يكتنف الغموض مكان اختفاء العقيد الليبي معمر القذافي، الذي يسعى الثوار لاعتقاله في أعقاب دخولهم العاصمة طرابلس، معقله الأهم الذي ظل يحافظ عليه باستماتة لعدة شهور، بينما رشحت معلومات تعرضه لأزمة قلبية إثر التطورات الأخيرة التي أعطت مؤشرا قويا على انهيار نظامه. وقال صالح الورفلي عضو اللجنة السياسية بحركة التحرير في العاصمة الليبية طرابلس في رده على سؤال لصحيفة "الشرق الأوسط" عن مكان القذافي، إن هناك "كلام غير مؤكد يقال إنه تعرض لأزمة قلبية ويحاولون أن يوصلوه لمستشفى تاجوراء"، إحدى ضواحي العاصمة الليبية. ولم يصل الثوار الذين يسعون للوصول إلى مكان اختباء القذافي بعد إلى هدفهم، مع تأكيد رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل أنهم يجهلون مكان وجوده، معتبرا أن لحظة النصر الحقيقية هي القبض على العقيد الليبي. وأضاف الورفلي إن "الكتائب الأمنية الموالية لنظام القذافي قد تبخرت في معظم أنحاء المدينة ما عدا الجزء الذي توجد فيه القوات العسكرية التابعة للقذافي أمام مقره الحصين في ثكنة باب العزيزية بطرابلس". وتابع: "نحن نسيطر على الوضع بالكامل لا وجود لأي عسكري يتبع القذافي نهائيا وهذه المنطقة التي نحكى عليها ما يسمى بشارع الصريم وهو مقارب لمنطقة تاجوراء ومنطقة فشلوم وسوق الجمعة وفلاجة وهذه المناطق كلها تحت سيطرتنا". وأشار إلى إطلاق جميع السجناء بطرابلس "لا يوجد أي سجين في سجون طرابلس فقد تم تحرير السجناء بالكامل وتحصلنا على سلاح من الكتائب بالقوة"، لافتًا إلى أن هناك لجان تفتيش تابعة للثوار "أي حركة لأي سيارة عسكرية لا بد أن نتأكد من أنها تتبع الثوار أو الكتائب حتى لا نقع في مفاجآت". وأكد أنه تم اعتقال مجموعة من المرتزقة من أصحاب البشرة السوداء وأنهم قيد التحقيق حاليا، معهم وذلك لمعرفة جنسياتهم ومن أين أتوا، كاشفا أنه بين هؤلاء يوجد شخص سوري معهم "لكننا لم نتأكد منه بعد". وأكد الورفلي أن قواته استولت على سيارات مصفحة تابعة لأبناء القذافي في أحياء تاجوراء والفشلوم. ونفى حدوث أي عمليات سلب ونهب مطلقا في المنطقة التي يسيطر فيها الثوار على الوضع، "هذا شيء غريب لا أحد تعدى على أي شيء، لو أي شخص وجد ذخيرة يأتي ليسلمها لعضو المجلس العسكري ويقول له أنا وجدت ذخيرة وإذا وجد المجلس العسكري إذا كان يستحق هذه الذخيرة يعطونها لها وإذا كان لا يستحقها يأخذونها منه، ولا يوجد أي تعد على أي شيء".