اكتشف القراصنة أن واحداً من العناصر الأمنية الأكثر مركزية على الإنترنت، رقم الهاتف المحمول، هو سهل السرقة كذلك. ففي عدد متزايد من الهجمات على الإنترنت، استطاع قراصنة إحكام السيطرة على أرقام هاتفية تابعة لشركات اتصالات شهيرة، وفق ما أوردته صحيفة "نيويورك تايمز". وبمجرد إحكام السيطرة على رقم الهاتف، يشرع القراصنة في إعادة تعيين كلمات المرور على كل حساب يستخدم رقم الهاتف كنظام تأمين، مثل "جوجل"، و"تويتر"، و"فيسبوك". وقال المستثمر في العملة الافتراضية، كريس بورنيسك، إنه فقد السيطرة على رقم هاتفه، وأوضح "تمت إعادة تشغيل جهاز آيباد، وإعادة تشغيل هاتفي وإعادة تشغيل جهاز الكمبيوتر الخاص بي، بدأ العرق البارد يتصبب مني وعرفت أن الأمور صارت جدية". واشتكى عدد كبير من الناس من استهدافهم بنجاح من قبل هذا النوع من الهجمات، بمن فيهم ناشط حقوقي من أجل السود ورئيس التقنية في لجنة التجارة الفيدرالية. وتظهر بيانات اللجنة نفسها أن عدد ما يسمى ب"عمليات اختطاف الهواتف" آخذ في الازدياد. وفي يناير 2013 تم الإبلاغ عن وقوع 1038 حادثاً من هذا القبيل، وبحلول يناير 2016 ارتفع هذا العدد إلى 2658 شخصاً. وضربت موجة من الهجمات المركزة بشكل خاص أولئك الذين لديهم حسابات على الإنترنت لإدارة العملة الافتراضية مثل بورنيسك. وفي غضون دقائق من السيطرة على هاتف بورنيسك، غيّر مهاجموه كلمة المرور إلى محفظة العملة الافتراضية واستنزفوا ما يعادل 150 ألف دولار. ولم يرغب معظم ضحايا هذه الهجمات في مجتمع العملة الافتراضية في الاعتراف بالمشكل علانية، خوفاً من إثارة خصومتهم، ولكن في المقابلات اعترف العشرات من الأشخاص البارزين في هذه الصناعة بأنهم كانوا من الضحايا في الأشهر الأخيرة.
