لم تقتصر جولات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز في الولاياتالمتحدةالأمريكية، على زيارة شركات التكنولوجيا والطيران والطاقة ومعاقل الصناعة؛ فضلاً عن مؤسسات المال والأعمال؛ وإنما شملت أيضاً "السينما"، الذي ترى رؤية المملكة 2030، أنها من أبرز المجالات التي تحتاج إلى دعم ومؤازرة في الفترة المقبلة؛ لتعزيز قطاع الترفيه، ودعم جيل كبير من الشباب السعودي المحب لهذا الفن، ويأمل أن يظهر إبداعاته على أرض صلبة، مزوداً بالعلم والدراسة والتمرس. وكانت زيارة ولي العهد إلى مدينة لوس أنجلوس، ولقاءاته مع عدد كبير من منتجي صناعة السينما في هوليوود، محل اهتمام الأوساط المحلية والعالمية، التي رأت أن المشهد العام لتغيير وتحديث المملكة العربية السعودية، أشمل مما يتوقعه الكثيرون؛ إذ لم يقتصر على مجالات العلم والتطور التكنولوجي؛ وإنما وصل إلى ما هو أبعد من ذلك، بالتركيز على "قطاع السينما الأمريكية"، صاحبة الاستثمارات الضخمة والتأثير الأكبر في ثقافة الشعوب. حسب صحيفة "سبق" ولم ينسَ القائمون على مؤسسة "مسك"، أن يستثمروا فرصة زيارة سمو ولي العهد لمدينة لوس أنجلوس، ويقدموا على هامشها، فعاليات ثقافية وتراثية، تتناول إرث الفن والتاريخ السعوديين؛ في إشارة إلى أن المملكة بها ما يستحق أن يتعرف عليه الشعب الأمريكي والعالم، وأن المملكة لديها البنية التحتية اللازمة لتكون بلداً صاحب تاريخ عريق، وتراث شامل، يؤهلها لدخول قطاع السينما من أوسع الأبواب. ويرى المحللون أن زيارة ولي العهد لرواد السينما الأمريكية، ولقاءه المنتجين والقائمين عليها؛ تمهّد الطريق نحو تأسيس بيئة تحتية خصبة لصناعة سينما سعودية، تتمسك بالمبادئ الإسلامية، ولا تحيد عن العادات والتقاليد الأصيلة؛ يساعدها على ذلك وجود مجموعة كبيرة من الفنانين السعوديين المحترفين، ومجموعة أكبر من الهواة، الذين طالما تمنوا أن يكون لديهم سينما ومسرح، ينشرون من خلالهما إبداعاتهم الفنية، التي تساهم في تعزيز التغيير الشامل والمتنوع والمأمول الذي ستحدثه رؤية 2030 على كل أنحاء المجتمع السعودي. ولا يقتصر إبداع المواطنين على "التمثيل" و"الغناء"؛ وإنما هناك جيل رائع من كتّاب القصص والرويات، وكتّاب السناريست، والمخرجين والمصورين والمونتاج والمنتجين، الذين يعمل بعضهم في دول عربية وأوروبية، ولهم نشاط ملحوظ، ويحلمون أن يكون عطاؤهم الأول والأكبر لبلادهم. وتندرج برامج تفعيل السينما السعودية، ضِمن تنشيط فعاليات سياحية مختلفة لجذب المجتمع؛ حيث ينفق المواطنون 32 مليار ريال سنوياً في السياحة الخارجية للدول المجاورة خاصة الإجازات القصيرة؛ بهدف تغيير المكان، أو البحث عن البرامج الترفيهية من سينما ومهرجانات وفعاليات، وتعزيز دور السينما السعودية سيُبقي على هذه الأموال في الداخل. وكان مجلس إدارة الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع، قد وافق على إصدار التراخيص للراغبين في فتح دور للعرض السينمائي؛ اعتباراً من بداية العام الميلادي الحالي، وهذه بمثابة دعوة موجهة إلى الممثلين والكتاب والروائيين والفنيين السعوديين؛ للمشاركة فيما بينهم لتأسيس صناعة سينما سعودية، تنعم بشباك تذاكر مكتظ، يساعدها على الاستمرار والتطور، لا أن تكون فقط صالات عرض لاستقبال الأفلام الأجنبية، وربما تختصر زيارة ولي العهد إلى لوس أنجلوس، عقوداً طويلة من تعطيل عجلة السينما السعودية، بمحاكاة ما لدى السينما الأمريكية الأشهر في العالم من تطور وتكنولوجيا، ولا يستبعد البعض تعزيز التعاون بين البلدين في هذا المجال إلى مراحل متقدمة، تُسفر عن صناعة سينما سعودية الطابع؛ ولكن بتقنيات عالمية.