لا تزال الولاياتالمتحدةالأمريكية، تدفع من مواطنيها جراء عمليات العنف والإرهاب التي تحدث بين الحين والآخر، والتي كان آخرها اليوم، حيث قتل 58 شخصًا على الأقل وجرح 515، بعدما أطلق مسلح النار من الطابق الثاني والثلاثين من فندق وكازينو "ماندالاي باي"، على حشد كان يحضر حفلاً موسيقيًا، في ولاية لاس فيجاس. هوية القاتل وتسود حالة من اللغط الشديد، خاصةً فيما يتعلق بهوية القاتل، وفي خضم ذلك، أوضح مسؤول شرطة لاس فيغاس جو لومباردو في مؤتمر صحفي، أن مطلق النار من سكان المدينة، وقالت الشرطة في وقت لاحق أن المهاجم يدعى "ستيفن بادوك" وقد انتحر قبل وصول عناصر الأمن إلى غرفته.
وأضاف مسؤول الشرطة أن الشرطيين توجهوا إلى المكان، وقتلوا المشتبه به هناك، موضحًا أنه تم التعرف على هويته وهو من سكان المدينة لكن دون كشف اسمه، فيما أكد البعض أن ظروف إطلاق النار تبقى غامضة وكذلك دوافع مطلق النار.
حفل موسيقي وأطلق النار على العديد من الأشخاص الذين جاءوا لحضور حفل موسيقي لمغني جيسون آلدين، الذي أكد في رسالة له أنه وفرقته كلهم بخير.
وأشارت الصور المنقولة إلى مشاهد يتخللها حشود، تشارك في حفل موسيقي وسط دوي الأسلحة الرشاشة، وتسبب إطلاق النار بتدافع كبير وحالة ذعر في صفوف جمهور الحفلة وفي مدينة نيفادا المعروفة بكازينوهاتها وفنادقها الفخمة، فيما التقطت صور تظهر العديد من الجرحى ممدين على الأرض وتسيل منهم الدماء.
داعش يتبنى وبعد الحادث بساعات تبنى تنظيم "داعش" هجوم إطلاق النار في مدينة لاس فيجاس الأمريكية، من خلال الوكالة الإعلامية الرسمية له "أعماق".
وقال التنظيم في بيان له: "إن منفذ الهجوم أحد المجاهدين الأعضاء في التنظيم، وجاء الحادث ردًا على غارات دول التحالف على معاقل التنظيم في مناطق سيطرته في سوريا والعراق"، حسبما قال.
حمل السلاح في أمريكا يعود إلى المشهد ومن الأحداث التي تلت العمل الإرهابي، توقع خبراء زيادة الطلب على الأسلحة الفردية للدفاع عن النفس، فيما استبعد آخرون تشديد قانون الأسلحة في الولاياتالمتحدة بعد الحادث الدامي.
ويأتي ذلك وسط ارتفاع لأَسهم شركات الأسلحة الأمْريكية، التي ارتفعت عقب الحادث، وفق ما أعلنته شبكة "CNBC" الأمريكية، أن أَسهم كبرى شركات الأسلحة في الولاياتالمتحدة مثل: "Sturm Ruger" و"American Outdoor Brands" صعدت بنسبة 4% – 5%.
قانون حيازة السلاح ويُعتبر قانون حيازة السلاح في الولاياتالمتحدةالأمريكية، أقره الدستور الأميركي باعتبار ذلك حقًا للمواطنين، لتصبح الولاياتالمتحدة بذلك الدولة الوحيدة في العالم التي تسمح لمواطنيها بحمل السلاح في الشوارع، وهو أمر متجذر في الثقافة الأميركية، إلا أنه يأتي في إطار احترام الحرية الفردية.
سلاح منتشر ويؤكد الخبراء أنه يوجد أكثر من 300 مليون قطعة سلاح فردية في الولاياتالمتحدة، مما أدى إلى تزايد أحداث العنف الدامية التي تخلفها حوادث إطلاق النار بشكل فردي داخل المجتمع الأميركي.
حوادث شنعاء ونتيجة لكمية السلاح الكبيرة المنتشرة ما بين الأمريكيين، تحدث دائما وفق ما أكده الخبراء عمليات القتل الفردي باستمرار، وكان من بين تلك العمليات، إطلاق نار بواسطة الطالب الكوري الجنوبي "سونغ هيو شو" عام 2007، خلّف قتلى بنحو 32 شخصا وإصابة 17 آخرين، بينما قتل 27 شخصا من بينهم عشرون طفلا، في حادث اخر في مدرسة ابتدائية بمدينة نيوتاون في ولاية كونيتكت، عام 2012.
كما ارتكب شاب يدعى جيمس هولمز عمليات قتل خلفت 12 قتيلا وأصيب 58 آخرين بإطلاق النار خلال عرض آخر فيلم في مدينة أورورا بولاية كولورادو في يوليو 2012، وفي أكتوبر 2015 أدى إطلاق نار في كلية جامعية بمدينة روزبيرغ في ولاية أوريغون إلى قتل 13 شخصا وإصابة حوالي عشرين آخرين.
لن يكون للحادث آية تأثيرات من جانبه أوضح ريموند تانتر، عضو مجلس الآمن القومي الأمريكي السابق، إنه يشكك أن يكون للحادث أية تأثيرات على اقتناء الأسلحة النارية في الولاياتالمتحدة، قائلا: "أشك في أنه سيكون له أي تأثير على اقتناء الأسلحة النارية في الولاياتالمتحدة".
وتابع "تانتر": "ذكرت المرشحة الرئاسية السابقة هيلاري كلينتون أنه يجب أن تكون هناك ضوابط جديدة لبيع الأسلحة، ولكن جمعية البندقية الوطنية ستعزز الهيئة التنظيمية فيها بلا شك فكرة كلينتون"، حسبما قال.
وأكد عضو مجلس الآمن القومي الأمريكي السابق، في تصريحات خاصة ل "الفجر" أن اليسار في الولاياتالمتحدة، يعمل على تمرير التشريعات على مبيعات الأسلحة الجديدة حاليا ، بواسطة اثنين من الكونجرس الأمريكي، وخاصة من الأسلحة التي تستخدم في القتال العسكري.
واستطرد قائلاً: "أرى أن هذا اقتراح معقول ولكن الأخبار العاجلة من اليوم سوف تحل محلها الأخبار العاجلة الأخرى غدا، وبالتالي فمن المشكوك فيه أن يكون هناك أي تغيير طويل الأجل في مبيعات الأسلحة، على أساس حادث إطلاق النار فيجاس الأخير 2 أكتوبر 2017".
صعب للغاية من جهته، أكد الدكتور حسن وجيه، أستاذ العلاقات الدولية، أن مسألة منع حيازة السلاح تعتبر من الأمور الصعبة للغاية، مشيرًا إلى أن الحادث لن يكون له أية تأثيرات على حيازة الأسلحة في المجتمع الأمريكي.
وأضاف في تصريحات خاصة ل"الفجر"، أن حيازة الأسلحة في المجتمع الأمريكي لديها علاقة قوية بثقافة الشعب الأمريكي المتجزرة والمرتبطة باقتناء السلاح، وبالتالي سيكون من الصعب تغيير هذه النمط الذي يعتبر من أساسيات الحياة لديهم.