قال المحلل السياسي التركي، بورا بايركتار، ل"سبوتنيك"، إن روسياوتركيا وإيران وسوريا بحاجة إلى التعاون من أجل إزالة الإرهابيين من سوريا، مضيفا أن الحشد العسكري الأمريكي في المنطقة، وكذلك التهديد بإنشاء كيانات مستقلة كردية، تسمح للتحالفات الإقليمية الجديدة أن تتقدم وتتطور. وقال الصحفي التركي والمحلل السياسي، بورا بايراكتار، إن الحشد العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط دفع اللاعبين الإقليميين وحلفائهم إلى تشكيل تحالفات جديدة من أجل استعادة الاستقرار في المنطقة. وأوضح "بايراكتار"، ل"سبوتنيك تركيا"، أن "الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط وتعزيز مواقفه في العراق يثير مخاوف أمنية بين اللاعبين في المنطقة ويدفعهم إلى إقامة تحالفات جديدة وتوطيد الجهود لمواجهة الخطر المشترك". وأضاف "أن الأسباب وراء ذلك هو الوجود المستمر للجيش الأمريكي في المنطقة وزيادة عدد القواعد العسكرية الأمريكية والتهديد بتقسيم سورياوالعراق وإمكانية إنشاء كيان سياسي كردستاني مستقل". ولفت المحلل السياسي الانتباه إلى حقيقة أنه على الرغم من مرور 14 عاما على الاحتلال الأمريكي للعراق في عام 2003، فإن الجيش الأمريكي لم يترك بعد أراضي الدولة ذات السيادة. وفي حين أن أساليب واشنطن قد شهدت تغيرات، فإن نيتها في تعزيز وجودها في المنطقة لا تزال سليمة. ووفقا لبيركتار، في الوقت الراهن تسعى الولاياتالمتحدة إلى طرق لتقليل نفقاتها، وعلى ما يبدو، قررت واشنطن أن تتعاون مع الميليشيات الكردية والأحزاب السياسية في المنطقة. وكما ذكر المحلل السياسي، "تجري سلسلة من الأحداث في الوقت نفسه في المنطقة: عملية تحرير مدينة تلعفر العراقية، والاستعدادات لاستفتاء [الاستقلال] في كردستان العراق، وهجومين منفصلين ضد الرقة ودير الزور". وأفادت وكالة "سبوتنيك"، أن استفتاء الاستقلال في كردستان العراق المقرر إجراؤه في 25 سبتمبر يمكن أن يصبح نقطة تحول. وعلى الرغم من أن أنقرة حافظت على علاقات عمل مع زعيم حكومة إقليم كردستان العراق، مسعود برزاني، إلا أن بيركتار أشار إلى أن هذا التعاون يمكن أن يتوقف إذا كان الاستفتاء القادم يزعزع التوازن الهش في المنطقة. وبالتالي، فإنه ليس من المستغرب أن تركيا وإيران قد انضمتا مؤخرا إلى جهودهما للتصدي للتهديد المحدق بعدم الاستقرار في المنطقة. ويحرص بيركتار، على التأكيد على أن "زيارة رئيس الأركان الإيرانية، اللواء محمد باقري، إلى تركيا وإقامة اتصالات عسكرية بين طهرانوأنقرة للمرة الأولى منذ الثورة الإيرانية 1979 تشير إلى أن تركيا وايران تواجه تهديدا مشتركا". في الواقع، في 16 أغسطس، عقد قادة عسكريون إيرانيون وأتراك محادثات حول النزاع السوري ومكافحة الإرهاب، فضلا عن مسألة التعامل مع المسلحين الأكراد في المنطقة الحدودية التركية الإيرانية، وفقا لما ذكرته رويترز. وأضاف بيركتار، أنه بالإضافة إلى الجدل، فإن مستقبل الميليشيات الكردية يمكن أن يعلق أيضا على التوازن رغم أنهم يتمتعون حاليا بالدعم العسكري الأمريكي. وأشار إلى أن بريت ماكغورك، الذي يعمل مبعوثا رئاسيا خاصا للتحالف العالمي لمكافحة "داعش" في وزارة الخارجية الأمريكية، التقى مؤخرا مع شيوخ جميع القبائل الرئيسية في محافظة الرقة. ووفقا لبيركتار، أثار الاجتماع على الفور تكهنات بأن الولاياتالمتحدة كانت تؤوي خططا لتشكيل تحالف عربي جديد في سوريا. وقال بيركتار، ل"سبوتنيك"، إن "الأكراد يشعرون بالقلق إزاء ما إذا كانت الولاياتالمتحدة ستدفعهم إلى الوراء"، مضيفا "أن جوهر الأمر هو أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية علقت مؤخرا برنامجها لتنظيم العمليات العسكرية للمعارضة السورية، نفس الشيء سيحدث لهم عند إكتمال عملية الرقة". "وفي الوقت نفسه، فإن قضية تحرير إدلب تستحق أيضا اهتماما خاصا"، وفقا للمحلل. وأوضح بيركتار، السبب الذي يجب أن تتولى روسيا وإيران وتركيا مسؤولية حل الأزمة التي تجتاح الإقليم، وليس التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة. وكما أكد المحلل السياسي التركي، "إذا وافقت روسياوتركيا وإيران على مسألة حماية السلامة الإقليمية لسوريا، فإن الخيار الأفضل هو توحيد هذه الدول الثلاث مع القوى الشرعية داخل الدولة السورية، وإجراء عمليات مسح مشتركة للأراضي من العناصر الإرهابية". كما حذر من أنه "إذا لم يحدث ذلك فإن الولاياتالمتحدة ستتمكن من توسيع نفوذها إلى إدلب من خلال ائتلافها". وأكد المحلل أن هذا المسار من الأحداث لن يفي بمصالح روسياوتركيا وإيران وسوف يثير التشكيك في مستقبل الحكومة السورية. وأضاف، "في ضوء ذلك اعتقد أن الولاياتالمتحدة وحلفائها لا ينبغي أن يحلوا قضية إدلب من تلقاء نفسها". مشيرا إلى أنه "في الوقت الذي نتحدث فيه عن حلفاء الولاياتالمتحدة، من الضروري أن نضع في اعتبارنا العرب من دول الخليج العربي، وأن موقفهم من الوضع في المنطقة أدى سوريا في النهاية إلى الوضع الراهن".