تزامنًا مع اندلاع المظاهرات والاحتجاجات بكافة أرجاء إيران ضد انتهاكات نظام الملالي في طهران لرفضهم التام للإهمال الحكومي والفساد الذي أدى إلى مقتل المئات وتشريد 12 ألف أسرة بعد الزلزال الذي ضرب غرب إيران والفساد المُتفشي في مؤسسات الدولة أكدت إحصائيات رسمية أن نظام الملالي ينفق قرابة 20 مليار دولار سنويا على تمويل الإرهاب في المنطقة العربية. النظام الإيراني يدعم الإرهاب وقالت نيكى هايلي المندوبة الأمريكية لدى مجلس الأمن الدولي، إن أصوات الشعب الإيراني تطالب حكومة طهران بوقف دعم الإرهاب بمليارات وتمويل الميليشيات في العراق واليمن، كما ينفق ستة مليارات دولار سنوياً على الأقل لدعم النظام السوري. وأضافت هايلي أن بلادها تقف مع الباحثين عن الحرية والرخاء والكرامة في إيران، مشيرة إلى أن النظام يحرم شعبه من حقوق الإنسان الأساسية، موجهة حديثها إلى نظام إيران "إن العالم يرى ما تفعلون". المتظاهرين انتقدوا الامتيازات الممنوحة لرجال الدين كما عرض تاي بروك مساعد الأمين العام الأممي للشؤون السياسية تقريره عن إيران قائلاً "إن المتظاهرين في إيران انتقدوا الامتيازات الممنوحة لرجال الدين وبعض عناصر جهاز الأمن، كما انتقدوا التكلفة الكبيرة لتدخلات النظام الإيراني في المنطقة". وأضاف المساعد الأممي :"في الأيام التي تلت الاحتجاجات الأولى في إيران حدثت مظاهرات في مناطق كثيرة منها طهران، وبعض الشعارات التي رفعها المحتجون تنتقد الهياكل الاجتماعية والحريات السياسية، وتنتقد الوضع المتميز للطبقة الحاكمة في إيران، وبعض العناصر من الجهاز الأمني.. المتظاهرون انتقدوا أيضا التكلفة الكبيرة التي تتكبدها إيران نتيجة تدخلاتها في المنطقة". اعتقالات وقتل للمتظاهرين الإيرانيين وأكدت "رويترز"، أنه في الآونة الأخيرة لقي 22 شخصا حتفهم كما تم القبض على أكثر من ألف في أكبر احتجاجات مناهضة للحكومة منذ نحو عقد، وامتدت التظاهرات إلى أكثر من 80 مدينة وبلدة في الريف وشارك فيها آلاف من الشبان وأبناء الطبقة العاملة الغاضبين من الكسب غير المشروع والبطالة والفجوة الآخذة في الاتساع بين الفقراء والأغنياء. بداية موجه الغضب وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" فإن المحفز الأول للغضب الشعبي، كان تسريب الرئيس روحاني الشهر الماضي الميزانية الحكومية المقترحة، ولأول مرة، تعرض أجزاء سرية من الموازنة، بما في ذلك تفاصيل عن المعاهد الدينية. واكتشف الإيرانيون أن ملايين الدولارات تذهب لتنظيمات الخط المتشدد والجيش والحرس الثوري ولمؤسسات رجال الدين التي تزيد ثروات الملالي، بينما اقترحت الميزانية إنهاء الإعانات النقدية لملايين المواطنين، وزيادة أسعار الوقود وخصخصة المدارس الحكومية، في حين تبلغ نسبة البطالة بين الشباب، الذين يمثلون نصف عدد السكان، نحو 40 في المائة. فشل روحاني وفشل الرئيس الإيراني في تبني شعار التغيير والإصلاح، وكان من المفترض أن تدفع الصفقة النووية الإيرانية مع الغرب في اتجاه تحسين الأوضاع الاقتصادية، لكن هذا لم يحدث، وقد أظهر روحاني نفسه أن هذا الفشل كان خطأ إيرانيا داخليا في المقام الأول. وفي أواخر العام الماضي، حاول روحاني أن يحقق وعودا بالشفافية بنشر تفاصيل الميزانية الوطنية، لكن هذه الخطوة أتت بنتائج عكسية، فقد كان عديد من الإيرانيين متحمسين لمعرفة أن مليارات الدولارات تلتهمها المؤسسات الدينية التي يديرها أعيان النظام، إضافة إلى الإنفاق الحكومي الهائل على المغامرات العسكرية الإيرانية في سورية والعراق ولبنان. ويحدث كل ذلك في وقت تُقدر فيه النسبة الحقيقية لبطالة الشباب بنحو 40 في المائة، ومن اللافت للنظر أن الجيل الحالي من المتظاهرين الشباب ينتمي في أكثره إلى الفئة المسحوقة والعاملة. أسباب اندلاع المظاهرات من جهة أخرى، قال إسفندجاربا تمانجيلديش، مؤسس منتدى الأعمال الأوروبي الإيراني إن "الإحباط من نقص الوظائف وعدم ضمان مستقبل أطفالهم هو الذي دفع الإيرانيين إلى الخروج إلى الشوارع. الكثير من الإيرانيين يكدحون كل شهر لتغطية نفقاتهم، ويضطر كثيرون إلى العمل في وظيفتين أو ثلاث وظائف في وقت واحد. ولا سيما أن البطالة بين الشباب مرتفعة". زيادة نسبة البطالة ويتوقع صندوق النقد الدولي أن تصل نسبة البطالة إلى 12 في المائة خلال السنوات المقبلة، وحث الصندوق إيران على إقرار تعديلات بنهاية مهلة حددتها قوة العمل المالية المكلفة بمكافحة تدفقات الأموال غير المشروعة، حتى أواخر "يناير" الجاري، ويتدخل البنك المركزي الإيراني في سوق النقد الأجنبي لدعم الريال في مواجهة حالة الضبابية العالمية.