عام مضى على اختطاف قاضي دائرة الأوقاف والمواريث بمحكمة القطيف "محمد الجيراني"، الذي اختطف صباح يوم الثلاثاء الموافق 14 ربيع الأول لعام 1438ه من قِبَل مجموعة ملثمة، أثناء خروجه من منزله بجزيرة تاروت التابعة لمحافظة القطيف لينتهي الحال إلى قتله ودفن جثمانه، بعد مداهمة أمنية لرجال الأمن أمس الثلاثاء لأحد المواقع في بلدة العوامية التابعة لمحافظة القطيف انتهت باستشهاد رجل أمن، ومقتل مطلوب أمني خطير، حيث أشارت المصادر إلى أن الأجهزة الأمنية تمكنت من التوصل لجثمان القاضي "الجيراني"، الذي قام الإرهابيون بدفنه في إحدى مزارع بلدة العوامية بعد الإقدام على قتله. ويجري التأكد من الرفات، ومدى تطابقها مع القاضي المخطوف. "سبق" شهدت وانفردت بتفاصيل قضية اختطاف القاضي "الجيراني" منذ يوم اختطافه الأول، حيث قامت مجموعة ملثمة باختطافه أثناء خروجه من منزله بجزيرة تاروت التابعة لمحافظة القطيف في نحو الساعة ال 9 صباح يوم الثلاثاء الموافق 14 ربيع الأول لعام 1438ه. حسب صحيفة "سبق" تفاصيل الواقعة كان الشيخ "الجيراني" يعيش حياته الطبيعية، حتى اللحظات الأخيرة من صباح يوم واقعة الاختطاف، والتي تعاملت معها الجهات الأمنية، وعلى الفور، بالحضور للموقع وتطويقه، في الوقت الذي أكدت فيه المصادر أن الشيخ "الجيراني" حاول مقاومة المجموعة الملثمة التي اختطفته، إلا أنهم اقتادوه للمركبة، على الرغم من محاولة زوجته مساعدته، إلا أنها لم تستطع. وأضافت المصادر: المركبة التي اختطفت الشيخ "الجيراني" جيب لون أبيض، ولكن لم يتم تحديد نوع المركبة، فيما تم العثور على حذائه والمشلح الذي كان يرتديه في موقع الحدث. نتحد ونتكاتف "سبق" تواصلت -آنذاك- مع عميد أسرة "الجيراني"، وهو أحمد الجيراني الذي أكد أن أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف متابع بصفة شخصية للقضية، إضافة إلى محافظ القطيف خالد الصفيان مع الجهات المعنية. ووجّه عميد أسرة "الجيراني" رسالة لأبناء القطيف قائلاً: "علينا أن نتحد ونتكاتف مع الجهات الأمنية؛ لمواجهة أعداء الوطن، ومهما حدث لن يثنينا عن مواصلة الدفاع عن وطننا، وهذا واجب علينا، ولن نترك خفافيش الظلام وعملاء الشيطان يحولون واحة القطيف لبلدة غير آمنة، ولا بد على كل مواطن أن يبلغ عن أي شخص حتى وإن كان أقرب قريب له، ابن أو شقيق أو أي شخص، الجهات الأمنية ليصلح حاله قبل أن يضيع، فهذا البلد بلدنا وسندافع عنه وسنحميه مهما كان الثمن". ثلاثة خاطفين وكانت قد أعلنت وزارة الداخلية، في الأول من شهر يناير عام 2017م، القبض على ثلاثة من المشاركين في عملية اختطاف قاضي دائرة الأوقاف والمواريث في القطيف الشيخ محمد الجيراني، وتحديد هوية ثلاثة آخرين تجري عملية ملاحقتهم. وقال المتحدث الأمني بوزارة الداخلية بأنه إلحاقاً لما سبق التصريح به بتاريخ 15/ 3/ 1438ه بشأن مباشرة الجهات الأمنية في محافظة القطيف بلاغاً حول اختفاء الشيخ محمد عبدالله الجيراني قاضي دائرة الأوقاف والمواريث من أمام منزله ببلدة تاروت صباح يوم الثلاثاء الموافق 14/ 3/ 1438ه. عليه، فقد قادت تحقيقات الجهات الأمنية المعمقة في هذه القضية بحمد لله إلى نتائج مهمة أدّت إلى القبض على ثلاثة شاركوا في تلك الجريمة النكراء، وهم كل من: الموقوف عبدالله علي أحمد آل درويش، والموقوف مازن علي أحمد القبعة، والموقوف مصطفى أحمد سلمان آل سهوان، الذين كلّفوا من قبل المخططين والمنفذين لهذه الجريمة بأعمال المراقبة والرصد للمجني عليه، كما أسفرت التحقيقات عن تحديد هوية ثلاثة من الجناة المتورطين في مباشرة جريمة الاختطاف، وهم كل من: المطلوب محمد حسين علي العمار، والمطلوب ميثم علي محمد القديحي، والمطلوب علي بلال سعود الحمد، المعلن عنهم ضمن قائمة بتسعة مطلوبين بتاريخ 29/ 1/ 1438ه، ووزارة الداخلية إذ تعلن عن هذه النتائج لتحذّر الجناة المذكورين وشركاءهم الآخرين الذين تتطلب مصلحة التحقيق عدم الإفصاح عن أسمائهم في هذه المرحلة من المساس بحياة فضيلته. تكاتف المجتمع حادثة اختطاف القاضي "الجيراني" والتي تعد نادرة من نوعها، ودخيلة على المجتمع السعودي، أكدت اهتمام جميع أفراد الشعب السعودي بمتابعة القضية، حيث هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها "الجيراني" للتهديد؛ فقد تَعرّض عدة مرات للاعتداء على ممتلكاته ومحاولة حرق منزله من قِبَل مجهولين، وكان الرجل هدفاً للتشويه والتخوين والإسقاط من قِبَل أنصار الجماعات الإرهابية. الباحث الديني أكرم البلادي وجه رسالة للعصابة الخاطفة قال فيها: "اسمعوا، أناشدكم أن تتفكروا في هذا الجرم الخارج عن نطاق القيم الإسلامية والإنسانية، عودوا إلى عقولكم، وتفكروا في هذا الجرم الذي سوف تحاسَبون عليه يوم القيامة من قِبَل الله سبحانه وتعالى". وأضاف: "إياكم والإفساد والعبث في البلاد وإزعاج العباد، ولا تكونوا اللئام الحاقدين والمستولين كما وصفهم أمير المؤمنين الإمام علي: "إذا استولى اللئام اضطِهد الكرام" يكفي اضطهاداً، أنتم مسلمون، والمسلم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "المسلم من سلم الناس من لسانه ويده"، عودوا إلى عقولكم وتفكّروا، وإن الله أرحم الراحمين، والسلام على من اتبع الهدى".