تفوقت على فتيات جيلها، حتى حققت حلمها، بحصولها على ليسانس الحقوق، لتمارس عملها بالمحاماة كأول محامية مصرية، وكسبت أل قضية رافعت فيها، وذاع صيتها كمحامية بارعة فأسست مكتب محاماة خاص بها بعد عدة سنوات، ألا وهي مفيدة عبد الرحمن التي رحلت عن عالمنا في مثل هذا اليوم 3 سبتمبر 2002. بداياتها ولدت مفيدة عبد الرحمن في 19 يناير 1914 بحى الدرب الأحمر، والتحقت برياض الأطفال ثم المدرسة الابتدائية فالثانوية بحي السيدة زينب في القاهرة. التحاقها بالجامعة تزوجت "مفيدة"، عام 1933 قبل أن تلتحق بجامعة فؤاد الأول بعد زواجها بعامين لدراسة القانون، وكان وقتها دخول الجامعة محظورًا على المرأة المتزوجة، لكن توسط لها الدكتور محمد كامل مرسي باشا وعبد الرازق السنهوري باشا لتكون بذلك أول زوجة تدخل الجامعة. كان أبوها عبدالرحمن محمد موهوبًا بجمال الخط فكتب المصحف بيده لنحو تسع عشرة مرة ثم نشره لملايين النسخ. أما زوجها الكاتب الإسلامي محمد عبداللطيف ابن الخطيب، فقد عكف على تفسير القرآن وله عديد من الكتب والأبحاث، خلفت مفيدة عبدالرحمن 9 أبناء و20 حفيدًا. عملها بالمحاماة حصلت وهي_ زوجة وأم لأربعة أبناء_ على ليسانس الحقوق 1939، ولجأت إلى محمد على علوبة باشا التماسًا لوظيفة حكومية راتبها 7 جنيهات!، فشجعها وأعانها على ممارسة المحاماة وانضمت إلى عضوية الاتحاد النسائي المصري مع هدي شعراوي وانخرطت في العمل العام، ومثلت دائرة الأزبكية والظاهر في البرلمان لدورات عديدة. أول قضية كانت القضية الأولى التي ترافعت فيها مفيدة عبد الرحمن هي قضية قتل خطأ، عندما نجحت في إقناع رئيسها في العمل بقدرتها على تولى القضية، فأعطاها الفرصة، وكسبت مفيدة القضية وذاع صيتها كمحامية بارعة فأسست مكتب محاماة خاص بها بعد عدة سنوات. من أهم القضايا التي ترافعت فيها مفيدة عبد الرحمن قضية الناشطة السياسية درية شفيق التي واجهت تهمة اقتحام البرلمان المصري أثناء انعقاده مع 1500 سيدة أخرى لعرض قائمة بمطالبهن. نجحت "مفيدة" بالاشتراك مع هيئة الدفاع الذين تطوعت للدفاع عن درية شفيق أن تحيل القضية للحفظ. وقد تم إشراك "مفيدة" كعضو مع اللجنة التي تولت إجراء تعديلات على لائحة قوانين الأحوال الشخصية في الستينيات من القرن الماضي، حيث كان من أهم أعمالها؛ مراعاة تطور المجتمع المصري ودخول المرأة لميدان العمل ومشاركتها في الحياة العامة. مناصبها شغلت "مفيدة"، رئاسة جمعية نساء الإسلام منذ 1960 حتي رحيلها، أنشأت العديد من مكاتب توجيه الأسرة فضلًا عن "بيوت الطالبات"، كما شغلت عضوية مجلس نقابة المحامين، ودربت العشرات، منهم أبناؤها وحفيد لها، تقاعدت عندما بلغت الثمانين.