كشف مسؤولين، اليوم الاحد، أن القوات الأفغانية مدعومة من القوات الأمريكية قتلت اثنين من كبار قادة حركة طالبان وما لا يقل عن 38 من مقاتلي الجماعة المتشددة في غارات جوية مشتركة تمتنفيذها في المناطق الشمالية والغربية من أفغانستان. وقال مسؤول أمني بارز في العاصمة كابول، إن العمليات التي بدأت مساء السبت كانت تهدف إلى إحباط الهجمات التي خططت لها حركة طالبان على القوات الأفغانية. مضيفًا أن الاشتباكات تصاعدت بعد انهيار المحادثات الدبلوماسية بين الولاياتالمتحدة وحركة طالبان. وقالت وزارة الدفاع الأفغانية، في بيان، إن حاكم حركة طالبان المعين لمقاطعة سامانجان الشمالية، مولوي نور الدين، قد قُتل مع أربعة مقاتلين في غارة جوية في مقاطعة دارا الصوف بايان. لكن حركة "طالبان" نفت أن يكون الحاكم قد قُتل، وقال ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم طالبان، في بيان: "هو - نور الدين- حي". وفي حادثة منفصلة، قُتل الملا سيد عظيم، وهو حاكم معين لحركة طالبان في منطقة أنار دارا في غرب فرح، في غارة مشتركة للقوات الأفغانية والأجنبية. وقال محب الله محب، المتحدث باسم شرطة محافظة فرح: "قُتل سيد عظيم مع 34 من المتمردين الآخرين في أنار دارا". وذكر مسؤولين أمنيين كبار في كابول، أن عدة عمليات مشتركة سُتشن ضد مقاتلي حركة طالبان وتنظيم داعش لمنع الهجمات على القوات الأفغانية والمدنيين قبل الانتخابات الرئاسية في 28 سبتمبر. واشتعل القتال في عدة أجزاء من أفغانستان الأسبوع الماضي بعد إلغاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المفاجئ للمحادثات مع طالبان بهدف سحب القوات الأمريكية وفتح الطريق لإنهاء الحرب المستمرة منذ 18 عامًا في أفغانستان. وقتلت حركة طالبان الأسبوع الماضي أربعة من أفراد القوات الخاصة الأفغانية في انفجار سيارة مفخخة. وفي وقتًا سابقًا اليوم، أفادت وكالة "خاما برس" الأفغانية، بأن القوات الخاصة قتلت 20 مسلحاً على الأقل من حركة طالبان، في عملية بإقليم فرح غرب البلاد. وقال المسؤولون العسكريون اليوم، إن "القوات الخاصة نفذت الغارة بمنطقة أنار دارا بالإقليم"، وأضافوا أن "القوات الخاصة دمرت أيضاً مخبأ أسلحة لطالبان". ويتدهور الوضع الأمني في إقليم فرح في الأشهر الأخيرة، وينشط مسلحو طالبان في بعض مناطق الإقليم، وغالباً ما ينفذون أنشطة متعلقة بالإرهاب، وفي الوقت نفسه، تنفذ القوات الأفغانية بشكل روتيني عمليات مناهضة للإرهاب، ضد الجماعات المسلحة المناهضة للحكومة في هذا الإقليم. وتنفذ القوات الأمريكية أيضاً غارات جوية بشكل منتظم في أجزاء مضطربة من البلاد، لقمع حركة طالبان وجماعات متشددة أخرى مناهضة للحكومة. ألغت حركة طالبان الأفغانية، حظرا كانت تفرضه على عمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر وقدمت ضمانات أمنية لموظفيها الذين يقومون بأعمال إغاثة إنسانية في المناطق الخاضعة لسيطرتها. وفرض قياديو "طالبان" حظرا على اللجنة الدولية للصليب الأحمر وعلى منظمة الصحة العالمية في أبريل وقالوا إن المؤسستين تقومان بأنشطة "مريبة" خلال حملات التطعيم ولا تلتزمان بالمهام المعلنة. وقال المتحدث باسم الحركة، ذبيح الله مجاهد، في بيان "الإمارة الإسلامية تعيد الضمانات الأمنية السابقة للجنة الدولية للصليب الأحمر في أفغانستان وتأمر كل المجاهدين بتمهيد الطريق لأنشطة اللجنة وأن يضعوا أمن موظفي ومعدات تلك اللجنة في الاعتبار". وتشير "طالبان" لنفسها باسم إمارة أفغانستان الإسلامية. ولم يأت المتحدث على ذكر منظمة الصحة العالمية في بيانه. ولم يتسن الوصول لمسؤولين في اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية في كابول للتعليق. وتنفذ منظمة الصحة العالمية حملة تطعيمات في أفغانستان إذ أنها واحدة من مجموعة صغيرة من الدول لا يزال مرض شلل الأطفال مستوطنا فيها. وتقدم اللجنة الدولية للصليب الأحمر الرعاية الطبية في البلاد منذ أكثر من 30 عاما.
