شاب إفريقي جاء من أدغال إفريقيا وقطع آلاف الكيلومترات وهو في طريقه إلى بلاد مصارعة الثيران، وطوال هذه الرحلة الطويلة التي تستغرق ساعات بالطائرة، وأيام على الطريق البحري، لم يخطر على بال "أنسو فاتي"، بأنه سيكون يومًا ما اسمًا لامعًا تقارن يداياته مع برشلونة ببدايات الأعجوبة ليونيل ميسي أفضل من حمل قميص برشلونة على مدار تاريخه. رحلة موفقة من غينيا بيساو إلى إسبانيا أنسو فاتي، ولد في بيساو في أكتوبر 2002، وفي سن السادسة، قررت أسرته بالكامل أن تهاجر إلى إسبانيا، بعدما نجح شقيقه الأكبر في التوقيع لمصلحة فرق الناشئين في نادي إشبيلية الإسباني، تلك الصدفة التي كانت سببًا في وصول الطفل الصغير أنسو فاتي إلى إسبانيا، سوف تظل دومًا هي النقطة الفارقة في حياة أسرته بالكامل. الأبن الأصغر للأسرة، أنسو فاتي، تفوق على شقيقه الأكبر، وانضم سريعًا إلى أكاديمية برشلونة، وهم لم يبلغ بعد عامه العاشر، وفي اللاماسيا، عرف الجميع بأن فاتي لن يكون موهبة عابرة تمر من الأكاديمية مرور الكرام، بل أنه سيصبح يومًا ما اسم لامع في كتيبة الفريق الكتالوني، وهو ما جعله يحصل على رعاية واهتمام خاص من جانب الأكاديمية. برشلونة يكتشف الموهبة مبكرا بعد 7 سنوات من البقاء من الإكاديمية، قرر برشلونة أن يوقع عقدا إحترافيا هو الأول من نوعه مع فاتي، وذلك يوم 24 يوليو الماضي، ولم يخيب اللاعب ظن ناديه وبعد مرور شهرين فقط، ظهر فاتي في أول مباراة رفقة النادي الكتالوني في بطولة الدوري الإسباني، وهو في عمر 16 عامًا و 298 يومًا، ليكون ثاني أصغر لاعب يشارك مع النادي الكتالوني، بعد فيسينس مارتينيز والذي شارك رفقة برشلونة لأول مرة وهو بعمر 16 عام و280 يوم فقط في عام 1941. في 31 أغسطس الماضي، سجل اللاعب هدفه الأول مع برشلونة، وذلك في مباراة برشلونة وأوساسونا، وهو بعمر 16 عام و304 يوما، ليكون بذلك أصغر لاعب يسجل هدف مع برشلونة في بطولة الدوري الإسباني متفوقًا على الأسطورة ليونيل ميسي، وكذلك على بويان لاعب برشونة السابق، والذي كان يحمل الرقم القياسي في النادي الكتالوني. وبالحديث عن المسيرة الدولية لنجم برشلونة الشاب، أنسو فاتي، فإن اللاعب الكتالوني لم يظهر بعد مع أي منتخب دولي، ولكن الحكومة الإسبانية تسعى من أجل منح اللاعب الجنسية الإسبنية، حتى يشارك في كأس العالم للشباب في أكتوبر المقبل بالبرازيل وهو يحمل قمصان منتخب إسبانيا.
