حين ارتفعت الأسهم الآسيوية والأميركية عقب الإعلان. وقالت وزارة المالية الصينية، إنها تأمل في أن يتمكن كلا الجانبين من الالتزام بالصفقة التجارية وتنفيذها لتعزيز ثقة السوق ودفع تنمية التجارة الثنائية ومساعدة النمو الاقتصادي العالمي. التأخير المحتمل في حين أن التخفيضات التعريفية المقترحة تشير إلى تقدم في العلاقات التجارية بين الصينوالولاياتالمتحدة، إلا أن تفشي الفيروس أثار الشكوك حول مدى السرعة التي يمكن أن تساعد بها اتفاقية المرحلة الأولى في تباطؤ الاقتصاد الصيني، وما إذا كانت بكين ستحقق أهدافًا طموحة للمشتريات الأمريكية. وذكرت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية، في وقت سابق من اليوم، أن بكين تدرس استخدام فقرة متعلقة بالكوارث في صفقة المرحلة الأولى بسبب تفشي فيروس كورونا، نقلًا عن خبير تجاري صيني لم تذكر اسمه قريب من الحكومة. وإحتوي نص الصفقة في المرحلة الأولى على فقرة كارثة تسمح بتأخير التنفيذ في حالة حدوث "كارثة طبيعية أو غير ذلك من الأحداث غير المتوقعة. وقال مسؤول صيني، لم يُصرح له بالتحدث علنًا، إن تفشي المرض سيؤثر على الأرجح على تنفيذ الصفقة التجارية، مع قيود السفر الأمريكية على الصينيين الذين يدخلون الولاياتالمتحدة وحدهم مما يحد من تدفقات التجارة. كما قال وزير الزراعة الأمريكي سوني بيردو، يوم أمس الأربعاء، إن الولاياتالمتحدة يجب أن تكون متسامحة إذا أضعف فيروس كورونا قدرة الصين على زيادة مشترياتها من المنتجات الزراعية الأمريكية بموجب اتفاقية التجارة الموقعة. وصرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشونينغ، عندما سئلت عن تقرير جلوبال تايمز في مؤتمر صحفي لليوم الخميس، أحالت المسألة إلى الإدارات المعنية. وفي أعقاب الصفقة التجارية، توقع بعض المحللين أن الصين سوف تحتاج إلى التراجع عن بعض الرسوم الجمركية على السلع الأمريكية مثل فول الصويا والنفط الخام من أجل الوفاء بالتزاماتها الشرائية، ولكن محللين آخرين قالوا، إن هذه التحركات يمكن أن تخفف أيضا النمو المتعثر في الداخل.
