* "رحلة البحث عن أبو العربي" صُور بالموبايل وشارك في 33 مهرجان حول العالم *الشعب البورسعيدي هو الوحيد في العالم المصدق في أسطورته *لم أتوقع الفوز بجائزة أفضل فيلم في المهرجان القومي للسينما *الواقع على السوشيال ميديا والحياة الأخرى هي الموازية *محمود السعدني أعظم كاتب ساخر والدولة لم تقدره اقتنص المخرج الشاب أكرم محمود البزاوي، أول أمس، جائزة أفضل فيلم تسجيلي حتى 15 دقيقة في الدورة ال22 من المهرجان القومي السينما عن تجربته الإخراجية الأولى "رحلة البحث عن أبو العربي"، وهي ليست الجائزة الأولى للفيلم، فقد سبقها خمس جوائز من مهرجانات دولية مختلفة. وينتمي أكرم البزاوي، 26 عامًا، لعائلة فنية، فوالده هو الفنان والمؤلف محمود البزاوي، وجده لوالدته هو الكاتب الساخر الراحل محمود السعدني، والفيلم هو مشروع تخرجه من كلية الإعلام بالجامعة البريطانية، ويعد "البزاوي" من الشخصيات الكوميدية الناشطة على مواقع السوشيال ميديا ولديه العديد من المتابعين عبر حسابه بموقع "فيسبوك" ممن ينتظرون جديد أخباره وطرائفه مع والده. "الفجر الفني" حاور المخرج الشاب للتعرف على دخوله عالم السينما، وكواليس الفيلم، وعلاقته بالسوشيال ميديا، ومشروعاته المقبلة، وإلى نص الحوار. في البداية، حدثنا عن فكرة فيلمك الأول "رحلة البحث عن أبوالعربي؟ هو فيلم تسجيلي عن رحلة البحث عن البطل الخارق المصري الوحيد الذي تتشابه قدراته مع سوبر مان وسبايدر مان وباتمان، ولكن الفارق بين بطلنا والأبطال التي تصنعها أمريكا هو أن بطلنا بطل شعبي، على عكس الأبطال الأمريكيين ممن صنعتهم شركات انتاج سينمائية كبرى مثل مارفل وDC، وذلك لتصدير فكرة الأسطورة الأمريكية، وهي أسطورة غير حقيقية، أما بطلنا فقد تكون القصص المنسوبة له خيالية ولكن بعض الناس تؤكد أنها شاهدته وأنه حقيقي. متى وكيف جاءتك فكرة فيلم "رحلة البحث عن أبوالعربي"؟ أنا من عشاق الكرتون، وكنت أحب مشاهدة أفلام الأبطال الخارقين، وشراء لعبهم وملابسهم، وعندما كبرت بدأت اتسأل عن وجود بطل خارق مصري مثلهم، وبدأت البحث عن الأمر واكتشفت أن أحدث أسطورة مصرية هي أسطورة السيد أبو العربي، وما أعجبني فيها أن الناس لم تبحث في تاريخها واكتفت بإطلاق النكات عنه، لذلك فكرت في عمل فيلم عنه كمشروع تخرجي من كلية الإعلام بالجامعة البريطانية. كيف قدمت معالجة مختلفة مع فيلم "السيد أبو العربي وصل" الذي قدمه الفنان هاني رمزي في 2005؟ ليست معالجة مختلفة، فأنا قدمت أبوالعربي من وجهة نظر شعبه في بورسعيد حيث حاولت التعرف على تاريخ الشخصية على لسان شعبها بدون سخرية، فحين قدم فيلم هاني رمزي وجهة نظر مؤلف العمل، فالحقيقة في فيلمي، لأنه من حديث الناس، وهناك شبه إجماع من المدينة على أنه بطل حقيقي، وفي الفيلم يقول أحد المتحدثين "لا يوجد بيت في بورسعيد لا يوجد فيه السيد" وهو ما يعني أن بورسعيد مدينة أبطال خارقين، ويؤكد آخر أن أبوالعربي كان يجيد سبع لغات منها السريلانكية، وثالث يشير إلى أنه كان شخص "شيك" وهو من أدخل الجينز مصر. تعيد هوليوود انتاج أفلام الأبطال الخارقين طوال الوقت.. هل تفكر في إعادة تقديم الفيلم بشكل روائي طويل؟ لا أفكر في تحويله لفيلم روائي، لأن شخصية أبو العربي حقيقية على عكس الأبطال الأمريكيين، فلو سألت الناس في أمريكا عن أي بطل خارق سيطالبني بمشاهدته في السينما، على عكس أبو العربي حين سألت أهل بورسعيد عنه هناك من قال أنه قابله، ومن أعطاني رقم تليفونه، ومن أدعى أنه سافر اليونان عوم. كم بلغت ميزانية الفيلم؟ وكم من الوقت استغرق تصويره؟ الفيلم بسيط فقد صُور بالموبايل، ولم تتجاوز ميزانيته 400 جنيه، واستغرق تصويره أسبوع في بورسعيد. ما أبرز الصعوبات التي واجهتك أثناء تحضير الفيلم؟ تمثلت الصعوبة الوحيدة التي واجهتني في بداية الفيلم في عدم تجاوب البورسعيديين معي، خصوصًا وأنهم يعتقدون أن أي شخص من خارج بورسعيد يتحدث عن أبو العربي فهو يسخر منهم، ولكن بعد ما تعارفت على عدد من أبناء بورسعيد، وشرحت لهم وجهة نظري ومضمون فيلمي، وافقوا على التصوير، وحكوا عن المواقف التي جمعتهم به، وكان رد فعلي هو الانبهار لا السخرية. ما أبرز التعليقات التي تلقيتها بعد عرض الفيلم؟ كان التعليق الأبرز من مخرجة أسبانية قابلتها في مهرجان في هولندا، حيث قالت أنها تعرف أن الشعب المصري خياله واسع لكنها لم تتخيل أن يكون الشعب مصدق في بطل ومتعايش معه حتى ولو لم يكن موجود، وهو ما أكد نظرية أن أبو العربي هو البطل الخارق الوحيد الذي يصدقه شعبه، وهناك من أشاد بالفيلم وأكد أنه عمل متكامل، أما أبرز تعليق سلبي فجاء من ناقدة شهيرة على خلاف معي، حيث قالت أن الفيلم لا يصلح لأن يكون فيلم وإنما برنامج كوميدي وفكرته قديمة، وفي حال كان رأيها مبني على الخلاف فهو راجع لها، ولكني أحترم رأي أي شخص في الفيلم. هل توقعت الفوز بجائزة أفضل فيلم تسجيلي في المهرجان القومي للسينما؟ لم أكن واثقًا من الفوز، خصوصًا وأن مسابقة الأفلام التسجيلية ضمت الكثير من أفلام طلاب المعهد العالي للسينما وهي منافسة ظالمة لباقي الأفلام، فكنت أطمح للفوز بجائزة، ولكن أن أنال جائزة أفضل فيلم فكان بعيد عن طموحاتي، وسعادتي بالجائزة نظرًا لأنها تعتبر أوسكار مصر، وهي جائزة قوية وكبيرة، ومنذ صغري وأنا أشاهد المهرجان على التليفزيون ولم أتوقع أن أكون يومًا أحد المكرمين. ما هي أبرز المهرجانات التي شارك بها الفيلم والجوائز الذي حصدها؟ شارك الفيلم في 33 مهرجان حول العالم منها: مهرجان الشارقة، ومهرجان سينسز في هولندا، ومهرجان ويلز للأفلام الوثائقية، كما سيُعرض الشهر المقبل في مهرجان لندن للأفلام الوثائقية، وحصد ست جوائز هي جائزة أفضل فيلم من المهرجان القومي للسينما، وجائزة لجنة تحكيم مهرجان روشيستر في أمريكا، وجائزة لجنة تحكيم مهرجان مسقط السينمائي الدولي، وجائزة هباديا الذهبية من مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، وجائزة أفضل فيلم من المهرجان اللبناني للسينما والتلفزيون، وجائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان كوسوڤ. برأيك كيف تصل الأعمال التسجيلية والأفلام القصيرة للجمهور العادي؟ اعتقد أن المهرجان القومي للسينما نجح في توصيل هذه الأفلام للجمهور العادي في جميع أنحاء الجمهورية حتى وصل عرضها لحلايب وشلاتين، وهو أمر جيد، ولكن المشكلة تكمن في تسويق الأمر وأن يعرف الجمهور أن هناك مهرجان يقدم هذه العروض، وهو بذلك يخلق أبواب عرض لهذه الأفلام. لماذا لم تدرس الإخراج في أي من معاهد السينما؟ حاولت الالتحاق بالمعهد العالي للسينما ولكني لم اجتاز اختيارات القبول، واخترت بعدها دراسة الإعلام، ولم أحاول معاودة التقديم في المعهد بعد ذلك لأني عملت مساعد مخرج لأكثر من خمس سنوات وهو ما علمني الكثير عن عالم السينما وهو ما عوضني عن دخول المعهد. سبق لك العمل مساعد مخرج مع العالمي ريدلي سكوت.. حدثنا عن هذه التجربة؟ كنت ضمن طاقم مخرج مساعد أول هو محمود شكري، ونعمل معه في أي عمل يُعرض عليه سواء كان فيلم أو مسلسل أو إعلان، وحين عُرض عليه الفيلم كنّا معه، ولكني لم استفد بالكثير من التجربة سوى بالصداقات التي كونتها خلال فترة التصوير. بعد عملك مع مخرج عالمي.. ما الفارق بين صناع السينما المصريين والعالمين؟ هم منظمين ويهتمون بالتفاصيل أكثر، ويراعون طاقم العمل وسلامته، ويتمتعون بإنسانية أكثر في العمل. من المخرجين المفضلين بالنسبة لك؟ وهل هناك مدرسة بعينها تحرص على متابعتها؟ أعشق العديد من المخرجين المصريين وكل من منهم يمثل مدرسة مستقلة، من بينهم: عاطف الطيب، وعاطف سالم، وفطين عبدالوهاب، وعمرو عرفة وسبق وعملت معه مساعد مخرج في فيلم "سمير أبو النيل"، ومسلسل "سرايا عابدين 1"، ولكني أركز بشكل كبير مع رأفت الميهي، وعالميًا أحب الأمريكي وودي آلن، والإيطالي فيديريكو فلّيني. من أهم النجوم الذين تحلم بالعمل معهم مستقبلًا؟ أحب العمل مع كثير من النجوم أبرزهم: والدي الفنان محمود البزاوي، وعادل إمام، ومحمود حميدة، وأشرف عبدالباقي، ومنى زكي. لديك العديد من المتابعين عبر السوشيال ميديا.. كيف ترى تأثيرها؟ السوشيال ميديا أصبحت شيئًا مهمًا الآن، فهي الحياة بالنسبة لنا، ومن غيرها لا يمكن أن نعيش، والبعض يراها حياة موازية، ولكني اعتقد أن الواقع أو الحقيقة على الفيسبوك، والحياة العادية هي الموازية، فالحياة أصبحت عبارة عن حديث عبر السوشيال ميديا. هل اعترض والدك على دخولك عالم السينما؟ وماذا عن رأيه في فيلمك؟ والدي عرف بالصدفة أني أعمل مساعد مخرج في مسلسل "سرايا عابدين"، حيث فؤجأ بوجودي في موقع التصوير أثناء أداءه دوره بالمسلسل، وعن رأيه في الفيلم فقد كان معترضًا في البداية، حيث تخوف من السفر لبورسعيد وردود أفعال الناس بالمدينة، كما لم تعجبه فكرة الفيلم، ولكن بعدما انتهيت من الفيلم قال لي "أحنا بنفكر بمنطق كجيل وأنتوا بتفكروا بمنطق تاني فغالبًا أنتوا الصح". هل تفكر في استثمار علاقتك الطريفة مع والدك عبر السوشيال ميديا؟ اعتقد أن الموضوع لطيف لأنه بدأ على السوشيال ميديا واستمر عليه، ولكن في حال تقديم عمل فني أو برنامج "ممكن تبوخ"، ولكني لا أعرف ماذا سيكون ردي في حال عُرض علي الأمر. هل ترى أن فنان بموهبة والدك في الكتابة والتمثيل نال ما يستحقه من الشهرة؟ من وجهة نظري أن والدي لم يأخد حقه، لأني قريب منه وأعرف قدراته جيدًا سواء في الكتابة أو التمثيل، وشاهدت الظلم الذي تعرض له خصوصًا في الكتابة، فقد كتب العديد من الأعمال من الباطن، ولكني سعيد بما حققه حتى الآن. حدثنا عن علاقتك بجدك الكاتب الساخر محمود السعدني؟ وهل تفكر في تقديم فيلم عنه؟ بالطبع، أتمنى تقديم عمل عن جدي لأني أحبه، ومتأثر به جدًا، والدولة لم تقدره مع أنه أعظم كاتب ساخر في تاريخ الأديب العربي، وتعد سلسلة "الولد الشقي" أعظم ما كتب في أدب السيرة الذاتية في الأدب العربي، وذكرياتي معه كثيرة فقد كنت الحفيد الأقرب له. هل تفكر في خوض تجربة التمثيل؟ لا أفكر في الأمر. هل ستتجه إلى تجربة الأفلام الروائية الطويلة أم أنها خطوة مؤجلة حاليًا؟ حاليًا أركز على الأفلام القصيرة، واعتقد أن الخبرة لا تزال تنقصني لخوض تجربة الفيلم الطويل، لذا فأنا حريص على التعلم أولًا، وأفكر في تقديم فيلم روائي قصير في الفترة المقبلة، وساستمر في الأفلام القصيرة حتى أثق في قدراتي وأقدم فيلم طويل. ما هو حلمك؟ أحلامي على قدي، أنا أفكر كيف أقدم عمل أحبه، وحينها سيخرج على نحو جيد، وأتمنى تحويل سلسلة "الولد الشقي" لفيلم سينمائي.