بالتزامن مع الذكرى الثالثة لتعيين رجب طيب أردوغان رئيسًا لتركيا، وبمتابعة الأوضاع التركية خلال عهده، تجد أنه لم يكتف بجرائمه ضد الشعب التركي، فحسب، بل دعم دخول المقاتلين الداعشين عبر تركيا، إلى سوريا والعراق، فضلًا عن طرد وتشريد الأهالي من شرق تركيا، ناهيك عن مضايقة الصحفيين وإغلاق وسائل الإعلام المستقلة باللغة الكردية والجمعيات وتعليق عمل القضاة والمدعين العامين. تدمير الأكراد وفي تقرير لمفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، الصادر في جنيف، أعلن أن منطقة جنوب شرق تركيا قد شهدت في الفترة من يوليو 2015 وحتى ديسمبر 2016 دمارًا شاملًا وقتل وغيرها من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وذلك من خلال العمليات الأمنية الحكومية التي أثرت في أكثر من 30 بلدة وحى، كما أدت إلى نزوح ما بين 335 ألف شخص ونصف مليون شخص معظمهم من أصل كردي.
دمار المباني وأشار التقرير الأممي، إلى دمار هائل لحق ببلدة نصيبين فى محافظة ماردين، حيث تعرض ما يصل إلى 1786 مبنى للدمار أو تضررت، وفي منطقة سور بديار بكر كذلك، حيث تقدر الحكومة المحلية أن حوالي 70% من المباني في شرق المنطقة قد دمرت بشكل منهجي من جراء القصف.
وأضاف التقرير، أن عمليات التدمير تلك استمرت حتى بعد انتهاء العمليات الأمنية ليصل إلى ذروته في شهر أغسطس 2016، وقال التقرير الأممى، إن صور الأقمار الصناعية من نصيبين وسور، تظهر أحياء بكاملها وقد سويت بالأرض.
حصار الرجال والنساء ولفت التقرير، إلى أنه في أوائل عام 2016 تعرض ما يصل إلى 189 من الرجال والنساء والأطفال للحصار بالطوابق السفلية من دون غذاء أو ماء أو رعاية طبية، وذلك قبل أن يقتلوا جراء القصف، متابعًا إن الأدلة قد دمرت بسبب ما لحق بالمبانى، وبما منع إلى حد كبير التحديد الأساسي لما جرى، والبحث عن المفقود من رفات الموتى.
تعذيب واختفاء قسري والتقرير يوثق حالات تعذيب واختفاء قسرى وتحريض على الكراهية ومنع للوصول إلى الرعاية في حالات الطوارئ الطبية، وكذلك إلى الغذاء والمياه وسبل العيش والعنف ضد المرأة.
تشريد الأهالي والطلاب وفي يوليو 2016، اتخذت السلطات التركية، التدابير عقب محاولة تحركات الجيش، وطردت أكثر من 100 ألف شخص خلال الفترة المشمولة بالتقرير، وهي الإجراءات التي أثرت كذلك على جنوب شرق البلاد، حيث طرد 10 آلاف مدرس من عملهم بدعوى وجود صلات لهم من حزب العمال الكردستاني، وذلك دون اتباع الإجراءات الواجبة من قبل.
تضييق إعلامي ولفت التقرير إلى أن السلطات التركية استخدمت قانون مكافحة الإرهاب لإزاحة المنتخبين ديمقراطيا من أصل كردى ومضايقة الصحفيين وإغلاق وسائل الإعلام المستقلة باللغة الكردية والجمعيات وتعليق عمل القضاة والمدعين العامين.
مرور داعش إلى سورياوتركيا وفي التقرير الذي نشره مركز مكافحة الإرهاب بالأكاديمية العسكرية الأمريكية، يؤكد أن أردوغان سمح بمرور 25 ألف مقاتل أجنبي إلى سوريا والعراق عبر تركيا للانضمام لصفوف تنظيم داعش الإرهابي، كما تم إصدار تعليمات لعناصر الشرطة والمخابرات بعدم التعرض لهؤلاء المقاتلين الذين ظلوا يتوافدون من الخارج حتى عام 2016، بل إن المخابرات التركية رافقت هؤلاء المقاتلين الأجانب في بعض الأحيان.
دعم داعش والقاعدة هذا و بعض الوحدات الاستخبارية التركية زودت التنظيمات الإرهابية بما فيها داعش والقاعدة بالأسلحة والمتفجرات أو تم تجاهل مواصلتهم عمليات الدعم اللوجستي والمسلح داخل تركيا أو عبرها. انكشفت هذا الأمر عندما تم إيقاف ثلاث شاحنات تابعة للمخابرات محملة بالمتفجرات والذخائر والعلاج عند المعبر الحدودي في مدينة أضنة وكشفت هذه الواقعة عن كيفية نقل الأسلحة والمتفجرات إلى الإرهابيين في سوريا.
اغتيالات وفي عام 2015، أظهرت دراسة أجرتها مركز بيو (PEW) للدراسات الأمريكي، أن 7 ملايين تركي متعاطفون مع تنظيم داعش الإرهابي. وأشار الأكاديميون والصحفيون إلى خطابات أردوغان الإسلامية، وأن وسائل الإعلام المؤيدة للعدالة والتنمية تحض الشعب التركي على التطرف والأصولية، فعملية اغتيال شرطي تركي للسفير الروسي لدى أنقرة أمام عدسات الكاميرات في التاسع عشر من ديسمبر الماضي، كشفت هذه الميول. وفي الوقت الراهن يتمتع تنظيم داعش الإرهابي بامتيازات صادمة في تركيا، فقد افتتح التنظيم الإرهابي أربع مدارس في قلب العاصمة أنقرة، كما يمتلك مخيمات ومراكز تدريب في إسطنبول، بالإضافة إلى خلايا ومناطق آمنة في أرجاء مختلفة من تركيا.